عبدالرحمن حساني المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 3137 المدير العام
| موضوع: تعرف على مدينة حماه / سوريا / السبت ديسمبر 24, 2011 12:01 pm | |
| تعرف على مدينة حماه / سوريا /
اكيد اول ما سمعتوا بمدينة حماه تذكرتوا نواعيرها اخواني ... واحب ان اطلعكم اليوم على رحلتي لمدينة حماه والتي تبعد عن مكان اقامتي مسافة 17 كيلو متر تقريبا.
تعتبر مدينة حماه مخزنا للاثار العريقة التي ليس لها مثيل في كل أرجاء العالم. واهم هذه الاثار هي النواعير التي شيُدَت على ضفاف نهر العاصي ,والتي تلعب دورا كبيرا في اقتصاد مدينة حماه الزراعي . فقد اطلق كثير من المؤرخين والعلماء التاريخيين على مدينة حماه اسم مدينة النواعير . وكما تسمى ايضا مدينة ابي الفداء. فقد كان المؤرخ ابي الفداء ملكاً عليها وقد قال فيها::حماة من الشام مدينة أزلية و هي من أنزه البلاد الشامية ...و بها نواعير على العاصي تسقي أكثر بساتينها و يدخل منها الماء إلى كثير من دورها.
وعلى الرغم من اهمية هذه النواعير الزراعية .. فإن هذه الاهمية بدأت بالتضائل بعد اكتشاف المضخات الكهربائية . ولكن الاهمية السياحية لم تقل بل زادت عن السابق بسبب تطور البحوث التاريخية وزيادة اهمية الاثار عن الماضي وانا اشهد بذلك حيث قضيت في مدينة حماه اربع سنوات كانت من اجمل السنوات في حياتي .
سوف اعرض لكم الان اسماء النواعير الاساسية في حماه وبعضها مرفق بالصور من صيد كاميرتي الخاصة.
بداية احب اني انوهكم على تعريف الناعورة:: الناعورة هي آلة مائية ذات حركة دائمة معدة لرفع الماء مؤلفة من أخشاب ومسامير حديدية تغطس بالماء وصناديقها منقلبة فارغة وترتفع ملآنة ماء وتصب الماء في قناة ذات قناطر متعددة وتسقي به البساتين وأكثر الحمامات وبعض الدور والجوامع والخانات والمقاهي..
وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء. *والناعورة اسم آلة مشتقة من فعل نعر بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير والنعير صوت يصدر من أقصى الأنف وقيل لمثل هذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها وتجمع على نواعير وناعورات. *وفي بداية القرن العشرين كان عدد النواعير في مدينة حماة والأراضي التابعة لها 105 نواعير منها 25 داخل مدينة حماة نفسها ولم يعد يوجد اليوم من كل هذه النواعير إلا حوالي 40 ناعورة في حالة العمل منها داخل المدينة 19 ناعورة تنتظم في خمس مجموعات هي:: -مجموعة البشريات : تقع في مدخل حماة من جهة الشرق وتضم أربع نواعير وهي تتكون من مجموعتين فرعيتين كل منهما يتكون من ناعورتين هما البشريتان والعثمانيتان. . -مجموعة الجسريات : وهي تتكون من أربع نواعير أيضا" وهم ناعورة الجسرية والمأمورية والمؤيدية والعثمانية. . -مجموعة الكيلانيات : وهي تتألف من أربعة نواعير أيضاََ ثلاثة منها على الضفة اليسرى و واحدة فقط على الضفة اليمنى وتحمل الأسماء التالية الجعبرية والطوافرة والكيلانية. -مجموعةشمال القلعة : تقع في محلة باب الجسر على الطرف الشمالي لقلعة حماة و هي ثلاث نواعير اثنتان منها على الضفة اليسرى و واحدة منها على الضفة اليمنى للنهر وتحمل التسميات التالية الخضر والدوالك والدهشة. -مجموعة باب النهر : وهي تتكون من أربع نواعير اثنتان منها لا تزالان قيد العمل المحمدية و القاق واثنتان أخريان قد زالتا من الوجود من قبل نصف قرن وهما العونية والبركة. المعلومات كثيرة عن مدينة حماه واثارها ونواعيرها ولكن حبيت ان يكون الموضوع مختصر وشامل عن النواعير خاصة لما تتمتع به من اهمية كبيرة .
واليكم الان صور من رحلتى الى هذه المدينة التاريخية والتي كانت بتاريخ 15\8\2007م بداية كانت وقفتي الاولى بجوار ناعورتين وهي اشهر النواعير في مدينة حماهمجموعة البشرياتنواعير حماة تروي قصة اختراع أول تقنية مائية لاتزال صامدة أمام الزمن
هناك مدن عديدة في العالم تميزت بمعلم مهم اضحى رمزاً لها وتمثل النواعير علامة مميزة لمدينة حماة التي اشتهرت بها ولعل الجانب المهم الذي تكشف عنه هذه النـــــواعير لا يتحدد في تميز هذه المدينة بنواعيرها بل بما يدل عليه وجودها اذ كشفت الحفريات التي اجريت في القلعة القديمة عن ان حمـــــاة عرفت اساليب الري القديمة منذ سنة 2500 ق. م .وهذا يسمح بالتخمين بأنه كانت هناك وسيلة للري ربما كانت على شكل النـــاعورة او على شكل مختلف الا ان شكلها هو شكل النــــــاعورة الحالي كما عثر في منطقة افاميـــا الاثرية على لوحـــة فسيفساء رسم عليها شكل الناعورة الحالي ويعود تاريخ هذه اللوحة كما هو مؤرخ عليها الى 500 م.
شهدت سبعينيات القرن الماضي عملاً جاداً لاعادة عمل تلك النـــــــواعير التي تمثل جزءاً من آثار حماة المتميزة وكان هناك في نفس الفترة اربع نــــــــواعير تعمل وهي ناعورة البشريات الكبيرة وناعورة الجسرية وناعورة المأمورية ثم ناعورة الكيلانية وقد حاولت مديرية آثار حماة ايجاد طريقة للحفاظ على تلك النواعير . وقد تم انشاء ورشة تمكنت من اعادة ترميم 17 ناعورة هي التي تشاهد الآن وهي تعمل ويجري في كل عام ترميم ما يلزم من تلك النواعير.
ونظراً لأن النــــواعير تحتاج الى كمية كبيرة من الاخشاب قامت مديرية الآثار بزراعة شط العاصي بأشجار الحور لكي تستخدم اخشابها في وشحات هذه النواعير وهي الجزء الأكبر.
وتتألف النــاعورة من جزأين جزء بنائي وجزء خشبي اما جزء البناء فهو يتمثل بانشاء سد على عرض النهر وتحديد بوابــــات صغيرة لكي تدخل منها المياه بغزارة كبيرة وتسمى البيب وهي تصغير لكلمة بـــــاب وهناك برج يحمل الماء من اعلى النـــــــاعورة الى الحقول اما الجزء الخشبي من النــاعورة فيتألف من عدة اقسام هي الكفت التي تمثل مسند الناعورة ويسمى القلب وهناك الوشحات والصدر والعتبات، الطبون والصناديق الى جانب اقسام اخرى. ويجب استخدام خشب شجر التوت او الجوز في قلب النـاعورة في حين ان الوشحات تصنع من خشب الحور ويستخدم هذا النوع من الاخشاب لأنه يعمر طويلاً مع الماء.
ان ناعورة المأمورية التي يبلغ قطرها 24 متراً ووزنها اربعين طناً هي أكبر ناعورة موجودة في مدينة حماة. وتتوزع النواعير على مجرى العاصي في منطقة حماة ويبلغ عددها 100 ناعورة .
بعض الناس ينسبون النــــــواعير الى زمن الرومان لكنها اختراع سوري لأنه لم يكتشف في ايطاليا على اثر يدل على وجود النواعير هناك ، كما ان المكتشفات الاثرية التي وجدت دلت على ان زمن النـــــــواعير يعود الى 2500 ق.م أي الزمن الذي سبق دخول الرومان الى حماة.
وتعد حماة من أقدم مناطق المأهولة في العالم , ويرجع تاريخها إلى عصور موغلة في القدم , وتؤكد البعثات الأثرية الغربية أن حوض العــــاصي كان مرتعاً للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم بدليل العثور على أدوات وآثار سكن تعود إلى عصور ما قبل التـــــاريخ في أرجاء المحافظة جميعها , كما أثبتت الدراسات التي أجرتها البعثة الأثرية الدانيمركية برئاسة العالم هارولد آنغولت والتي قامت بحفرياتها في قلعة حمـــــاة بين عامي 1931ــ 1938م أن هناك ثلاث عشرة طبقة حضاريــة للعصــــــــور التي مرت على المدينة , ويعود تـــــاريخ الطبقة الأولى إلى العصر النيولتي ( أي حوالي الألف السادس قبل الميلاد ) . الرجاء أن تضغط هنا لمشاهدة الفلاش
ومن هنا فتاريخ حماة المعروف والموثق أثرياً يعود إلى ثمـانية آلاف عام , وهذا الذي جعلها ــ ومن خلال الدراسات العلمية ــ من أقدم المدن على سطح الكرة الأرضية التي ما تزال الحيـاة تنبض في أرجائها .. إن لم تكن أقدمها على الإطلاق . ويبين تقرير العالم آنفولت أن نواة المدينة قد تشكلت في القلعـــــــة في الألف السادس قبل الميلاد , ثم شرعت النواة في التوسع , ولعل العمالقة الروتانيين كانوا من أوائل من سكنها , وهــم من العرب القدماء .
وقد جاء في الكتب التاريخية القديمة أن حماة تعني الحصن أو القلعة , وفي اللغات الشرقية يسمى الحصن حامات وهناك من يقول بأن حمـــاة اسم جاء للمدينة من اسم أول ملك آرامي حكمها ثم تبدل اسمها الى ابيفانيا وذلك في عام /301/ قبل الميلاد نسبة الى الملك السلوقي أنطوخيوس ابيفانس الـرابع ، وإن الآثار المكتشفة تدل على استعمال سكانها معدن الحديد , ومعرفتهم بالزراعة والري معرفة جيدة .
ومن أبرز من تولاها من الأيوبيين الملك العــــــالم والمؤرخ الجغرافي الشهير اسما عيل بن علي الأيوبي الشهير بأبي الفداء وذلك في عام /710هـ-1310م/ وبقي فيها إلى توفي عام /732هـ-1331م/ ودفن في مسجده المعروف باسمه . | |
|