كثرت
الشكوى في السنوات الأخيرة من انتشار آلام الظهر التي يطلق عليها العديد
من الأسماء مثل مرض الديسك او الانزلاق الغضروفي أو عرق النسا أوالتهاب
الفقرات، والتي يسبب الاهمال في علاجها وتداركها المبكر إلى استمرار الألم
وتحركه إلى منطقة اسفل الظهر ثم إلى مفصل الفخذ ومن ثم ينتقل إلى اسفل
الفخذ فالساق فالقدم وقد يصبح الانسان بسببها عاجزا جسديا عن ممارسة حياته
الطبيعية.
ومع اهمية التعرف على اسباب هذا المرض وطرق الوقاية منه وعلاجه تحدث
الدكتور رياض طرابلسي استشاري جراحة المخ والاعصاب، الذي اشار الى ان
اكتشاف هذا المرض ومن ثم ايجاد العلاقة وخاصة العلاقة بين وجود هذا الديسك
وآلام الظهر وانتشارها الى الطرف السفلي - يرجع الى منتصف القرن التاسع
عشر.
وسادة الجسم
ويشرح الدكتور طرابلسي ماهية الديسك فيقول: ان الديسك عبارة عن ذلك الغضروف
الموجود بين الفقرات في ظهر الإنسان ووظيفته الى حد كبير تشبه وظيفة
الوسادة التي تمتص الصدمات اثناء حركات الجسم وخاصة عند انحناء الجذع او
حمل الأشياء حيث تتحرك نواة الديسك بشكل نسبي الى الجهة المقابلة لجهة
الانحناء حتى يمكّن الفقرات العظمية من التحرك والعمل دون احتكاك أو اصطدام
مباشر.
أسباب الألم
أما عن سبب الألم فيشير د, طرابلسي الى انه عند حدوث اي بروز او خروج قسم
من محتوى نواة الديسك الغضروفي الى الخارج ممزقاً الاربطة المحيطة به فإن
هذا الخروج يضغط على العصب المار في الجوار ويسبب بالتالي آلاما في المنطقة
التي يعصبها هذا العصب في الظهر او منطقة مفصل الفخذ او في الطرف السفلي
ويسبب مرض الديسك او الانزلاق الغضروفي او عرق النسا كما تسميه العامة في
بعض المناطق.
الأعراض
ويشرح د, طرابلسي اعراض الديسك قائلا: ان اعراض انضغاط العصب متعددة فقد
تبدأ بإنزعاج بسيط في الظهر يعقبه تشنج في عضلات الظهر مع آلام مستمرة
فيها, وفي بعض الاحيان احساس بالخدر في الظهر عند الجلوس المديد وحين يتطور
الأمر فإن الالم قد يترك الظهر وينحدر من اسفله إلى جهة الإلية والمفصل
الحرقفي الفخذي ومن ثم الى الطرف السفلي فينزل من اعلى الفخذ الى اسفله
فالساق فالقدم وهنا قد يحس المريض بالخدر احساس الجلد الميت في الطرف.
الفحص السريري
حول اهمية الفحص السريري لتحديد أسباب الألم ومن ثم علاجه يقول: إن آلام
الظهر والطرف السفلي تزداد عند الحركة ووضعية الوقوف او الجلوس الطويل
والعطاس والسعال واحيانا عند التغوط وتخف بالراحة ووضعية الاستلقاء مع
انثناء الطرف المؤلم.
إن توضع وانتشار الألم مع الفحص السريري قد يساعد الطبيب على تبيان علامات
انضغاط الديسك ومكان توضعه ففي الانزلاق الغضروفي بين الفقرة القطنية
الرابعة والخامسة يكون انتشار الالم على الناحية الخلفية والجانبية من
الفخذ والساق حتى ابهام القدم، وفي الانزلاق بين الفقرة القطنية الخامسة
والعجزية الاولى يكون انتشار الالم على الناحية الخلفية حتى اسفل القدم او
الاصابع الصغيرة منه.
راحة في الفراش
واضاف بقوله: ان التشخيص الأكيد لمرض الديسك هو بإجراء الفحوص الشعاعية
اشعة سينية، اشعة مقطعية بالكمبيوتر واشعة بجهاز الرنين المغناطيسي للظهر ،
والتي تؤكد وجود تبارز في الديسك وتحدد نوعيته ومكان توضعه ودرجة انضغاط
العصب الواحد أو في بعض الاحيان أكثر من واحد.
إن العلاجات الطبية المستعملة من ادوية وعلاج طبيعي مع راحة مطلقة في
الفراش قد تساعد في تخفيف آلام المريض ولكن هذه الآلام معرضة للنكوس وبشكل
أسوأ في كل مرة,, ومع استمرارها يصبح المريض عاجزا جسدياً وغير مرتاح نفسيا
ولايتمكن من ممارسة حياته العادية اليومية بكل بساطة ويؤكد د, طرابلسي ان
افضل طريقة للعلاج هي الجراحة التي تريح المريض بشكل دائم وذلك برفع
التبارز الضاغط على العصب وتحرير هذا الأخير من الالتصاقات التي قد تكون في
بعض الاحيان كبيرة.
جراحة الديسك
وعن جراحة الديسك افاد استشاري المخ والاعصاب بانها تعود الى بداية هذا
القرن حيث تمت في بوسطن بامريكا عام 1911 اول عملية جراحية لإزالة غضروف
ضاغط على الاعصاب في أسفل الظهر عند مريض مصاب بالشلل، وقد تكللت العملية
بالنجاح ومع ذلك فان بداية العصر الحديث في جراحة الديسك قد تأخرت حوالي
عقدين من الزمن قبل ان تدخل هذه العملية في الممارسات الطبية.