@ صواعد ونوازل في مغارة «كفر بهم»

مقولة تعلمناها على مقاعد الدراسة «إذا أطلقنا النار على الماضي فإن المستقبل سيطلق مدافعه علينا» وفي كل دول العالم يتم البحث عن المقومات السياحية والمعالم الأثرية لإبرازها وإظهارها بأبهى حلة..

لكن الأمور عندنا وخاصة في مجال السياحة.. تسير عكس ذلك، ومن باب الأخبار التي يقال فيها «صدق أو لاتصدق» نعرض مادتنا الصحفية هذه، ولأن الصور أصدق أنباء من أي حديث فإن المساحة الأوفر والأهم ستكون للصور لأن الأجوبة التي حاولنا الحصول عليها لأسئلتنا كانت مختصرة، والموضوع قوامه اكتشاف مغارتين في غاية الروعة والجمال ولاشبيه لهما في سورية ومع ذلك لازالتا في المجهول ومحكوم عليهما بالإغلاق..‏

الأولى مغارة الحويز وهذه المغارة تقع على طريق عام أفاميا.. جسر الشغور بالقرب من قرية الحويز في منطقة الغاب وفي سفح جبل الكركات أو مايعرف بجبل شعشبو وقد تم اكتشاف هذه المغارة منذ عام 2000 وكلفت وزارة السياحة هيئة الاستشعار عن بعد للكشف عن مسارات المغارة وأبعادها وفعلاً حضر أحد العاملين في الهيئة ودخل إلى المغارة ثم خرج ولم يعد..أهالي القرية يقولون إن للمغارة مسارات عديدة وكثيرة وساحات ولايستطيع أحد الدخول إليها لأنه سيضيع فيها، فبعضهم قال إنها قد تصل إلى مدينة سلمية والبعض الآخر قال من يدخلها من الصعب أن يعرف كيف سيخرج منها.. لأنها مثل المتاهة.‏

مدير السياحة بحماة المهندس مرهف ارحيم قال بعد أن علمنا بأمر المغارة راسلنا الوزارة وقمنا بتركيب باب للمغارة لكن الأهالي اشتكوا لنا من إزعاجات الخفافيش التي يوجد منها في المغارة مئات الآلاف فعند إغلاق الباب أخذت الخفافيش تصطدم بجدران المغارة، لذلك فتحنا الباب ولم تزل هذه المغارة مهملة، وزودنا السيد ارحيم بالصور التي تدل على أهمية هذه المغارة وأهمية استثمارهاوقد التقطها أحد الهواة لأن من الصعب الدخول للمغارة والتقاط الصور إلا لمن لديه خبرة في ذلك.‏
‏ المغارة الثانية هي مغارة كفربهم وهذه لها في القلب غصة، فهي تقع ضمن مقلع تابع لمعمل إسمنت حماة في بلدة كفربهم، ففي عام 2009 وجد عمال المقلع المغارة وصوروها على أجهزة الموبايل.. وبعد 8 أشهر وصلت المعلومة إلى الجهات المعنية حيث شكل محافظ حماة لجنة للكشف على المغارة وأجمعت اللجنة على أن وجود المغارة إشاعة ولاوجود لها على أرض الواقع.. لكن الخبر وصل إلى مسامع وزارة السياحة التي راسلت مديريتها بحماة للكشف والبيان وعندما ذهب مدير السياحة إلى الموقع حاول مدير عام شركة الإسمنت السابق ورئيس بلدة كفربهم إنكار وجود المغارة لكن إحضار تركس وجرفه للبقايا التي حاولوا بها سد مدخل المغارة كشف المستور.. فقامت المديرية بتركيب باب حديد للمغارة وأوقفت التفجير حولها.‏

ومما يؤسف له هو قول بعض أهالي البلدة لنا إنه في عام1979 تم اكتشاف مغارة بالقرب من هذا الموقع وهي في غاية الروعة والجمال لوجود صواعد ونوازل مذهلة لكن آليات وتركسات معمل الإسمنت جرفت ماحولها وبقيت المغارة ثم مع الوقت مسحت وسويت بالأرض، وحسب قول أحدهم، هناك أكثر من مغارة لكنها جميعها مسحت وسويت على الأرض وقال لي أحد المواطنين إن خبيراً إيطالياً اطلع على المغارة السابقة وقال بعد أن تجول فيها: المغارة أهم من معمل الإسمنت، والسؤال هل يكون مصير هذه المغارة كمصير سابقاتها؟‏

مدير السياحة قال لنا بعد سؤالنا عن دور السياحة في الحفاظ على هاتين المغارتين.. لقد ساعدنا على كشفها وحددنا حرماً لها وحالياً نقوم بتحديد مسار للدخول إليها دون المرور بمعمل الإسمنت.‏

هذا ويبلغ طول المغارة نحو 100م وهي بعرض من 1-4 م ويقدر عمرها بملايين السنين.‏

وحسب رأي بعض الخبراء فإن كل 18 سم من الصواعد والنوازل يحتاج إلى 2000 سنة حتى يتشكل وفي مغارة كفربهم صواعد ونوازل بطول 3م فكم استغرقت من الوقت حتى تشكلت وكم ستستغرق هذه المغارة في ظل هذا الإهمال واللامبالاة حتى يتم مسحها عن وجه الأرض؟!.. فالسياحة تقول قمنا بما توجب علينا وننتظر حضور خبراء أجانب للكشف على هاتين المغارتين.. مدير الآثار بحماة قال: لاعلاقة لنا بهذه المغارات والجيولوجيا غائبة أيضاً وقال مدير فرعها: لا علاقة لنا بها اسألوا السياحة.‏

والمحافظة ومن خلال اللجنة التي شكلتها أنكرت وجود المغارة.. والسؤال بعد أن نترك للصور أن تتحدث لماذا لاتحاسب هذه اللجنة ولماذا لايحاسب من سوى مغارات لاتقدر قيمتها بثمن- بالأرض؟.‏ ولماذا لايحاسب من يترك هذه الثروات الوطنية في غياهب الإهمال والنسيان؟

@ صواعد ونوازل في مغارة «كفر بهم» 12125507

» مغارة دانيال في المغرب
» بيت تحت الأرض(مغارة عصرية )