أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا | وَنحن أُسودُ الحرْبِ لا نَعرِفُ الحرْبَا |
فويلكَ ؛ منْ للحربِ إنْ لمْ نكنْ لها ؟ | ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لها تربا؟ |
و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْ جنباتهِ؟ | و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُ القلبا؟ |
وويلكَ ؛ منْ أردى أخاكَ " بمرعشٍ" | وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَ العضْبَا؟ |
وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَ موثقاً؟ | وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِ تَبْتَدِرُ الشِّعبَا؟ |
أتوعدنا بالحربِ حتى كأننا | و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبنا عصبا؟ |
لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ من قبلِ هَذِهِ | فكنا بها أسداً ؛ وكنتَ بها كلبا |
فسلْ " بردساً " عنا أباكَ وصهرهُ | وسلْ آلَ " برداليسَ " أعظمكم خطبا! |
وَسَلْ قُرْقُوَاساً وَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ، | وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَ أثبَتكم قلبَا |
وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَ المَلايِنِ إنّنَا | نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُ نهبا! |
و سلْ آلَ " بهرامٍ " وآلَ " بلنطسٍ " | و سلْ آلَ " منوالِ" الجحاجحة َ الغلبا! |
و سلْ "بالبرطسيسِ" العساكرَ كلها | و سلْ " بالمنسطرياطسِ " الرومَ والعربا |
ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاً وَأسْراً سُيُوفُنَا | وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْ رعبا |
بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْ بِسُيُوفِنَا؟ | و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِ الكتبا؟ |
تركناكَ في بطنِ الفلاة ِ تجوبها | كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُ يَلتَثِمُ التّرْبَا |
تُفاخِرُنَا بالطّعنِ وَالبضّرْبِ في الوَغى | لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَ استها كِذبَا |
رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمة ً | وَأنْفَذَنَا طَعْناً، وأَثْبَتَنَا قَلْبَا |
وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّا خَبَرْتُهُ | أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْ عُجبَا |