أسدل
الستار مساء الأحد الماضى، على "أغرب" تصفيات لكأس الأمم الأفريقية التى
تستضيفه غينيا الاستوائية والجابون 2012، والتى شهدت مفاجآت بالجملة،
أبرزها فشل المنتخب الوطنى فى التأهل للبطولة على الرغم من احتكاره للقب فى
الثلاث نسخ الأخيرة من 2006 وحتى 2010، وصاحب الرقم القياسى فى عدد مرات
الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، إلى جانب منتخب الكاميرون وصيف صاحب الرقم
القياسى بـ4 ألقاب بالتساوى مع غانا، بالإضافة إلى منتخب نيجيريا المرصع
بالنجوم، وبطل أفريقيا فى مناسبتين، والمنتخب الجزائرى والجنوب أفريقى
أصحاب اللقب الوحيد.
شهدت دول الشمال الأفريقى خلال تلك التصفيات
تقلبات سياسية واجتماعية، لم تحدث منذ أكثر من 50 عاماً عندما قاومت تلك
البلدان الاحتلال الأجنبى منتصف القرن الماضى، وتكرر الأمر مطلع العام
الجارى ضد رؤساء تلك الدول أدت إلى اندلاع ثورات شعبية فى تونس ومصر وليبيا
أطاحت بالأنظمة السياسية هناك فيما عرف بـ"الربيع العربى"، ودخل ثلاثى
الشمال الأفريقى فى العديد من الأزمات عقب تلك الثورات أدت إلى تدهور
الحالة الأمنية لفترات طويلة، وهو ما جعل البعض يربط بين تدهور الأوضاع
الداخلية وأداء المنتخبات فى التصفيات.
اتهم البعض ثورة 25 يناير
بأنها السبب فى إقصاء الفراعنة من التصفيات، إلا أن جدول مباريات المنتخب
يبرئ الثورة من تلك الاتهامات الباطلة، حيث فقد المنتخب الوطنى 5 نقاط قبل
اندلاع الثورة وضعته فى المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة، خلف جنوب
أفريقيا المتصدر برصيد 4 نقاط، والنيجر بثلاث نقاط وسيراليون بنقطتين،
واستمر الفراعنة فى ذيل المجموعة السابعة، لنهاية التصفيات، بعدما جمع
المنتخب ثلاث نقاط فقط عقب الثورة بفضل أبناء هانى رمزى المدير الفنى
للمنتخب الأوليمبى الذى استكمل مشوار التصفيات ونجح فى الفوز على بطل
المجموعة.
وفى المقابل، فإن المنتخب الليبى كان أكثر المضارين من
الثورة الشعبية التى أطاحت بنظام الرئيس معمر القذافى، والتى تحولت إلى حرب
بين الشعب، وأغلب عناصر الجيش الموالية للقذافى، دفعت الاتحاد الأفريقى
لكرة القدم "الكاف" لنقل مباريات ليبيا إلى خارج حدودها، إلا أن قوة
الإرادة التى تحلى بها الثوار طوال حربهم ضد نظام القذافى والمرتزقة،
انتقلت إلى لاعبى المنتخب ونجحوا فى انتزاع بطاقة التأهل إلى كأس الأمم،
كأفضل الفرق التى حلت فى المركز الثانى بعدما جمع 12 نقطة، بفارق نقطة
واحدة عن زامبيا صاحبة الصدارة، حيث جمعت ليبيا 7 نقاط بعد إندلاع الثورة.
ونفس
الأمر ينطبق على المنتخب التونسى، الذى تأهل رغم ثورته السياسية ونجح فى
حصد 7 نقاط عقب انتهائها والتى أطاحت بـ"بن على"، فضلاً عن تحقيق المنتخب
الوطنى لقب كأس الأمم الأفريقية للمحليين، مطلع العام الجارى بالسودان.
وبعيدًا
عن شمال أفريقيا، فإن منتخبى الكاميرون ونيجيريا استحقا عدم التأهل، حيث
يمتلك الأول فريقًا يفقتد للحيوية والشباب، ويعيبه ارتفاع متوسط أعمار
الأسود التى لم تجدد دماءها منذ فترة طويلة، فى حين تسبب غرور لاعبى النسور
الخضراء، وعدم وجود حس وطنى لديهم فى عدم ظهور المنتخب بصورة جيدة منذ
فترة طويلة، أدت إلى فشله "المنطقى" فى التأهل للبطولة.