التقويم الصيني بالرغم
أن الصين ككل دول العالم تستخدم التقويم الميلادي الرسمي, إلا أنها تنفرد
بتقويم خاص يمكن تتبعه حتى 14 قرن قبل الميلاد, و يتبعه الصينويون الذين
يمثلون ربع سكان العالم تقريبا من أجل تحديد أعيادهم و اختيار أوقات
الاحتفال بها.
و الجدير بالذكر أن التقويم الصيني يعتمد
على عنصرين مهمين و هما القمر و الشمس, بحيث يحدد اليوم الأول في الشهر
القمري, بيوم القمر الأسود, بما معناه عدم ظهور القمر في السماء, أي في
اليوم الذي يسبق ظهور الهلال, على عكس التقويم القمري الإسلامي الذي يجعل
اليوم الأول لروئية الهلال هو أول أيام الشهر القمري, أما فيما يتعلق
بالشمس, فإن التقويم الصيني يعتمد عليها في تحديد الاعتدالين الربيعي و
الخريفي, و كذلك الانقلابين الشتوي و الصيفي, و تقسم السنة إلى 12 فترة,
معتدمين على زاوية الشمس بالنسبة للأرض بحيث تكون زاويتها من مضاعفات 30
فعندما تكون الشمس في الزاوية 330 تكون الفترة الأولى من السنة و تقابل
الشهر الأول منها.
في المعتقدات الصينية القديمة هنالك 12
حيوانا يسيطرون على السنوات, لكل منها سنة معينة, و هم النمر, الأرنب,
التنين, الأفعى, الحصان, الغنم, القرد, الديك, الكلب, الخنزير, الجرذ, و
الثور, على هذا الترتيب الذي يتكرر كل 12 سنة, و هذا ما تعارف عليه الناس
بالأبراج الصينية, لأنه و حسب معتقداتهم أن هذه الحيوانات التي تسيطر على
السنوات تؤثر أيضا على شخصية الإنسان المولود فيها.
أما بالنسبة للسنة الكبيسة, فأن التقويم
الصيني أيضا لديه سنة كبيسة , و لكنها لا تزيد بيوم واحد عن السنة
الاعتيادية كما في التقويم الميلادي, بل بشهر كامل, فعدد الشهور في السنة
الكبيسة هو 13 شهر, و عدد الأيام في السنة الصينية الاعتيادية 353, 354 أو
355 , أما في السنة الكبيسة فهو 383, 384 أو 385, و تصنف السنة على أنها
سنة كبيسة إذا ما مر 13 شهر بين وجود السمش في الزاوية 270 في مرتين
متتاليتين, يقوم الصينيون بأضافة الشهر إلى تقويم السنة الكبيسة, و في حال
عدم إضافة الأشهر فإن هذا سيحدث خطأ في التقويم اللاحق, كما حدث في عام
1990 ميلادي عندما تفاجأ الصينيون ان هناك خطـأ في تقويم عام 2033 حسب
التقويم الصيني, بسبب أحد الأشهر الكبيسة مما جعلهم مجبرين على مراجعة
التقويم السابق و تعديله.
يحتفل الصينيون ببداية العام من خلال مهرجانات قد تستمر 15 يوما تبدأ بيوم الفانوس الذي هو أول أيام الشهر الأول في السنة الصينية.