حقيقة مذنب إلينين الذي يهدد الارض في 26 أيلوللا
بد أن غالبيتنا تلقى إحدى الرسائل الإلكترونية التي تنبأ بإقتراب مذنب
إلينين من الأرض, أو شاهد أحد الفيديوهات المنتشرة على الانترنت, أو ربما
اشترك في إحدى الصفحات المخصصة لهذه الكارثة على الفيس بوك, و كم الخراب
الذي سيخلفه في حال مروره المتوقع تحديدا في 26 أيلول, أي بعد أيام قليلة
من الأن, بسبب الزلازل التي قد تصل قوتها إلى 12- 13 درجة على مقياس ريختر,
و البراكين و تدمير دول بأكملها, و كسوف الشمس لمدة ثلاث أيام متواصلة,
مما سيعني كارثة حقيقة, و لكن ما هي الحقيقة من كل هذه الأقاويل
, و ما هو مذنب إلينين؟هو مذنب تم اكتشافة على يد أحد هواة الفلك
و اسمه ليونيد إلينين روسي الأصل, و الذي سمي بهذا الاسم نسبة له في أوخر
عام 2010 , يبلغ قطر هذا المذنب من 3 – 4 كيلو متر بينما يبلغ قطر هالته
الغبارية المحيطة به إلى 100 الف كيلو متر, و لم يستطيع العلماء إلى الاّن
تحديد إذا ما كان هذا المذنب من المذنبات الدورية التي تمر على الارض بشكل
دوري, أو أنه من تلك التي تمر لمرة واحدة على النظام الشمسي الذي تنتمي
إليه الأرض, و لكن من المؤكد أن هذا المذنب حتى لو كان من المذنبات
الدورية, فأن الدورة الزمنية له ستكون كبيرة جدا, و ذلك حسب الدراسات
الأولية لمسار هذا المذنب.
هل سيقترب إلينين من الأرض فعلا؟في الواقع لقد بلغ هذا المذنب أقرب نقطة
له من الشمس في 10 أيلول من هذا العام, و كان يبعد عنها ما يقارب 72 مليون
كيلو متر, و سيكون هذا المذنب أقرب ما يكون من الأرض في 16 تشيرين الأول, و
ليس كما شاع في 26 أيلول, و سيكون بعده تقريبا 34 مليون كيلومتر أي في
الربع الأول من المسافة بين الأرض و الشمس, مما سيجعل من الممكن رصده من
الأرض باستخدام الدربيل, أو التلسكوب الصغير قبل فجر في المنطقة الشرقية من
السماء .
كيف سيؤثر إلينين على الأرض؟من المعروف أن المذنبات تخلف كمية من
الغبار إذا ما تقاطعت مع مدار الأرض سيظهر على شكل زخات من شهب في السماء, و
هذا بطبيعة الحال ليس غريبا على كوكبنا الذي يمر بظاهرة الشهب بشكل مستمر,
و خصوصا تلك التي تظهر في أوقات محددة في السنة بسبب المرور الدوري و
السنوي لبعض المذنبات, و التي لا تشكل أي خطر من أي نوع على الأرض, أما
فيما يتعلق بحدوث الزلال و البراكين بسبب تأثيره على الجاذبية الأرضية, فأن
ذلك غير صيحيح لأن كتلة هذا المذنب تعد صغيرة جدا, و هو من سيتأثر بجاذبية
الأرض مما سيغير من مساره, و ما قيل عن الكسوف الكامل المتوقع للشمس لمدة
ثلاث أيام متتالية, فهو أيضا غير صحيح فالقمر الذي يبلغ قطره 1000 ضعف من
قطر إلينين و الذي هو أيضا أقرب بأكثر من 100 مرة من إلينين لا يستطيع أن
يكسف الشمس بشكل كامل ما يزيد عن بضع دقائق.