منتديات صوران
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صوران

ثقافي اجتماعي منوع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسعود
المدير العام
المدير العام
مسعود


الدولة : سورية
ذكر
عدد المساهمات : 14130
العمل/الترفيه مدرس
المزاج ممتاز
MMS سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 1339643289201

سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Empty
مُساهمةموضوع: سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2)   سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) I_icon10السبت ديسمبر 11, 2010 12:07 pm

كان الإمام علي t ينطق بالحكمة، حكيمًا موجزًا، يهتدي إلى الصواب إن تشعبت الطرق بغيره من الناس، ويفهم الأمور على وجهها، ويضعها في نصابها، فقد استشار عمر t الناس، فسألهم من أي يوم نكتب؟ فقال علي: من يوم هاجر رسول الله ، وترك أرض الشرك. وقد كان ذلك الاختيار إلهامًا من الله، لأن الهجرة من أعظم المناسبات الإسلامية، فهي حد فاصل بين العهدين: المكي بكل ما حوى من تعذيب وإيذاء، واستضعاف، والعهد المدني الذي يصور الحرية والتمكين، والوضع الجديد الذي يعيشه المسلمون آمنين فهو تاريخ يستحق أن يسجل كبداية عصر جديد. كما تألقت الحكمة في شكل كلمات على لسان أمير المؤمنين عليٍّ t، فمن ذلك قوله: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل. وقد ترك لنا أمير المؤمنين جملة نافعة من كلامه في الزهد والرقائق مما يستحسن الوقوف عندها لأخذ العبرة واستلهام العظة، فيروي مهاجر العامري أن عليًا t قال: إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، وإتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن إتباع الهوى يصدّ عن الحقّ. ويروي ربيعة بن ناجذ أنه سمع عليًا t يقول: كونوا في الناس كالنحلة في طيرانها، ليس من الطير شيء إلا وهو يتضعفها، ولو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن للمرء ما كسب، وهو يوم القيامة مع من أحب. ويحدد معالم الخير التي ينبغي لكل مسلم الوصول إليها، والحرص على الاتصاف بها، فيقول عليًّ t: أحفظوا عني خمسًا، فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يتعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللهم أعلم. واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان، كمنزلة الرأس من الجسد، فإن ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان. ويعلمنا أمير المؤمنين عليّ t أن العالِم الحقيقي، هو من لا يقنط الناس من سعة رحمة رب العالمين، وفي نفس الوقت لا يجعلهم يفترون، وبأنفسهم يعجبون، يقول: ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في المعاصي، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا في قراءة لا تدبر فيها. وكان يوجه رعيته بسهام حكمته، فقد أخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد قال: كان عليّ إذا أتى السوق قال: يا أهل السوق، اتقوا الله، وإياكم والحلف، فإن الحلف ينفق السلعة، ويمحق البركة، وإن التاجر فاجر خلا من أخذ الحق، وأعطى الحق والسلام عليكم. ثم ينصرف، ثم يعود إليهم، فيقول لهم مثل مقالته. وقد حفظ الناس من خطبه في سائر مقالاته أربعمائة خطبة ونيف وثمانين خطبة، منها اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت (وعدت) من نفسي، ولم تجد له وفاءً عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني، ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وسهوات الجنان، وهفوات اللسان. من روائع حكمته قوله

أيها الناس، الزهادة قصر الأمل، والشكر عند النعم، والتورع عند المحارم، فإن عزب عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة وكتب بارزة العذر واضحة. وصف الإمام علي للجنة

درجات متفاضلات، ومنازل متفاوتات، لا ينقطع نعيمها، ولا يظعن مقيمها، لا يهرم خالدها، ولا ييأس ساكنها. من أقوال الإمام علي في القرآن الكريم

اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا ما قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوا من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافع ومشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه. من أقوال الإمام علي في الصالحين

فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزمًا في لين، وإيمانًا في يقين، وحرصًا في علم، وعلمًا في حلم، وقصدًا في غني، وخشوعًا في عبادة، وتحملا في فاقة، وصبرًا في شدة، وطلبًا في حلال، ونشاطًا في هدى، وتحرجًا عن طمع، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر، يبيت حذرًا ويصبح فرحًا، حذرًا لما حذر من الغفلة، وفرحًا بما أصاب من الفضل والرحمة، إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره، لم يعطها سؤلها فيما تحب، قرة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقي، يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل، تراه قريبًا أمله، قليلا زلَلُه، خاشعًا قلبه، قانعًا نفسه، منزورًا أكله، سهلا أمره، حريزًا دينه، ميتة شهوته، مكظومًا غيظه، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، بعيدًا فحشه، لينًا قوله، غائبًا منكره، حاضرًا معروفه، مقبلا خيره، مدبرًا شره، في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضار الجار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحق، إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه، بعده عمن تباعد عن زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا من لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة. علي يوصي ابنه

يا بني اجعل نفسك ميزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك، واعلم أن الإعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب، فاسع في كدحك، ولا تكن خازنًا لغيرك، وإذ أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك. من حكم الإمام علي في وصيته لابنه

حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك، ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس، والحرفة مع العفة، خير من الغنى مع الفجور، والمرء أحفظ لسره، ورب ساع فيما يضره، من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر، قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم، بئس الطعام الحرام، وظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقًا كان الخرق رفقًا، ربما كان الدواء داءً، وربما نصح غير الناصح، وغش المستنصح، وإياك والاتكال على المُنى، فإنها بضائع النوكى(الحمقى)، والعقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك، بادر بالفرصة قبل أن تكون غُصَّة، ليس كل طالب يصيب، ولا كل غائب يئوب، ومن الفساد إضاعة الزاد، ومفسدة المعاد، ولكل أمر عاقبة، وسوف يأتيك ما قدر لك، التاجر مخاطر، ورب يسير أنمى من كثير. مما قاله الإمام أيضًا في الحكم

"لا تتخذن عدو صديقك صديقًا فتعادى صديقك، وامحض أخاك النصيحة، حسنةً كانت أو قبيحة، لِن لمن غالظك، فإنه يوشك أن يلين لك، إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يومًا ما، من ظن بك خيرًا فصدق ظنك، لا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإن ليس لك بأخ من أضعت حقه، لا يكن أهلك أشقى الخلق بك، لا ترغبن فيمن زهد عنك، لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه، ما أقبح الخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغنى، من ترك القصد جار، الصاحب مناسب، الهوى شريك العمى.. ربَّ بعيدٍ أقرب من قريب، وقريب أبعد من بعيد، والغريب من لم يكن له حبيب، من تعدى الحق ضاق مذهبه، قد يكون اليأس إدراكًا، إذا كان الطمع هلاكًا، أخّر الشر فإنك إذا شئت تعجلته، قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل، من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه، إذا تغير السلطان تغير الزمان، سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار. البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حاجته، والمُقلُّ غريب في بلدته. العجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جُنَّة، ونعم القرين الرِّضى، العلم وراثة كريمة، والأدب حُلل مجددة، والفكر مرآة صافية، صدر العاقل صندوق سرِّه، البشاشة حبالة المودة، الاحتمال قبر العيوب، من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه، الصدقة داوء منج، إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه، أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيَّع من ظفر به منهم. من أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه، ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات قلبه، أفضل الزهد إخفاء الزاهد، فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه، كن سمحًا ولا تكن مبذرًا، وكن مقدرًا ولا تكن مقترًا، أشرف الغنى ترك المُنى، من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون، من أطال الأمل أساء العمل. لا قربة بالنوافل إذا أضرَّت بالفرائض. لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه، أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، السخاء ما كان ابتداءً، فإذا كان عن مسألة فحياء وتذمم. لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة، الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عمّا تحب، الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة، المال مادة الشهوات من حذّرك كمن بشرك، فقد الأحبة غربة، فوت الحاجة أهون من طلبها من غير أهلها، لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه، العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، لا يرى الجاهل إلا مُفرِطًا أو مُفَرِّطًا، إذا تم العقل نقص الكلام. من نصب نفسه للناس إمامًا، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم. لأنسبن الإسلام نسبةٍ لم ينسبها أحد قبلي، الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل. عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينيك. سوسوا إيمانكم بالصدقة، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء، المرء مخبوء تحت لسانه، هلك امرؤ لم يعرف قدره، الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا عنه. لا يعدم الصبور الظفر، وإن طال به الزمان. ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة، من أبدى صفحته للحقّ هلك، من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن، من كتم سره كانت الخير بيده، لا يعاب المرء في تأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له، ترك الذنب أهون من طلب التوبة، الناس أعداء ما جهلوا، إذا هبت أمرًا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه، ازجر المسيء بثواب المحسن، آلة الرياسة سعة الصدر، من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع. ما أكثر البر وأقل الاعتبار، ما زنى غيور قط، ردوا الحجر من حيث جاء، فإن الشر لا يدفعه إلا الشر، الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عيّ أو حسد، أشد الذنوب ما استهان به صاحبه، من نظر في عيوب غيره فأنكرها، ثم رضيها لنفسه فذلك هو الأحمق بعينه، لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءًا وأنت تجد لها في الخير محتملا. ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبًا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله سبحانه. كفاك أدبًا لنفسك اجتذاب ما تكرهه من غيرك. من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، الغيبة جهد العاجز، شر الإخوان ما تكلف له.
كانعليّ t قويّ الإيمان، شديد الشجاعة والقوة النفسية، وليس أدلّ على شجاعتهt وقوته النفسية من موقفه يوم هجرة الرسول ، إذ قدم نفسه فداءً للرسول ، حين أعمى الله قريش، وأجمعوا على قتل رسول الله ،فأراد النبي أن يبقى المشركين بجوار بيته ينتظرون خروجه، فأمر علي بن أبي طالب tأن ينام في فراشه تلك الليلة، بينما يخرج للهجرة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول الله، والأعداء يتربصونبه ليقتلوه؟ إنهلا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم، بفضل الله تعالى، وقد جاء في (فتح الباري)أن رسول الله قال له: "نَمْ فِي فِرَاشِيوَتَسَجَّ بِبُرْدِي هَذَا الحضرمي، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم"،فرقد عليّ على فراش رسول الله يواري عنه، وباتت قريش تختلف وتأتمر، أيهم يهجم علىصاحب الفراش فيوثقه، حتى إذا أصبحوا فإذا هم بعليٍّ، فسألوه، فقال: لا علم لي،فعلموا أنه قد فرّ. وعنابن عباس قال: إن عليًا قد شرى نفسه تلك الليلة حين لبس ثوب النبي ،ونام مكانه. وفيعليٍّ وإخوانه من الصحابة الكرام الذين يبتغون رضوان الله والدار الآخرة، نزل قولهتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة:207]. وفيغزوة بدر كان سيدنا عليّ t من الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، فبارز الوليد بن عتبةبن ربيعة، وقتله. سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 16653_image002كان عليّ مقدامًا لايهاب الموت، صنديدًا لا يجزع لمرأى الأبطال ومنازلتهم، بل يسعى إليهم، ومن ذلك ماحدث في غزوة أُحد حيث بدأ القتال بمبارزة بين عليٍّ وطلحة بن عثمان، وكان بيدهلواء المشركين، وطلب المبارزة مرارًا، فخرج إليه علي بن أبي طالب t،فقال له: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يجعلك الله بسيفي إلى النار، أو يجعلنيبسيفك إلى الجنة، فضربه عليّ، فقطع رجله، فوقع على الأرض، فانكشفت عورته، فقال: ياابن عمي أنشدك الله والرحم. فرجععنه، لم يجهز عليه، فكبر رسول الله ، وقال لعليٍّ بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟ قال:إن ابن عمي ناشد في الرحم حين انكشفت عورته، فاستحييت منه. ولميكن ذلك هو الدور الوحيد لذلك الفارس المقدام في هذه الغزوة، فقد كان tفي ميمنة الجيش بعد الالتحام، فأخذ الراية بعد استشهاد مصعب t، وقتل من المشركين خلقًا كثيرًا، رغم ما أصاب المسلمين في هذهالغزوة، إضافة إلى بلائه في الدفاع عن رسول الله وهو الذي أخذ بيد رسول الله لما وقع في الحفرة، وأخذ يطببه ويداوي جرحه مع فاطمة زوجته بنت رسول الله. وقدظهرت شجاعة عليٍّ t في تلك المعركة، فعندما أشيع أن الرسول قد قتل، وافتقده علي، رأى أن الحياة لا خير فيها بعده، فكسر جفنسيفه، وحمل على القوم حتى أفرجوا له، فإذا برسول الله فثبت معه، ودافع عنه دفاع الأبطال، وقد أصابته في ذلك ستة عشرةضربة. وفيغزوة الأحزاب كان موقفه البطولي في الغزوة رائعًا يدل على مدى رسوخ العقيدة فيقلوب أصحاب النبي . يذكرابن إسحاق أن علي بن أبي طالب t خرج في نفر المسلمين بعد أن اقتحمت خيلالمشركين ثغرة في الخندق، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منه خيلهم، وأقبلتالفرسان تعدو نحوهم، وكان عمرو بن عبد وُد قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح، فلميشهد يوم أحد، فقلت فلما كان يوم الخندق خرج معلمًا ليرى مكانه فلما وقف هو قال:من يبارز؟ فبرزعليُّ بن أبي طالب، فقال: يا عمرو، إنك كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلىإحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: لم يا ابن أخي؟ فواللهما أحب أن أقتلك، قال له عليّ: لكني والله أحب أن أقتلك. فحمىعمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقرها وضرب وجهها، ثم أقبل على عليٍّ، فتنازلا،وتجاولا، فقتله عليّ t وخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة. وفيغزوة خيبر سنة 7 هـ، كان عليّ t هو حامل الراية الذي فتح الله على يديه، ففي صحيح مسلم من حديثإياس بن سلمة t قال: أرسلني-أي رسول الله - إلى عليّ وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله،أو يحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليًا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسولالله ، فبصق في عينيه، فبرئ وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال: قدعلمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح *** بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقالعليّ t: أناالذي سمتني أمي حيدرة *** كليث غابات كريه المنظرة أوفيهمبالصاع كيل السندرة قال:فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه. وقدكانت شجاعة عليٍّ t مقرونةً بالفطنة وحسن التدبير والتخطيط، وما يدل على ذلك ما كانفي غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، فقد ثبت مع رسول الله ،مع من ثبت معه من المهاجرين والأنصار، وكان في جيش هوازن رجل على جمل أحمر بيدهراية سوداء، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه،فأردك عليّ بعبقريته الحربية وتجربته الطويلة أن هذا الرجل عامل مؤثر في حماسهوزان وشدتها، فاتجه علي بن أبي طالب t رجل من الأنصار نحوه، واستطاع إسقاطه من علىجمله، فما كانت إلا ساعة حتى انهزموا وولوا الأدبار وانتصر المسلمون.تقشفهوزهده وورعه كانعليّ ذا مواهب عديدة، وقدرات فذة، ولكنّ ذلك لم يطمعه في الدنيا ومتاعها، بل هداهإيمانه وتربيته في بيت النبوة إلى التقلل من زاد الدنيا إلى حد التقشف، والزهدفيها رغم قدرته عليها، ولكنه ملكه في يده، ولم يتركها تملك قلبه، وقد كان tورعًا لا يتجرأ على مال أحد، بل يضعه حيث ينبغي له، وفي كل هذا له مواقف تشهد له. فعنرجل من ثقيف أن عليًا t استعمله على عكبرا قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلون، وقال لي:إذا كان عند الظهر فرح إليّ، فرحت فلم أجد عنده حاجبًا يحبسني من دونه، ووجدتهجالسًا وعنده قدح، وكوز من ماء، فدعا بطينة، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرجإليَّ جوهرًا ولا أدري ما فيها، وإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق،فأخرج منها فصب في القدح، فصب عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر، فقلت: ياأمير المؤمنين، أتصنع هذا بالعراق، وطعام العراق أكثر من ذلك؟! قال:أما والله ما أختم عليه بخلا به، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنعمن غيره، وإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبًا. وعنالأعمش قال: كان عليّ t دخل على فاطمة والحسن والحسين يبكيان، فقال ما يبكيهما؟ قالت:الجوع. فخرجعليّ فوجد دينارًا في السوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلاناليهودي فخذ لنا به دقيقًا، فجاء إلى اليهودي فاشترى به دقيقًا فقال اليهودي: أنتختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك والدقيق. فخرجعليّ حتى جاء فاطمة فأخبرها، فقالت اذهب إلى فلان الجزار فخذ لنا بدرهم لحمًا،فذهب فرهن الدينار بدرهم على لحم، فجاء به فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيهافجاءهم، فقالت: يا رسول الله أذكر لك، فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت، من شأنه كذاوكذا، فقال:"كُلُوابِسْمِ اللَّهِ". فأكلوافبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدينار، فأمر رسول الله فدعي له، فسأله فقال: سقط مني في السوق، فقال النبي : يا علي اذهب إلى الجزار فقل له: إن رسول الله يقول لك: أرسل إليّ بالدينار، ودرهمك عليّ، فأرسل به فدفع إليه. إلىهذا الحد بلغ تقشف سيدنا عليٍّ أن يفرغ بيته من الطعام، هو ختن النبي ،ويبكي ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الجوع، إن شخصية كهذه خليقة بأن تستمر علىطهرها مهما تولت أعلى المناصب، وقد كان. فقدصعد عليّ t المنبر ذات يوم، وقال: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمنإزار ما بعته. فقامإليه رجل وقال: أسلفك ثمن إزار. وذاتيوم اشترى t قميصًا بثلاثة دراهم، وهو خليفة، وقطع كمّه من موضع الرسفين وقال:الحمد لله الذي هذا من رياشه. وقدكان تقشف سيدنا عليّ t قائمًا على أساس من الزهد في زينة الدنيا، وورع من الحرام، ولوكان فتاتًا، وقد عاهد عليّ رسول الله على ذلك، فقد روي عنه قال: قال رسول الله :عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا زَهَدَ النَّاسُ فِي الآخِرَةِ،وَرَغِبُوا فِي الدُّنْيَا، وَأَكَلُوا التُّرَاثَ أَكْلاُ لَمًّا، وَأَحَبُّواالْمَالَ حُبًا جَمًّا، وَاتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَخَلاً، وَمَالَ اللَّهِدِوَلا؟ قلت:أتركهم حتى ألحق بك إن شاء الله تعالى. قال:صَدَقْتَ، اللَّهُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ بِهِ. وأوفىعليّ بالعهد بالزهد في المال، وما هو أقل منه من الملبس والطعام، فقد أخرج ابنالمبارك عن زيد بن وهب قال: خرجعلينا عليّ t، وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة، فقيل له، فقال: إنماألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزهو، وخيرًا لي في صلاتي، وسنة للمؤمن. وأخرجالبيهقي عن رجل قال: رأيت على عليّ t إزارًا غليظًا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهمًابعته إياه. وعنعبد الله بن شريك عن جده عن عليّ بن أبي طالب t أنه أتى بفالوذج، فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنك طيب الريح حسناللون، طيب الطعم، لكن أكره أن أُعَود نفسي ما لم تعتده. وخليقبمن كانت هذه حاله من الدنيا أن يتورع أن يصيب منها شيئًا لا يحل له، أو أن يصيبأكثر من حقه، فعن عليّ بن ربيعة عن عليّ بن أبي طالب قال: جاءهابن النباح، فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء.فقال:الله أكبر. ثمقام متوكئًا على ابن النباح، حتى قام إلى بيت المال فقال: هذا جناي خياره فيه كلجانٍ يده إلي فيه، يا ابن النباح علَيَّ بأشياخ الكوفة. قال:فنادى في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: يا صفراء، ويابيضاء غريّ غيري، ها، ها. حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم أمره بنضحه، وصلَّىفيه ركعتين. دخلمرة بيت المال فرأى فيه شيئًا، فقال: لا أرى هذا هنا وبالناس حاجة إليه، فأمر بهفقسم، وأمر بالبيت فكنس، ونضح فصلَّى فيه، أو قال فيه، يعني: نام. كماأخرج أحمد عن عبد الله بن زُرَيْر، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالب tيوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة، فقلنا أصلحك الله، لو أطعمتنا هذا البط- يعني الأوز-فإن الله قد أكثر الخير قال: يا ابن زرير، إني سمعت رسول الله يقول:"لاَ يَحِلُّلِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلاَّ قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَوَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ". لماكان الورع سمته t في بيته مع أهله، فعن عليّ بن ربيعة قال: كان لعليٍّ امرأتان،فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصفدرهم. رجلهذه حاله هو من تحتاجه الأمة في كل عصر؛ لينهض بها من كبوتها، ويقودها إلى المعالي.تواضعه رغممكانة عليٍّ t، وقربه من رسول الله ، وبلائه في الإسلام، فإنه لم يكن يرى لنفسه فضلا على أحد، ولميتغير بعد خلافته، فلم يتكبر، ولم يَمِل لزخرف الدنيا، وزينتها، ولو كانت مباحة،لأنه أخذ نفسه بالشدة، وألفت نفسه التواضع، ونبذت الكبر، وصفات الطغاة، فقد روىالبخاري عن محمد ابن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) قال: قلت لأبي: أي الناس خيربعد رسول الله ؟ قال:أبو بكر.قلت:ثم من؟قال:ثم عمر.وخشيتأن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟قال:ما أنا إلا رجل من المسلمين. وروىالبخاري في (الأدب المفرد) عن صالح بياع الأكسية، عن جدته، قالت: رأيت عليًا اشترىتمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له، أو قال له رجل: أحمل عنك يا أميرالمؤمنين؟قال:لا، أبو العيال أحق أن يحمل. وكانمتواضعًا في لباسه، لم يعرف الفاخر منه يومًا، بل كان يعتبره سببًا في خشوع القلب،كما أنه قدوة للمؤمنين، فقد روى عمرو بن قيس أن عليًا t رُئي عليه إزار مرقع، فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن،ويخشع له القلب. وعنأبي النوار قال: رأيت عليًا t اشترى ثوبين غليظين، خير قنبرًا أحدهما. وعنفضيل بن مسلم عن أبيه، أن عليًا اشترى قميصًا، ثمّ قال: اقطعه لي من ههنا من أطرافالأصابع. وفيرواية أخرى أنه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطرافالأصابع، وذلك لكي يتفادى الإسبال في الأكمام. وكانتواضعه t يجعله يقبل النصح، ولا تأخذه العزة بالإثم، فقد روى محمد بن كعبالقرظي قال: سألرجل عليًا t عن مسألة، فقال فيها، فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين،ولكن كذا وكذا، فقال عليٌّ: َصَبْتَ وأخطأتُ، وفوق كل ذي علمٍ عليم.
كان عليٌّ tدائم الملازمة لرسول الله في كل وقت وحال-ما استطاع إلى ذلك سبيلا- حتى فيالحرب وبعدها، فقد أخرج البخاري في صحيحه في باب غزوة أُحُد عن أبي حازم أنه سمع سهلبن سعد وهو يُسْأل عن جرح رسول الله فقال: أماوالله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله ، ومن كان يسكب الماء وبم دووي. قال:كانت فاطمة tا بنت رسول الله تغسله، وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدمإلا كثرة، أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيتهيومئذ، وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه. حتىفي مرضه الأخير لم يفارقه فعن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، قال:قالت عائشة: لما ثقل النبي ، واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمَرّض في بيتي، فأَذِنّ له، فخرجبين رجلين تخط رجلاه الأرض، وكان بين العباس ورجل آخر، قال عبيد الله: فذكرت لابنعباس ما قالت عائشة، فقال لي: وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قلت: لا.قال:هو عليّ بن أبي طالب. فمنالبديهي من كانت هذه صفته، وتلك ملازمته لحبيبه المصطفى أن يكون أعلم الصحابة وأكثرهم دراية بأمور الدين الإسلامي، هذابالإضافة إلى ما حباه الله به من عقل فطن لبيب، وذكاء فطري. علم الإمام علي

كانأعلم الصحابة رضوان الله عليهم بكيفية صلاة رسول الله ، فعن مطرف بن عبد الله قال: صليت خلف علي بن أبي طالب t،أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبّر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتينكبّر، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمرانُ بن حصين، فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد .أو قال: لقد صلى بنا صلاة محمد . بلكان عارفًا بدعاء الرسول داخل الصلاة، فعن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عنرسول الله أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماواتوالأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين. إنصلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا منالمسلمين. اللهمأنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر ليذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنهاإلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيكوسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبكآمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، وإذا رفع قال: اللهم ربنالك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، وإذاسجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعهوبصره، تبارك الله أحسن الخالقين. ثميكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وماأسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به منِّي، أنت المقدم وأنت المؤخر لاإله إلا أنت. وعنأبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلَّى لنا أبوهريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة (إذا جاءك المنافقون) قال:فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأبهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: "إني سمعترسول الله يقرأبهما يوم الجمعة". حتىعبادة الرسول في بيته، كان عليّ عارفًا بها، يسمع بها من رسول الله ،أو من أزواجه أمهات المؤمنين، فقد روى إياس بن عامر قال: سمعت علي بن أبي طالبيقول: كان رسول الله "يسبح من الليل،وعائشة معترضة بينه وبين القبلة". قالأبو بكر (راوي الحديث): قوله: يسبح من الليل، يريد: يتطوع بالصلاة. وكانعليٌّ حريصًا على معرفة سنن الرسول ، فيسعى لمعرفة ما يقول عقب صلاته، فهذا عبيد الله بن أبي رافعيروي عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "اللَّهُمَّاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ،وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ،وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ". وعنعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عليّ بن أبي طالب، أن رسول الله كان يقول في آخر وتره: "اللَّهُمَّ إِنِّيأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُبِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ". ومااقتصر علمه على صلاة الرسول ، بل كان يشمل فروع الدين فقد روى عليّ t عن النبي أنه قال: "فِي صَدَقَةِالْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، صَاعٌ مِنْ بُرٍّ أَوْصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ". [هكذا أسند الحاكم عن عليٍّ ووقفه غيره]. وأخرجالحاكم أيضًا عن مسعود بن الحكم أنه نظر إلى عليّ بن أبي طالب tعلى بغلة رسول الله البيضاء في شعب الأنصار، وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله قال: "إِنَّهَا لَيْسَتْ أَيَّامَ صِيَامٍ،إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ". ولملا يكون عليّ بهذا العلم، إذا كان الرسول قد تعهده بالتربية صغيرًا، وبالعلم كبيرًا، يبين له، ويصحح له مايخطئ فيه، فقد قال t: "علمني رسول الله إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانالله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kproxy.com/servlet/redirect.srv/seoi/s7yzd/sbphfk/p1/
مجد
نائب المدير
نائب المدير
مجد


الدولة : سورية
ذكر
عدد المساهمات : 8337
العمل/الترفيه مصورفيديو & طالب تقنيات حاسوب
المزاج تــعــبــان
تعاليق : سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Icon26سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Icon26سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Icon26
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Maas-63ad540140
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 389565
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 389571
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) FP_18
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) FP_13
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) FP_18
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Fp_21

MMS سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 02b2add13a

سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2)   سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) I_icon10الإثنين ديسمبر 13, 2010 4:49 pm

سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2) 977634
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://soran.roo7.biz
 
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
» أشكو إليك يا أمير المؤمنين جور مروان
»  الحسين بن عليّ بن أبي طالب
» الحسن بن علي بن أبي طالب
» مسلم بن عقيل بن أبي طالب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صوران  :: اسلاميات :: القسم الأسلامي :: الصحابة-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (سوريا)
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات صوران
 Powered by ®https://soran.roo7.biz
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010