من أشعار علي الفزاع

أربـــــــــع طلقــــــــــات
الطلقة الأولى:
صاحبي مُشْمس كالنهارْ,
لا يحب الكلام, ولا
يدعي أنه عبقري الحوارْ
صاحبي ما له غير حاكورة,
سُرقتْ...
وصغار على ضفة النهر ودَّعهم,
وبكى معهم...
ثم تاهوا,
من قفار لقفار...
ولذا يعلن الآن هذا الفتى:
أنه كافر بالحوار
كافر برؤى المائدة...
يعلن الآن هذا الفتى
أن كل الذي قيل,
أو سيقال,
لا يساوي
طلقة واحدة...
الطلقة الثانية:
لم يعد في السلاح سوى
طلقة واحدة
سأشد عليها يدي,
وسأطلقها,
باتجاه الذين يرون دمي,
خمرةً,
ويرون البلاد لهم,
مائده...
أنت أيتها الطلقة الماجده
ليس للنار أن تخذل الأبرياء
لا ولا أن تُرى هامدة
أنت أيتها الطلقة الماجده
ههنا جسد للعدو
فاعبري,
طلقة لا تفارق مخدعها
هي ليست سوى
طلقة فاسدة...
الطلقة الثالثة:
أريدكِ أو لا أريدك,
هذا خياري العسير
أريدك...
أعرف أن النوارس لا تهجر البحر
أن الأصابع لا تهجر الكف,
أعرف أنك دالية العمر,
مدفأة القلب,
ركني الأثير...
وأنك حين يعلَّق في السجن رأسي,
تكونين أيقونة لانبعاثي الكبير...
ولكن للسوط فيك مقال
وللعسكري المدجج بالحقد والذل,
فيك مقال
وللتاجر الفهلوي,
يظل القرار الأخير...
الطلقة الرابعة:
قال لي,
وعلى سوطه بقعة من دمي:
لا تمت
إن للموت حرمته,
وله طقسُه,
ولذا لا تدنس قداسته,
بانطفائك أنت
لا تمت, هكذا (دفعة واحده)
أو لست تحب الحياة,
تغني لها?
فتحمّل إذن ليلة أخرى,
ليلة واحدة
ميتة أخرى
ميتة واحدة
قالها ظامئاً
وهوى جثة حاقدة...

من قصيدة: لوحتــان للفتــى الفلـسـطيني
اللوحة الأولى:
عند باب المخيم,
أو عند باب العمودْ...
كان ممتشقاً حجرا
وقبالتَه غابة
من دخان السلاح,
ومدى من جنود...
كان كالسّرْو منتصباً
والبنادق من حوله,
تتقيأ أحشاءها,
لهباً وحديد...
لم يكن تتطامن أغصانه
للرياح
أو يدير لهم ظهره,
لم يكن يتخلص من حجر,
هو في يده ترسهُ والسلاح...
يا رياح
إنه ولد أرضعته جبال الجليل
غسلت بندى العنف جبهته
فأتى مثلما حملت
ساعداه من الصخر,
والقلب نيل...
يا جبال الجليل
إنه وعدنا,
غدنا,
شمسنا
حلْمُنا (القطرتْهُ) المرارات,
من ألف جيل
يا جبال الجليل
هو ذا يتدفق كالسيل محتشداً,
عاصفاً مثل ريح
فإذا حاصرته حراب العدو
أو إذا سُيِّجت حوله,
فوهات بنادقهم,
جمع الأرض من حوله,
صاغها حجراً,
ورماهم به
ثم كرّ على عجل,

رسالة إلى عينيها

عيناك محراب تصلي فيه عذراء السكينة
وأنا الغريب أجوس ليلاً فوق أرصفة المدينة
عيناك ماذا خلف صمتهما الرهيب
يا واحتي دفء يلفهما المغيب
يا غابتي صمت وأسرار دفينة
عــــيـنـــــاك
يرهبني امتداد الصمت حولهما
ويغريني بدفء الرحلة العذراء عبرهما
أحبهما ..أحبهما بصمت مثل صمتهما
عــــيـــــنـــــــاك
ترحلان في اللأشيء ، في الأفق البعيد
عن لحظة خضراء ضاعت تبحثان
عن عائد من عالم النسيان
أو مولد المجهول في الزمن الجديد
وتعود ترقص في غموضهما الظلال
يا رحلة العينين في المجهول
في الأدغال
يا رحلة الإنسان
من أين تأتي هذه الأحزان
كالليل كالأقدار مطوية
من أين تأتينا أيا ذكرى خريفية
عيناك يا دفءالملاذ الوعد
يا عطر الحكايات الخرافية
لولاهما لو لا امتداد الحزن حولهما
ما همت في مدن التشرد والضياع
وجهاً غريباًفيه ترتاب العيون
الخوف ينهشه ويعصره الحنين
لــو مـــرة
لو مرة من غربتي أنقذتني
وحضنتني كالصمت
كالأسرار في عينيك
لو مرة صلبتني على يديك
يا أنت يا دفء الملاذ الوعد
لو مـــــــــرة
لو مرة آويتني
يا رعشة ابوح المقدس أورقي
في لحظة الابحار يا نجوى إلهية
شعراً ، تراتيلاً وألحاناً مسائية
يا رعشة الإحساس في الشفة الحزينة
كوني تعاويذاً أرتلها
في وحدتي
في صمت ألهة الرزينة

فادة لا مرئ القيس

أسْرِجي لي فَرَسي

إنّني أحْلُم بالموتِ على رَمل السَّواحِلْ..

المواعيد التي عِشْتُ عليها،

بعثرتها الريح، وانهدّت قصوري،

والذي شاطرته همِّي، وخُبزي،

صدّ عنّي،

حين جفَّ الضَّرعُ مِنِّي،

والجداولْ..

****

أسرجي لي فرسي

ربّما يجمعنا الدم لكنْ

آهِ ما أقساكَ يا هذا الختامْ

هو ذا «الضِلّيل» يهوي من على ظهر الجوادْ

لا دماء «الشيخ» وافاها انتقامْ،

لا ولا فكّت صبايا «كِندةَ» الثكلى الحدادْ

آه ما أقسى انكفاء الخيل من قبل البدايهْ..

» علي الفزاع
» أشعار قالها أبو نواس في توبته
» أشعار خالدة في الأدب العربي
» ميحد حمد - ممنوع - من أشعار غياهيب