تجددت تحذيرات في إسرائيل من خطورة مهاجمة إيران, وسط تقديرات تعتبر
التلويح بالعمل العسكري رسالة إلى الولايات المتحدة لتشديد العقوبات والضغط
على روسيا والصين للسير في هذا الاتجاه.
ورأت تقديرات أن تلويح رئيس الوزراءبنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك بمهاجمة
المنشآت النووية بإيران يهدف لدفع الولايات المتحدة لتشديد
العقوبات وإقناع روسيا والصين بتأييدها, لكن التهديدات كما تقول
التقديرات تبدو خطيرة لأن الخيار العسكري مطروح على الطاولة.
وفي هذا
السياق, واصلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الاثنين تناول هذا الموضوع
بتوسع وجعلته عنوانها الرئيسي، محذرة من أن هجوما على إيران سيجلب الدمار
إلى إسرائيل، وأن الولايات المتحدة تتعقب الاستعدادات الإسرائيلية لشن مثل
هذا الهجوم.
وكتب كبير المحللين بالصحيفة ناحوم برنياع أن مسؤولين
أمنيين إسرائيليين يعتبرون شن عملية عسكرية إسرائيلية مكشوفة خطوة تكلفتها
كبيرة للغاية لا تقاس بنجاعتها، ووصفوها بأنها خطوة بذيئة وخطيرة وتفتقر
إلى المسؤولية.
(تغطية خاصة)
وذكر
أن مسؤولين آخرين مقتنعون بأنه تختبئ خلف كل هذه الأقوال والاستعدادات،
خدعة. وقال إن نتنياهو وباراك يلوحان بعملية عسكرية من أجل إقناع الولايات
المتحدة بتشديد ضغوطها على إيران ليس أكثر، والحديث يدور عن مناورة، وهناك
حكومات كثيرة في العالم تراقب إسرائيل وإيران بتأهب، تتعامل كذلك مع عملية
إسرائيلية بتشكيك.لكن الخطر الذي أشار إليه برنياع في هذه الخدعة هو أنه
"في عام 1973 مارس الرئيس المصري الراحل أنور السادات ضغوطا على الولايات
المتحدة وإسرائيل من أجل بدء محادثات معه حول استعادة سيناء، ومن أجل تعظيم
الرسالة قام بإرسال جيشه للتدرب على عبور القناة، وهذا لم يؤثر على
الإسرائيليين والأميركيين واعتقدوا، ربما بحق، أن هذا تضليل، وفي الصيف
غيّر السادات رأيه وانتقل إلى خطة عبور حقيقية والبقية يرويها تاريخ حرب
يوم الغفران في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973".
ورأى برنياع أن
"الأمر نفسه ينطبق على الموضوع الإيراني وأن مسدسا موضوعا على الطاولة
بجولة التهديدات الأولى يكون موضوعا أحيانا لغرض التهديد فقط أو لغرض
التزيين أو الاستعراض، ورغم ذلك فإنه لا ينبغي استبعاد إمكانية أن يطلق
المسدس النار في المرة المقبلة".
"
القلق في الإدارة
الأميركية يتصاعد بسبب نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في
نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي سيشير إلى تقدم كبير في مجال بناء
المركبات العسكرية للبرنامج النووي الإيراني
مسؤول أميركي
"
ويشار
إلى أن برنياع انضم من خلال مقال نشره يوم الجمعة الماضي إلى عدد من
المحللين العسكريين الإسرائيليين الكبار في تحذيرهم من أن نتنياهو وباراك
متفقان على وجوب مهاجمة إيران لوقف البرنامج النووي وسط معارضة قيادة
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.من جهة ثانية نقل المحلل العسكري في يديعوت
أحرونوت ألكس فيشمان، من واشنطن، عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية
الأميركية قوله إن التخوف من عملية عسكرية إسرائيلية جعل الولايات المتحدة
تعمل في عدة مستويات من أجل ممارسة ضغوط على مجلس الأمن الدولي لتشديد
العقوبات ضد إيران.
وذكر المسؤول الأميركي أن القلق في الإدارة
الأميركية يتصاعد بسبب نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في
نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي سيشير إلى تقدم كبير في مجال بناء
المركبات العسكرية للبرنامج النووي الإيراني.
وأشار المسؤول إلى أن
التخوف في واشنطن يكمن في نشر تقرير الوكالة الدولية الذي من شأنه أن يشجع
إسرائيل على تنفيذ خطوات ضد إيران لا تكون بالضرورة منسقة مع المصالح
الأميركية بالمنطقة.
وأشار المسؤول إلى أن التقييم الأميركي الجديد
للوضع بشأن رد إسرائيلي محتمل بمهاجمة إيران يستند إلى عدة أمور بينها
مراقبة التدريبات العسكرية التي أجرتها إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف "الإدارة
الأميركية دخلت الآن إلى حالة نشاط بالغ بهدف ممارسة ضغوط كبيرة على إيران
من أجل إنزال إسرائيل عن مشروع الهجوم. وفي هذا السياق يمارس الأميركيون
ضغوطا على روسيا والصين، لمعارضتهما نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة
النووية بادعاء أن التقرير سيكشف تقدم البرنامج النووي الإيراني ومن شأنه
إحراج الدولتين".
وقال المسؤول الأميركي إنه ليس مستبعدا أن تلويح
إسرائيل بمهاجمة إيران سيشجع روسيا والصين على الانضمام للمبادرة الأميركية
والأوروبية في مجلس الأمن الرامية إلى تشديد الضغوط الاقتصادية والسياسية
على النظام الإيراني.
ووفقا للمسؤول الأميركي فإن القلق بالولايات
المتحدة من هجوم إسرائيلي على إيران كبير جدا في هذه المرحلة لدرجة أن
الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على عدة مستويات بمجلس الأمن، وتشمل نشر
تقرير الوكالة الدولية وتنديد مجلس الأمن بمحاولة إيرانية لاغتيال السفير
السعودي بواشنطن.