حكم الاجداد

ان نستمع او نقرأ حكم الفلاسفة والحكماء المعاصرين فهو شىء جميل ولكن الاجمل عندما نقرأ حكم الاجداد منذ الاف السنين فى ازمان سحيقة يظن البعض منا انهم كانوا غارقين فى التخلف لنفاجأ بان اقوالهم وحكمتهم هى اليوم من تعاليم ديننا وعادات مجتمعاتنا
وقد اخترت لكم منها بعض الحكم التى كتبها اب لولده
الاب هو (انى )وكان يعمل كاتبا لدى الملك (نفر كا رع تارى ) من ملوك الاسرة الثامنه الفرعونية وابنه كان يدعى (خنسحتب )
يقول له فى اختيار الزوجه
اتخذ لنفسك زوجة وانت لا تزال شابا لتنجب لك ولدا ؛ فما اسعد الرجل الكثير النسل ؛ فهو يحترم بسبب اولاده
ويقول له تأدبا للزيارة
لا تدخلن بيت غيرك ---ولا تمعنن النظر الى الشىء المنتقد فى بيته -- لكن الزم الصمت ولا تتحدث عنه لغيرك فى الخارج حتى لا تصبح جريمة كبرى تستحق الاعدام عندما تسمع
ويقول له عن مقبرته
اعد لنفسك مأوى جميلا فى وادى الصحراء وهى الحفرة التى ستوارى جثمانك ؛ فاصنعه امام عينيك وفى مشاغلك مثل السلف الصالح فى مدافنهم وسيأتى اليك الرسول (الموت ) وسينصب نفسه امامك ؛ فلا تقولن له انى ما زلت صغيرا جدا لتختطفنى لانك لا تعرف حتفك ؛ فالموت يأتى ويختطف الطفل الذى لا يزال يرضع ثدى امه كما يختطف المسن
وعندما يريد ان يحذره من النساء يقول له
لا تذهبن وراء امرأة حتى لا تتمكن من سلب لبك وخذ حذرك من المرأة الاجنبية تلك التى غير معروفة فى بلدتها ولا تغمزن لها بعينيك ولا تبغى معها ؛ والمرأة البعيدة عن زوجها تقول لك كل يوم بافعالها انها جميلة لذلك عندما تكون بعيدة عن اعين الرقباء تقف امامك لتوقعك فى حبائلها وان ذلك (الزنا ) لجرم عظيم يستحق الاعدام عندما يرتكبه الانسان ثم يعلم بعد ذلك الملأ ؛ لان الانسان يسهل عليه بعد ارتكاب تلك الخطيئة ان يرتكب كل ذنب
وعندما يحدثه عن سمعة الرجل يقول له
لا تدخلن وتخرجن فى قاعة العدل ( المحكمة ) حتى لا يفوح اسمك من كثرة القضايا ولا تتكلمن كثيرا وكن صامتا لتكون سعيدا ولا تكن ثرثارا
تلك كانت نبذة من حكم ومواعظ قيلت من والد الى ولده منذ اكثر من اربعة الاف سنه
ترى هل اختلفت عن مواعظنا اليوم ؟
لا اظن ذلك اتدرون لماذا (لانه تعالى علم الانسان ما لم يعلم فى كل زمان ومكان

رائع ما خطه لنا قلمك
والاروع تلك الحكم التي يمكن ان تكون صالحه في كل زمان