كان يا مكان قطة فضية بلا زمان

كان يا مكان ليس منذ زمان بل بالماضي القريب أو ربما البارحة لا أحد يعلم ، كان هناك فتاة تدعى سحاب ، قد تجدون هذا الأسم غريب لكم لكنكم ستجدونة منطقياً ربما فيما بعد.
سحاب كانت فتاة في مقتبل العمر خجولة ، تعمل في مخبز لصنع الكعك و الحلويات في أطراف المدينة، كانت تعيش في قبو في الطرف الأخر من المدينة ، كانت تعود دائماً إلى منزلها قبل أن تغرب الشمس لتعتني بوالدتها.
كونت تلك الفتاة العديد من المعارف لكن لم يكن لها أصدقاء يوماً، كانت لطيفة مع الجميع لطيفة فقط أو دبلوماسية إذا أردت.
في يوم من الأيام قدمت مجموعة من الغرباء للسياحة في المدينة ، و كان المخبز مشهوراً فكان كل من يزور هذة المدينة يقوم بتجربة الكعك المشهور التي تعدة سحاب بالسمسم و اليانسون.
قدمت المجموعة جلست على الطاولة ، وكان بين هذة المجموعة رجل ضخم أجلح ينظر إلى سحاب و عندما ذاق كعكها بصقها و طالب برؤية صاحب المخبز، نظرت هي إليه و الشرر يتطاير من عينيها قدم صاحب المخبز و أوضح له بكل البساطة أنه لا يريد مشاكل ، و إن لم يعجبه الطعام فلأفضل له الذهاب وأن لا تطء قدمه هذا المخبز ، طرده بكل لطافه خرج ليذهب بسيارته وجد زجاجها مكسوراً لعن حظه و مضى في طريقة.
بعد عدة أيام وجد ميتاً في غرفة الفندق مختنقاً بقطعة حلوى بالسمسم و اليانسون ، و بدأت التحقيقات بإغتيال هذا الشخص ، و أستدعيت سحاب للتحقيق .
المحقق:"ماذا تعرفين عن المغدور"
-سحاب :"لا أعرف سوى أنه أتى إلى المكان الذي أعمل فيه، لم أتكلم معه يوماً و لم أكن أعرف أين يبيت المغدور و لم يكن هناك خلاف شخصي بيننا "
- المحقق:" أين كنت في الساعة السابعة من مساء البارحة و هو التوقيت المقدر للوفاة"
- سحاب:"لقد كنت في منزلي في الطرف الأخر من المدينة و لم أغادره إلى صباح اليوم"
- المحقق:"ألديكِ من يؤكد هذا"
- سحاب :" الجميع هنا ينام بعد الساعة الثامنة ما عدا السيدة التي تجلس في الجهة المقابلة لمنزلنا،تجلس طوال الوقت على شرفة منزلها أنها تعاني من الأرق ولا تنام أبداً على حد علمي ، و شغلها الشاغل حركة الناس على الشارع من يدخل من أين و إلى أين"
- المحقق:"من أيضاً"
- سحاب:"لا أحد والدتي مريضة جداً فذهبت لتمضي اليوم لدى خالتي في العاصمة لإجراء بعض الفحوصات الطبية"
- المحقق:" لا تغادري المدينة بدون أعلامي حتى ننتهي من التحقيق"
خرجت سحاب أستدعى المحقق المشرف على الفندق حيث كان يمكث المغدور.
- المحقق:"ماذا تعرف عن المغدور"
- المشرف:" كان يدعى محسن وليد"
- المحقق:"محسن وليد،يا له من أسم غريب وليد هو أسم عائلته"
- المشرف:"أجل لم أصدق أيضاً حتى تأكدت من أوراقه الثبوتية "
- المحقق:"ماذا أيضاً"
- المشرف :"أتى مع مجموعة من الأشخاص لكنه لم يتفق مع أحدهم، و كان يتناول الطعام وحيداً لكنه يتنقل مع بقية المجموعة و كان دائماً يتكلم على الهاتف المحمول ، و كان يدفع كل شيئ نقداً و قد دفع مسبقاً لإقامتة في الفندق ، مرة سمعته يتكلم على الهاتف المحمول مع شخص عن فتاة سماها صاحبة القطة البيضاء و عندما لاحظ أنني أسمعة ، أرتبك وأنصرف"
- المحقق:" عليك إبلاغ جميع النزلاء في الفندق بأن محققاً سيأتي لأخذ أقوالهم، و أن لا يغادرأحد المدينة بدون أعلامي، كما أنني بحاجة لسجل الفندق ولائحة بالأشياء التي طلبها من خدمة الغرف،و إن كان لديك شيئ في الأمانات يخصة و كل ما يتعلق بإقامتة في الفندق"
- المشرف:" سأجهز كل شيئ ، و أبلغ النزلاء بذلك و سأسلم الأوراق للمحقق اللذي ستبعثة إلى الفندق ،بعد إذنك سأنصرف الأن لدي فندق لأديرة كما تعلم"
- المحقق :"حسناً هذا كل شيئ تستطيع الذهاب الأن"

جلس المحقق يفكر قليلاً بحل لهذة المعضلة و عندما لم يجد شيئ طلب إستدعاء سيدة الشرفة، لكنة علم فيما بعد بأنها سافرت إلى أبنتها و ستبقى عندها ليومين .
- المحقق:"فلنرى ما سيقوله موظفوا المخبز فلنقم بأستدعائهم في الغد"
قالها لمساعدة كان النهار طويلاً فخلد المحقق للنوم باكرا ،لكن القضية كانت تشغل تفكيره فما أستطاع النوم إلا قبل حلول الصباح بقليل، في اليوم التالي إستدعى المحقق موظفي المخبز وكانوا ثلاثة ، أمينة الصندوق صاحب المخزن والخباز.
- المحقق : " ماذا تعرفين عن المغدور"
- أمينة الصندوق :" لا أعرف شيئاً عنه ولم أراه من قبل ، دخل إلى المخبز كأنه يريد إفتعال مشاجرة مع سحاب ، نظر إليها بغضب كأنها أخذت منه شيئاً ثميناً ، أشتكي من الطعام الذي تعده و طلب صاحب المخبز كأنه يسعى لطردها ، لكن صاحب المخبز أحس بنواياه فطرده من المخبز ، سمعت صوت زجاج سيارته يتحطم لكني لم أرى من فعل هذا صعد إلى السيارة و أنطلق"
- المحقق:" هذا كل شيء"
- أمينة الصندوق:" أجل ، أأستطيع الأنصراف الآن"
- المحقق:" أجل فليدخل الخباز"
- الخباز:" لم أرى شيئاً كنت في الداخل ولم أسمع شيء ، لقد روى لي صاحب المخبز فيما بعد ما حصل"
- المحقق:"لا تعلم أي شيئ أخر مرتبط بالقضية"
- الخباز :"كلا"
- المحقق :"حسنا هذا كل شيئ بوسعك الانصراف ، أدخلوا صاحب المخبز"
عندما دخل صاحب المخبز بداء بسؤاله.
- المحقق:"ماذا تعرف عن القضية"
- صاحب المخبز:" أتيت بعدما طلب زبون رؤيتي إشتكى من الطعام قال أنه وجد فيه حصى ، تذوقته ولم أجد فيه شيء كان لذيذاً كالعادة، كان ينظر لسحاب بشرر فطردته من المخبز بعدما حاول الإفتراء عليها لغاية في نفسه"
- المحقق :"هذا كل شيء للأن ربما أستدعيك مجدداً فيما بعد"

- جلس المحقق يفكر ، هذا التحقيق لا يسير إلى أي مكان لا دافع لا شهود ، فلنرى ماذا سيكون في سجل الفندق و ماذا سيقول النزلاء.
دق باب المكتب لقد كان مساعد المحقق:" ها هي إفادات النزلاء و سجلات هاتف الغرفة"
- المحقق:" فلنرى ، لا شيء مهم في سجل الفندق ، لقد أتى قبل يومين من موته ، أسحب سجل الأرقام من هاتفه المحمول ، ما هي الأرقام التي طلبها و طلبته وتعود لمن و العناوين ، و اسحب سجله أين كان يعمل عائلته وجميع التفاصيل ، و سأتصل بالمعمل الجنائي لأعرف أين أصبح التقرير المتعلق بالغرفة و السيارة التي كان يستأجرها.
فلنرى هذه إفادة نزيل الغرفة المجاورة لغرفة المغدور ، كان يقرء على سريره عندما سمع صوت زجاج يتكسر مواء قطة ثم لا شيء ، فترة من السكون ، ثم سمع صوت القطة مجدداً ،نظر من النافذة رأى قطة بيضاء تلمع في الظلام و هي تبتعد، هذا جديد المتهم الرئيسي في أغتيال سائح هو قطة بيضاء ، سيبدو هذا جيداً في جريدة الصباح و في بلدة هادئة كهذه سنكون أضحوكة.
فلنرى لا بصمات إلا بصمات موظفي الفندق والمغدور ، زجاج نافذة غرفة الجلوس محطم وجدوا بعض الوبر الأبيض في مكان الحادث وعلى السيارة التي كان يقودها ، ولكن لم يستطيعوا تحديد نوع القطة، يكفي هذا لليوم"
ذلك المساء عندما خلد للنوم سمع مواء قطة في الليل ،نظر من النافذة رأى قطة بيضاء فأغلق المصاريع الخشبية للنوافذ و أحكم إغلاقها و كذلك الباب ، ربما كانت قطة عادية وهذا وارد جداً فليست المرة الأولى التي يسمع فيها مواء قطة في هذا الحي ، لكن ببساطة لم يشأ المغامرة أدار التلفاز على مسلسل فكاهي حتى غلبة النوم على الكنبة التي يجلس عليها، في صباح اليوم التالي ذهب إلى المكتب كانت هناك حركة غريبة والجميع ينظر إليه بإستغراب.
- المحقق:" حسناً ماذا هناك"
- مساعد المحقق:"تعال و أنظر بنفسك"
وجد المحقق على مكتبه ورقة بيضاء ، عليها القليل من السمسم و كف قطة مختوم على الورقة ، و نافذة المكتب مفتوحة رغم تأكده بأنه أغلاقها في الليلة السابقة.
- المحقق:" هذا ليس مخيفاً كثيراً أليس هذا صحيح"
- مساعد المحقق:"كل هذا شيء عادي للغاية"
- المحقق:" ماذا وجدت على سجل الهاتف"
- مساعد المحقق:"أغلب الأرقام تعود لصاحب سيرك متنقل ، قام بجولة في البلاد الأوروبية والعربية وعاد مؤخراً إلى الوطن ، أما البقية فهي أرقام تعود لبعض شركات المأكولات الجاهزة وشركات تأجير السيارات وبعض المحققين "
- المحقق:" فلنتصل بصاحب السيرك"
مساعد المحقق:" الهاتف الأن خارج الخدمة"
- المحقق:" علينا أن نقوم بزيارة ودية لمنزل سحاب ، لقد علمت أن والدتها قد عادت إلى المنزل لديك العنوان اليس كذلك ، في هذا الوقت تكون سحاب في العمل هيا فلنذهب ، علينا أن نجلب معنا علبة حلوى فنحن نعود مريضاً ، ولا أريد أن أغضب الأم ، أنظر ماذا حصل عندما غضبت الأبنة"
- مساعد المحقق:"أتشك بالإبنة"
- المحقق:"لا أستطيع أتهام أحد الأن هيا فلنذهب ، لكن حاول الأتصال بصاحب السيرك لأخر مرة"
- مساعد المحقق:"لقد وجدته تكلم معه"
- المحقق:"مرحباً"
- صاحب السيرك:"مرحباً كيف أستطيع مساعدتك"
- المحقق:"أنا أبحث في جريمة قتل والمجني عليه يدعى محسن وليد"
- صاحب السيرك:"يا إلهي كيف توفى"
- المحقق:"ما زلنا نبحث في الأمر"
- صاحب السيرك:"لقد كان موظفاً عندي مسؤولاً عن تدريب مجموعة من القطط ، وكانوا يؤدون نمرة معقدة وكانت فقرة مهمة جدا ً في السيرك، وفي أحد الأيام أخبرني بأن أحد القطط قد هربت ،قلت له إننا نستطيع الأتيان بغيرها ، لكنه أجاب بأنها مميزة جداً و نادرة ً تتمتع بذكاء عالٍ تفهم كل كلمة يقولها ، و أنه سيذهب للبحث عنها بأي ثمن أنها تساوي ثروة"
- المحقق: "كيف كان شكل القطة "
- صاحب السيرك:"فلنرى كانت كثيرة الوبر ، لديها بين أذنيها خطين فضيين وعلى أقدامها أيضاً ، كأنها تلبس أخفاف فضية"
- المحقق:"ما كان لونها"
- صاحب السيرك:" بيضاء ناصعة"
- المحقق:"منذ متى كان هذا الحديث"
- صاحب السيرك:"منذ حوالي السنة تقريباً"
- المحقق:" لقد ساعدتني كثيراً شكرا لك"
- صاحب السيرك:"أعلمني أن أحتجت لشيء أخر و أعلمني بأية تطورات"
- المحقق:"أكان لديه عائلة"
- صاحب السيرك:"لا لقد كان السيرك حياتة ، لكنه كان بغيضاً وسيء الخلق ، عنيف مع الحيوانات لكنه كان من العائلة"
- المحقق:"تعازي الحارة إلى اللقاء"
أغلق الهاتف وسرت في نفسه قشعريرة ، بماذا قد أقحم نفسه و إنطلق في طريقه إلى منزل الوالدة ، دق باب المنزل فتحت لهم الباب أمرأة تبلغ حوالي الأربعين .
- المحقق:"مرحباً ، أنا المحقق في جريمة القتل التي حصلت في النزل مؤخراً و هذا مساعدي ، لقد علمت إنك عليلة ألف سلامة عليك هذه هدية نتمنى لك الشفاء العاجل"
- الوالدة:"شكراً جزيلاً لك أنت حقاً شخص لطيف، تفضل أجلس سأجلب بعض المشروبات الغازية "
- المحقق:" األأم لطيفة جداً ولم تتفاجأ برؤيتنا كأنها تنتظرنا"
- جعفر:" و سكتت شهرزاد عن الكلام المباح سننام حتى يأتي الصباح"
- ورد:"أكمل القصة يا جعفر"
- سهاد:"هيا يا ورد إلى غرفتك"
إنصرف كل منهم إلى سريره.
أستفاقوا و مضى النهار و أخيراً أتى المساء ، اجتمعوا في المكتبة .
أكمل جعفر:"
- الوالدة:"تفضلوا هل يجري التحقيق بصورة جيدة ، أتعلمون أن أبنتي كانت حزينة جداً هذا الصباح"
- المحقق:" حقاً لماذا"
- الوالدة:" كانت أبنتي شابة أنفعالية كثيرة المشاكل و النزاعات ، منذ حوالي العام زرنا السيرك و عند العودة وجدنا قطة هزيلة ، فأعتنينا بها لم يكن لإبنتي يوماً أصدقاء ربما بسبب ترحالنا، وأنا أبحث عن عمل بالأضافة الى مرضي، لكن منذ أن أتت هذة القطة الجميلة الفضية أصبحت أبنتي هادئة تعمل في المخبز ، و أصبحت فوق كل شيئ سعيدة، أتعلمون لماذا لقد وجدت صديقة تحبها تفهمها وتدافع عنها و ترعاها ،لكن في صباح اليوم لا تسألني كيف لكن القطة ودعت أبنتي و طمئنتها بأنها ستعود"
- المحقق:"أخبري أبنتك بأن القضية أغلقت و سجلت ضد مجهول"
عادوا إلى المكتب فتح الحاسوب بحث عبر الأنترنت عن قطة بيضاء لها خطين فضيين بين أذنيها و لها أخفاف فضية، وجد مقالاً صغيراً:"قطط قطبية نادرة كانت تعيش في بلاد الأسيكموا فيما مضى ، ذات ذكاء خارق عنيفة ، لم يستطع المحرر الحصول على صورة لهذة القطة لكن شعب الأسكيموا كانوا يعتقدون أنها تعيش إلى الأبد ، و عندما تبلغ الخمسين تصبح أشباحاً تهيم في المعمورة تدعى سحاب"
- مساعد المحقق:"فسر لي أرجوك لماذا أقفلت القضية"
- المحقق:"سأسرد لك وجهة نظري، أثناء ترحال السيرك وجد السيد محسن قطة بيضاء قرر أن يضمها إلى فقرتة كنت صغيرة،عندما كبرت قسى عليها طمعاً بالمال ومن شدة قسوته هربت ، وجدتها سحاب و أعتنت بها و أصبحت صديقتها، بطريقة ما عرف محسن أن القطة أصبحت هنا وأعتقد أنها سرقتها فأتى ليستردها ، و عندما علمت القطة أنه كان على وشك أن يفقد صديقتها عملها ،و قد أتى ليستعيدها جن جنونها و حطمت عربته ، و عندما رأت أنه لن يعود بدونها كسرت نافذتة أخافتة وأقحمت الكعكة في فمه أختنق بها فمات ، وحتى تبريئ ذمة صاحبتها تركت لي رسالة مبطنة و تركت منزلها"
- مساعد المحقق:" إذاً لدينا قطة قاتلة"
- المحقق:"كلا لدينا قطة خارقة أنتقامية و تبالغ في الحماية و خطرة ، من الأفضل أغلاق هذا الملف قبل أن نصبح جميعاً في خطر"
بعد أن أغلق الملف و من حين إلى حين كانت تحدث بعض المشاكل المرتبطة بالقطة ،قرر أن لا يزعج سحاب بالسؤال عنها بما أنه لا يستطيع تفسيرها أو أثباتها ، و منذ ذلك اليوم كل مساء كان المحقق يسمع مواء الهرة أنه يعلم أنها تراقبه فهو يعرف سرها، وفي أحدى جولاته في أطراف البلدة وجدها تقود مجموعة من القطط التي تشبهها تماماً تتجه نحو أحد المنازل المهجورة.

ألـــــف شـــكــر لـــكـــ عـــلـــى الــطــرحـ

دومـــ الــتــألــقــ والـــإ بــداعـــ ..,,

بـــإنــتــظــار جــديـــدكـــ ....

لــكــ خــالــصــ إحــتــرامــيــ

وديـــ...

» زمان الحب
» ايام زمان........................
» دكاترة آخر زمان
» لكل زمان ملابس خاصه
» من هو ... ما اسمه .... وفي اي زمان سيأتي ....؟