بطولة العالم لكرة اليد 2011

واصل المنتخب الفرنسِي بطل العالم وأوربا والبطل الأولمبي الأخير لكرة
اليد، رحلة الدفاع عن لقبهِ المونديالي بنجاح، حيث تمكن المنتخب الفرنسِي
من التآهل لنهائي بطولة العالم 2011 بعد إزاحتهِ لمنتخب البلد المنظم "
السويد " .

وتمكن المنتخب الفرنسِي صاحب الخبرة الكبيرة في مثل هذه المناسبات من تحقيق
الفوز بنتيجة 29/26، آمام حشد جماهيري كبير بلغ أكثر من 13000 متفرج وذلك
ضمن مدرجات قاعة مالمو أرينا بمدينة مالو السويدية وكانت الجماهير الحاضرة
أغلبيتها مساندة للأصفر السويدي .

بداية الشوط الأول كانت مثيرة مابين الفريقين، حيث بدأ كلا المنتخبين
اللقاء بتخوف كبير وطالت فترة جس النبض التي أدت إلى لعب ثلاثة دقائق كاملة
بدون تسجيل أي هدف في اللقاء، ليسجل بعد ذلك المنتخب الفرنسِي الهدف الأول
ويتقدم بواقع 1/0، بعد ذلك واصل الفريقين تقديم عروضهم القوية ليتقدم
المنتخب السويدي بنتيجة 4/2 مع حلول الدقيقة الثامنة قبل أن يعود المنتخب
الفرنسِي ويعدل النتيجة بواقع 4/4 مع حلول الدقيقة العاشرة، وفي بقية دقائق
الشوط تمكن المنتخب الفرنسِي من التقدم لثاني مرة في اللقاء وذلك بواقع
6/5 مع منتصف الشوط الأول ليحافظ المنتخب الفرنسِي على فارق الآهداف حتى
الدقائق الأخيرة قبل أن يوسع الفارق إلى ثلاثة آهداف مع حلول نهاية الشوط
الأول حيث إنهاه الديوك لمصلحتهم بنتيجة 15/12 .

في الشوط الثانِي تمكن المنتخب الفرنسِي من الدخول فيه بقوة كبيرة في
بدايتهِ، حيث وسع المنتخب الفرنسِي الفارق إلى خمسُ آهداف بعد مرور ثلاثة
دقائق على بدايتهِ حيث تقدم بنتيجة 17/12، وحاول المنتخب السويدي تقليص
الفارق بعد ذلك إلا إن الحارس الفرنسِي العملاق تيري أومايير كان في
المرصاد ليصد أكثر من نصف عدد تسديدات الأصفر السويدي، ولعب المنتخب
الفرنسي بعد ذلك على الهجمات المنعكسة معتدمًا على سرعة لاعبيهْ المتمثلة
في كزافييه وكذلك جيلي والرائع جوجو، ليحافظ بذلك الديوك على هذا الفارق
حتى العشر الدقائق الأخير من الشوط الثانِي، لتشهد المباراة صحوة سويدية
كبيرة من اللاعبين تبعهَا صحوة الجمهور الحاضر ليبدأ المنتخب السويدي في
تقليص الفارق مستفيداً من الفراغ الذي عنا منهُ منتخب فرنسَا خاصة في
الجانب الهجومي ليقلصوا الفارق إلى ثلاثة آهداف مع حلول الدقيقة 57 للقاء،
ولكن خبرة فرنسَا الكبيرة في مثل هذه المواقف جعلتهم يحافظوا على الفارق
حتى نهاية الشوط لتنتهي المباراة لمصلحتهم بعد أداء قوي للغاية .

ولم توفي المباراة بوعدها خاصة من جانب المنتخب السويدي، والذي ظهر مهتزا
في عديد دقائق الشوط رغم المساندة الجماهيرية الكبيرة على عكس المنتخب
الفرنسِي الذي ظل ثابتًا بأداء مقنع ومتميز على الجانبين الهجومي
والدفاعِي، وقد شهدت المباراة تألق ملفت للاعب الفرنسِي الموهوب جيلي الذي
تمكن من الحصول على جائزة أفضل لاعب في المباراة وقد تميز اللاعب بدفاعهِ
القوية فظلا على عدم خروجهِ في أي وقت من المباراة كما ظهر بمستوى متميز في
الهجوم مسجلا ستُ آهدافْ .

بهذا الفوز الجديد للمنتخب الفرنسِي في هذه البطولة، إستطاع بذلك التآهل
للمباراة النهائية لبطولة العالم هذا العام والتي تعتبر الخامسة في
تاريخهِ، حيث سبق للديوك الفرنسية أنت تواجدت في المباريات النهائية خلال
مونديالات اليد أربع مرات سابقة وذلك في عام 1993 بالسويد والتي حققوا فيها
الترتيب الثانِي، وكذلك في أعوام 1995 بالنرويج، 1999 بمصر و2009 بكرواتيا
وقد حقق فيها جميعًا المنتخب الفرنسِي اللقاء .

والجدير بالذكر إن الجماهير الفرنسية ينتابهَا شعور مرعب من المباراة
النهاية هذا العام، ليسا خوفا على فريقهَا، بل لعدم تفائلهم باللعب في
السويد وذلك بسبب النهائي الذي خسرهُ المنتخب الفرنسِي آمام منتخب روسيا
بنتيجة 19/28 أنذاك في عام 1993 على أرضية ستوكهولم السويدية .

وعلى صعيد المنتخب السويدي، فقد خيب آمال جماهيرهِ الحاضرة هذا المساء
فالمنتخب السويدي يحمل تاريخ كبير في هذه الرياضة بعد وصولهِ للدور الرباعي
فيها لأثنى عشر مرة سابقة، وقد سبق للمنتخب السويدي بأن حقق اللقب
العالمِي لأربع مرات سابقة فيما حقق ترتيب الوصيف في ثلاثة مرات، وقد ألغى
مساء اليوم منتخب السويد النظرية العالمية لهذه البطولة حيث كانت كافة
الوسائل الإعلامية تقول " أن النادي المنظم الواصل للدور النصف النهائي
دائمًا مايصل للمباراة النهائية " وبعد خروجهِ مساء اليوم كذب المنتخب
السويدي هذه النظرية بكل تأكيد .