رُبَّ

موضوع: رُبَّ الأربعاء يناير 12, 2011 6:48 am

الحرف «رُبَّ» هو حرف جر شبيه بالزائد، ولايكون إلا حرفاً، وحكمه في
الإعراب حكم حرف الجر الزائد، فهو يجر الاسم بعده لفظاً فقط، ويبقى لهذا
الاسم محله من الإعراب، على حسب موقعه في الجملة، وحرف الجر الزائد،
والشبيه بالزائد لايحتاجان إلى تعليق، وحرف الجر الأصلي هو مايحتاج إلى
تعليق بالفعل أو مافيه معنى الفعل كالمصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول،
والصفة المشبهة.... يقول الشاعر

رُبَّ يومٍ بَكيتُ منه فلمّا صِرْتُ في غيره، بَكَيْتُ عليهِ‏

فكلمة «يوم» في البيت المذكور اسم مجرور لفظاً، مرفوع محلاً على
أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره «كائن»، وجملة «بكيت» صفة لـ «يوم».‏

وأما المعنى الذي يفيده الحرف «رُبَّ» فهو التقليل أو التكثير، والقرينة هي التي تعيّن المراد، يقول الشاعر:‏

ألا رُبَّ مولودٍ وليس له أبٌ وذي وَلَدٍ لم يَلْدَهُ أَبَوانِ‏ [

وفي هذا البيت قصد الشاعر بالمولود الذي ليس له أب «عيسى» عليه
السلام، وهذا قليل نادر، وقصد بذي الولد الذي لاأبوين له «آدم» عليه السلام
المخلوق من طين، وهو قليل نادر أيضاً، وقد قيل إن الشاعر عمرو الجنبي ألقى
البيت السابق أمام امرئ القيس على سبيل الأحجية ليعرف المقصود في كل شطر.‏

وأما «رُبَّ» في قول امرئ القيس:‏

أيا رُبَّ يومٍ قد لهوتُ وليلةٍ بآنسةٍ كأنّها خطُّ تمثالِ‏

فالمعنى يقتضي أنها للتكثير لأنّ الشاعر يفتخر بهذا اللهو،
ولايتناسب مع مقام الفخر أن يكون مراده حصول ذلك قليلاً، ومن التكثير أيضا
قول بعض العرب عند انقضاء شهر رمضان «يارُبَّ صائمه لن يصومه، وقائمه لن
يقومه»‏

2- ويدخل «رُبَّ» على الاسم المفرد النكرة، وهذا الاسم الظاهر،
المفرد، النكرة، يحتاج لنعتٍ مفردٍ بعده، أو نعتٍ جملة، ومن ذلك قول
المتنبي:‏

ذَلَّ مَنْ يغبُط الذليلَ بعيشٍ رُبَّ عَيْشٍ أخفُّ منهُ الحِمَامُ‏[/size][/size]

فنعت «عَيْش» جملة اسمية هي «أَخفُّ منه الحِمَامُ»‏

والنعت الجملة الفعلية كقولنا: رُبَّ صديقٍ صَدَقَنِي، والنعت المفرد كقولنا:‏

رُبَّ ضارَّةٍ نافعة.‏

3- يصح حذف «رُبَّ» لفظاً، ويبقى عمله جارّاً بعد الواو كثيراً كقول امرئ القيس:‏ ]

وبَيْضَةِ خِدرٍ لايُرَامُ خِبَاؤها‏

تمتَّعْتُ من لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلٍ‏

و«بيضة خِدْر» كناية عن الفتاة المصونة التي لاتغادر بيتها، وقد جُرَّت «بيضة» بـ «رُبَّ» المحذوفة‏

ويقلّ حذف «رُبَّ» بعد الفاء، و«بَلْ»، قال امرؤ القيس:‏

]
فمثلِكِ حُبْلى قد طَرقْتُ ومُرْضعٍ‏

]
فألهيتها عن ذي تمائمِ مُحْوِلِ‏

وقال رؤبة بن العَجَّاج:‏ [

بَلْ بَلَدٍ مِلءُ الفَجَاجِ قَتَمُهْ لايُشْتَرى كَنّانُهُ وجَهْرَمُهْ‏

ويكون حذف «رُبَّ» من دون الفاء و«بَلْ»، أَقَلَّ كقول جميل بثينة:‏

رَسْمِ دارٍ وَقَفتُ في طَلَلِهْ كِدْتُ أقضي الحياةَ من جَلَلِهْْ‏ s

4- إذا دخلت «ما» على «رُبَّ» كفَّتْهُ عن العمل عموماً، أي عن جرّ
مابعده، وأزالت اختصاصه بالدخول على الاسم وحده، ليدخل على الجمل الفعلية
أيضاً، قال تعالى:‏ [

«رُبّما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين»، أما دخوله على الجملة
الاسمية فقليل نادر، وما ورد عن العرب من هذا القليل النادر، لايقاس عليه
في رأي جمهور النحويين، وكذلك جَرُّ الاسم المفرد بعد «رُبَّما» من هذا
القليل.‏

موضوع: رد: رُبَّ الأربعاء يناير 12, 2011 1:01 pm

أستاذ بالحب

بالنت
بالرياضيات
شاعر
عاشق
.
.
.
.

الله يديمك ذخر لمنتدانا

موضوع: رد: رُبَّ الأربعاء يناير 12, 2011 1:13 pm

يشرفني ان تكون الشهادة منك