يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً
سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
[الأحزاب:70-71].
لماذا سمي الشهيد بهذا الاسم ؟؟ ....
ذكر الإمام النووي سبعة أوجه لتسمية الشهيد بهذا الاسم،وهي على النحو التالي :
1. لأن الله تعالي، ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ شهدا له بالجنة
2. لأنه حي عند ربه.
3. لأن ملائكة الرحمة تشهده ، فتقبض روحه.
4. لأنه ممن يشهد يوم القيامة على الأمم .
5. لأنه شُهد له بالإيمان ، وخاتمه الخير بظاهر حاله.
6. لأن له شاهدا بقتله ( أي علي قتله ) ، وهو دمه.
7. لأن روحه تشهد دار السلام أي ( الجنة) وروح غيره لا تشهدها إلا يوم
القيامة. (( راجع كتاب ( الجهاد والقتال في السياسة الشرعية ) للكاتب : (
د. محمد خير هيكل )
وللشهيد في سبيل الله أعظم الرتب وأعلاها عند الله، وأنفس المقامات
وأبهاها، وهم أنواع؛ شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الدنيا، وشهيد الآخرة
وإن من يقتل في سبيل الله شهيداً ( وسبب تسميته بالشهيد ) ما ذكر أعلاه ..
،، هناك دليل من السنة بأن من يقتل في سبيل الله يلطق عليه لفظ شهيد، فقد
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! ما بال
المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه
فتنة) الراوي: رجل من أصحاب النبي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي
- الصفحة أو الرقم: 2052 ،، خلاصة الدرجة: صحيح
وهناك من ينال مرتبة الشهداء - ويطلق عليه شهيد – وهو لم يقاتل في سبيل الله . .
وإنما أطلق عليه لفظ شهيد لأنه ينال مرتبة وأجر الشهداء الذين يقتلون في سبيل الله ،،
أنواع الشهداء:
الشهداء ثلاثة أنواع:
الأول: شهيد الدنيا والآخرة،
والثاني: شهيد الدنيا،
والثالث: شهيد الآخرة.
فشهيد الدنيا والآخرة:
هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبل غير مدبر؛ لتكون كلمة الله هي العليا،
وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا. جاء عن أبي موسى رضي
الله عنه قال: (إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهماً:
الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في
سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
فهو في سبيل الله). (( الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر:
الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3126 ،، خلاصة الدرجة: [صحيح] ))
أما شهيد الدنيا
فهو من قتل في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة أو قاتل رياءً أو عصبية عن
قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا ولم يكن قصده إعلاء كلمة الله، فهذا وإن
طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك لكنه ليس له
في الآخرة من خلاق، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله الذي
يعلم الحقائق وهو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة.
شهداء الآخرة:
شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما
يطبق على الميت العادي( من تغسيله وعدم دفنه في ثيابه .. الخ) فهذا أصناف
منهم المقتول ظلماً من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك،
وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان
الغالب عدم السلامة، أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك،
فأما الاستشهاد في ساحة القتال فإن أجره عظيم جداً، وهو قمة مراتب الشهادة،
ولا يمكن لأي نوع آخر من الشهداء أن يصل إلى هذا المقام، قال الله تعالى:
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ
أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ *
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:170-171] وقال صلى الله عليه
وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويُرى مقعده
من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان،
ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه).الراوي: المقدام
بن معد يكرب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم:
1663 ،،، خلاصة الدرجة: حسن صحيح غريب
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! ما بال
المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه
فتنة) رواه النسائي وسنده صحيح، فترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصاً من
قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة لقوله صلى الله عليه وسلم: (من
سأل الله الشهادة بصدق؛ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)
الراوي: سهل بن حنيف المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو
الرقم: 1909 ،، خلاصة الدرجة: صحيح
ولذلك كان لا بد من سؤال الله الاستشهاد في سبيل الله بصدق لتحصيل هذا الأجر العظيم، ولو مات الإنسان حتف أنفه. –
وكذلك من أنواع شهداء الآخرة:
الموت غازياً في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم: ما تعدون الشهيد فيكم
؟ قالوا : يا رسول الله ! من قتل في سبيل الله فهو شهيد . قال : إن شهداء
أمتي إذا لقليل ، قالوا : فمن هم ؟ يا رسول الله ! قال : من قتل في سبيل
الله فهو شهيد . ومن مات في سبيل الله فهو شهيد . ومن مات في الطاعون فهو
شهيد . ومن مات في البطن فهو شهيد . قال ابن مقسم : أشهد على أبيك ، في هذا
الحديث ؛ أنه قال : والغريق شهيد . وفي رواية : قال عبيدالله بن مقسم :
أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث : ومن غرق فهو شهيد . وفي رواية : زاد
فيه : والغرق شهيد
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1915
خلاصة الدرجة: صحيح
- عباد الله .. ومن أنواع شهداء الآخرة: الموت بالطاعون، قال صلى الله عليه
وسلم: (الطاعون شهادة لكل مسلم)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري -
المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5732 ،، خلاصة الدرجة: [صحيح]
وقال -أيضاً- لما سئل عن الطاعون: (إنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء
فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً
يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد) الراوي:
عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3474
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وقال عليه الصلاة والسلام: يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا ،
في الذين يتوفون من الطاعون ، فيقول الشهداء : إخواننا قتلوا كما قتلنا ،
ويقول المتوفون في فرشهم : إخواننا ماتوا على فرشهم ، كما متنا ، فيقول
ربنا : انظروا إلى جراحهم ، فإن أشبه جراحهم جراح المقتولين ، فإنهم منهم
ومعهم ، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3164
خلاصة الدرجة: صحيح
. وكذلك فإن من أنواع شهداء الآخرة من مات بداء البطن لقوله صلى الله عليه
وسلم في الحديث المتقدم: (إن شهداء أمتي إذاً لقليل -ثم ذكر أنواعاً- ومن
مات في البطن فهو شهيد) –
وقال النبي المبطون شهيد ، والمطعون شهيد
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5733
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وكذلك من أنواع شهداء الآخرة الموت بالغرق والهدم لقوله صلى الله عليه
وسلم: الشهداء خمسة : المطعون -الذي أصيب بالطاعون- ، والمبطون - الذي قتل
بداء البطن ومات بسبب مرض في بطنه - ،والغرق -الذي مات غريقاً- ، وصاحب
الهدم ، -الذي انهدم عليه بيته ،، والشهيد في سبيل الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2829
خلاصة الدرجة: [صحيح]
. – وهناك أيضاً ممن لم نذكرهم من شهداء الآخرة
أحكام شهداء الآخرة في الدنيا:
إن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا وهو يحذر أمته من كل شر من خطورة النار،
فقد روى البخاري رحمه الله عن أبي موسى قال: احترق بيت بـالمدينة على
أهله، فحدثت النبي صلى الله علي وسلم بشأنهم، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( إن هذه النار إنما هي عدو لكم ، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم ) .
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح -
الصفحة أو الرقم: 6294 ،، خلاصة الدرجة:[صحيح]
ونظراً لشناعة الاحتراق كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الموت بها،
لا لأنه ليس له أجر شهيد بل لشناعتها في الدنيا، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم - كان يدعو : " اللهم ! إنيأعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي,
ومن الغرق, والحرق, والهرم, وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت,
وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا, وأعوذ بك أن أموت لديغا " .
الراوي: أبو اليسر كعب بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2407
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح ،
لكن إن حصل ومات بالحرق فإن له أجر شهيد كما تقدم، والله يفعل ما يشاء، وهو
أعلم بمصائر العباد، وهو مقدر الأقدار سبحانه وتعالى. وهؤلاء الأصناف
الذين تقدم ذكرهم من شهداء الآخرة ماذا يفعل بهم من جهة الأحكام في الدنيا؟
قال العلماء: لا يغسل الشهيد -أي: قتيل المعركة مع الكفار- سواء كان
مكلفاً أو غير مكلف إلا إن كان جنباً أو امرأة حائضاً، أو نفساء طهرت من
حيضها أو نفاسها، وإن سقط من دابته، أو وجد ميتاً، أو سقط من شاهق في
القتال، أو رفسته دابة في القتال، أو عاد إليه سهمه الذي أطلقه بالخطأ
فالصحيح أنه يغسل إذا لم يكن ذلك من فعل العدو، لكن إن قتله العدو فلا يغسل
ويبقى أثر الشهادة عليه، ومن قتل مظلوماً بأي سلاح كقتيل اللصوص ونحوه
يلحق بشهيد المعركة في أصح الروايتين في مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وقال
بعض العلماء بتغسيله، وكذلك الغريق والمبطون والمرأة التي ماتت في الولادة
فإنهم شهداء في الآخرة يغسلون باتفاق الفقهاء. وأما الميت المحترق فقد ذهب
العلماء إلى أن من احترق بالنار يغسل كغيره من الموتى إن أمكن تغسيله؛ لأن
الذي لا يغسل إنما هو شهيد المعركة، ولو قتل في المعركة محترقاً أو أحرق
العدو حصناً للمسلمين ونحو ذلك كان شهيداً لا يغسل، أما المحترق خارج
المعركة فهو من شهداء الآخرة لا تجري عليه أحكام شهداء الدنيا فإنه يغسل