ودعت
بولندا أجواء بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) لكرة القدم بعدما
استضاف هذا البلد أكبر بطولة في تاريخه من خلال نشر علم ضخم في الاستاد
الوطني بالعاصمة وارسو لتوجيه الشكر إلى جميع المنتخبات المشاركة في
البطولة.
واستضافت بولندا فعاليات البطولة بالتننظيم المشترك مع جارتها أوكرانيا
بداية من الثامن من يونيو الحالي وكانت آخر مباراة تقام في بولندا ضمن
فعاليات البطولة هي اللقاء المثير بين المنتخبين الألماني والإيطالي أمس
الخميس والذي انتهى بفوز المنتخب الإيطالي 2/1 في المربع الذهبي وتأهله
للمباراة النهائية للبطولة.
ويسدل الستار على فعاليات البطولة بعد غد الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف
حيث يلتقي المنتخبان الأسباني ، حامل اللقب ، والإيطالي في المباراة
النهائية للبطولة.
وتطلعت بولندا لفعاليات هذه البطولة عبر سنوات مضت وأنفقت مليارات من
عملتها (زلوتي) لإنشاء الطرق والاستادات وإعداد البنية الأساسية الأخرى
استعدادا لفعاليات هذه البطولة.
وعندما أطلق الحكم صفارة النهاية في مباراة الأمس ، لم يصدق كثيرون أن فعاليات البطولة انتهت في بولندا بهذه السرعة.
وذكرت الإذاعة البولندية اليوم الجمعة "انتظرنا لفترة طويلة والوقت مر سريعا للغاية".
وأشادت الصحف ووسائل الإعلام اليوم بمباراة الأمس واعتبرتها أكثر المباريات
إصارة في البطولة الحالية حتى الآن وأكدت أن وارسو لم تكن تتمنى ختاما
أفضل من هذا لفعاليات البطولة في بولندا.
وتساءل الخبراء اليوم عما إذا كانت بولندا ستصبح مقصدا سياحيا أفضل بعد
فعاليات يورو 2012 والانطباع القوي الذي تركته المدن المضيفة لفعاليات
البطولة حسبما أكدت الاستطلاعات.
وحتى ياروسلاف كاتشنسكي قائد جبهة المعارضة في بولندا ، والذي انتقد مرارا إدارة الحكومة لاستعدادات يورو 2012 ، أوضح أنه كان مخطئا.
وقال كاتشنسكي رئيس حزب "القانون والعدالة" اليميني المعارض ، مازحا مع
الصحفيين والمراسلين ، إنه سيشجع المنتخب الأسباني أمام إيطاليا يوم الأحد
في المباراة النهائية للبطولة لأن لاعبي أسبانيا يتميزون بقصر القامة مثله.
ويسترجع كثير من البولنديين ذكريات البطولة ، التي استضافتها بلادهم خلال
الأيام الماضية ، بكبرياء وفخر خاصة بعدما أشاد الاتحاد الأوروبي للعبة
ومعظم الزائرين الأجابنب بتنظيم البطولة طبقا لما أكده استطلاع للرأي أجراه
المنظمون.
وانطلقت فعاليات البطولة في بولندا وسط ادعاءات بوجود بعض الانتهاكات
العنصرية وذكر الاتحاد الهولندي للعبة أن بعض لاعبي المنتخب الهولندي سمعوا
أصوات تقليد القردة موجهة من بعض المشجعين ضد اللاعبين أصحاب البشرة
السمراء في صفوف الفريق خلال تدريباته في بولندا قبل بداية مشاركته في
البطولة مباشرة.
كما شهد 12 يونيو الحالي مصادمات بين المشجعين البولنديين المتعصبين
(هوليجانز) والمشجعين الروس قبل المباراة العصيبة بين منتخبي البلدين.
ولكن معظم فعاليات البطولة مرت في هدوء وسلام وفي أجواء رياضية احتفل
خلالها المشحعون من جميع أنحاء أوروبا في ساحات التجمعات الجماهيرية.
وبلغ عدد الحاضرين في مباريات البطولة التي أقيمت في بولندا نحو 652 ألف
مشجع وذلك في الاستادات الأربع التي استضافت البطولة في بولندا وحسبما أكد
المنظمون اليوم.
كما شهدت ساحات تجمع المشجعين نحو 8ر2 مليون مشجع في المدن الأربع التي استضافت البطولة ببولندا.
وقال المعلقون إن بولندا أنشأت بنية أساسية تتوافق مع المعايير الأوروبية.