هي إحدى القصص الأسطورية
التي تناقلتها قرية تبعد كثيرا عن المدن
لا زالت بيوت الطين تُسكن هناك
و بعد انتهاء صلاة العشاء لا احد يسير و تغط في ظلمة الليل
لا احد حينها يعلم ما يجري في ممراتها سوى أهلها
ينامون في أمان و سلام
فهم جميعاً يداً واحدة
قلب واحد
تجمعهم قرية
في إحدى الليالي قطع سيمفونيات الهدوء التي تعزفها خيوط الظلام
ضجيج و صوت أقدام تسير
استيقظ صاحب المنزل ليتفقد المكان فإذا به يرى إمام المسجد يقفز خارجاً بعد ما أخذ بحوزته صاع البر
تكررت سرقات الليل تلك
وفي كل يوم بعد صلاة الفجر
يشتكي أحدهم من سرقة منزله
منهم من رأوه ومنهم من لم يرى سوى أثار أقدام دخلت من هنا و خرجت من هناك
من كان يعلم بأن إمام المسجد هو السارق كان يصمت لأنه لا يريد أن يفشي سره
ظناً منه أنهُ هو الوحيد الذي يعلم بأمره
وانه لم يسرق سوى لحاجة ملحة
مرت الأيام تلو الأيام ولازالت الأدوار تتشابه بين لص الليل و إمام الفجر
حتى جنى ذلك الإمام ثروة من تلك السرقات حينها رحل من القرية ليلاً
ولم يكتشفوا أمره
سوى حين اصطفافهم لصلاة الفجر بلا إمام
بعدها علت الأصوات منادية
منهم من يقول أين إمام الفجر و منهم من يقول أين لص الليل
فأصبحت مقولة تتوارثها الأجيال
إمام الفجر و لص الليل
تقال لمن يلبسون قناع الطيبة و يخبئون خلفه روح خبيثة
تستغل طيبة من حولها لتتمرد على كل شيء
و تسلبهم ما تستطيع
وحين ما تحصل على ما تريد ترحل بهدوء في ظلام الليل وبلا عودة
و تخلف خلفها عشرات الحسرات
لأرواح على سذاجتها و غبائها
نعم أنا طيب و لكن لا أعطي سوى من يستحق