سأتعرض اليوم... لصفات عرف بها بعض الحيوانات ...... وهدفي من هذه الدراسة ... أن تنفر من تلك الصفة.. وتجتنبها ...أو تراها رائعة في ذلك الحيوان والطير... فتلوم نفسك.. أن سبقتك لتلك الصفة ...( ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب )
(الخنفس )
الحشرات الحقيرة... من طبعها ، اذا طُرِدتْ تعود... فلو جمعت أصابعك ثم فردت سبابتك وعكفتها.. وقمت بحركة رشيقة باصبعك وقذفت بتلك الحشرة بعيدا... انتظرها ثواني ...و ستجدها أمامك..
وهذا الطبع قد يتصف به بعض الناس... يطرد ويعود.. وينهر ويستمر... ويوبخ.. ولا كأنه يسمع.. فقد هانت نفسه...
وعكسه من يزعل وينتفخ لأدنى سبب... فإذا نُصِح أو وجِّه انفقع بعد الانتفاخ...فليس هذا مطلوب أيضا... وسنذكره في حينه...
(الناقة - الجمل - البعير )
واذا جاء الحديث عن الإبل .. فافسح المجال للعربي أن يتحدث... فهم يحبون الإبل.. ويتغزلون بمنظرها الجذاب... وخلقها العظيم... لكن نفسيتها .. كيف ؟؟
يشبه الابل الانسانَ في صفات نفسية.. بعضها مقبول وبعضها تحذر منه
حين يغضب الابل ... يقتل .. فهو صلف الطباع.. سريع الهيجان والثوران... كما أنه لاينسى الثأر... فهو حقود... ... فيقال ( أحقد من جمل )
أخي / أختي
إذا غضبتَ / تِ... .. وهجت/ تِ كنت كذلك البعير... الذي لايفقه مع الغضب شيء.. فالله سبحانه.. قضى بعدم وقوع الطلاق حال الإغلاق.. والغضب الشديد.. لأنه يغطي على عقله... فينطق بكلمة تهدم أسرة كاملة.. وما ذاك إلا لأن الصفة البعيرية.. هجمت عليه...
فكن حليما...
قد يشبهون المرأة الرحيمة بالناقة المسنة.. التي تخاف على حوارها ... فيقال : أحن من شارف ... وهي الناقة المسنة..
واذا شابه الرجل المراة بصفاتها .. يقال عنه : ( استنوق الجمل )
طال الموضوع مع البعير... لكن ، ماذا نفعل ، له عشاقه,,, سبحان الله... فالعربي يكثر من ضرب الأمثال به.. حتى أنهم اذا تساوى عندهم أمران قالوا : كركبتي بعير ... وهل انتهت الركب.. فلا يوجد إلا ركب البعير... هل ركبنا مثلا... غير متساوية ...
( المحبوب في راحة )
( العنز والتيس )
هذه الفئة البريئة.. الممزوجة براءتها بالسذاجة... وقلة النباهة... والمشي خلف القوم... ليس انقياد ، بل تبعية وأمعة .. أو ربما ( معهم معهم ) على الخير والشر...
حتى أن أجدادنا ضربوا مثلا... للرجل الذي يجلس في البيت وزوجته ولاجة خرّاجة... فيقولون : العنز تسرح والتيس بالدار
( القرد )
صاحب الحركة الخفيفة... والطرافة.. ومع هذا هو رديف تماما للمنظر السئ ..
حتى أنه غدا مثلا... للوجه القبيح... ( القرد بعين امه غزال )... وهنا نقدم له أسمى آيات الاعتذار...لتكرار اقتران صوره ببوش... القرد...<< < عفوا ياقرد
( البومة )
أخي / اختي... لايكن دخولك في أي أمر... سبب لخرابه.. سواء مشكلة أو موضوع .. في مجلس أو منتدى .. قد يكون بالغيبة.. أو بالتحريش.. أو بشحن مخلوق على آخر...
ستكون حتما كالبومة... التي يضرب بها المثل بالخراب ( خراب البومة )... و( من كان دليله البوم مصيره الخراب )..
بعضهم يتشاءم من البومة... لكن ( لاعدوى ولا طيره )...
( الأفعى )
هي السم الهاري ... والموت الأحمر ... عضة منها أو نفث بالسم المكنون داخلها ، تحيل الشخص الى عالم آخر.. أو إصابة دامية.. لايزول أثرها بسهولة...
الأفعى .. يشبهها من ينفث بسمه... ويتهجم ، لغير مبرر .. ويتلوى على فريسته... بالألفاظ.. والشتائم.. والتأليب,,,
ومع هذا ، الأفعى أفضل منهم ,, ،،فهي لاتقترب من النائم... بل تمر عنده بسلام غالبا ... لكن أفاعي البشر... شرهم طال الغافلات.. والغافلين...
( العقرب )
اللدغ غيلة وخلسة.... من حيث لاتحتسب.. صفة .. ذميمة .. ونجاسة قائمة على أصولها...
فهل تلدغ الناس؟؟؟
العقرب... تلدغ في الليل غالبا.. حيث لايراها أحد... وكذلك من يأتيك غافلا.. ويلدغ وينفث السم .. ليجعله يجري في دمك..
فأياك ان تغتاب.. أو تنم.. أو تفرّق...
كن شجاعا. وواجه في النور.. وابتعد عن الظلام
من ولاك الله أمره... من الرعية.. كاالأولاد,, أو الأخوة الصغار.. احذر أن تدعهم... يُلدغون من سم زعاف.. في الظلمات حيث القنوات السامة التي تجعل السم يجري في دمائهم...
أياك أياك...
( الأسد )
أما الأسد.... فالتناقض بعينه... أليس رمزا للشجاعة... ( بلى )...
أليس يضرب به المثل بكثرة النوم ( بلى أخرى )...
أليس كسولا ...
ان أكثر مايهاجم هي اللبوة... أما الأسد,, فإن جاع افترس...
لكن.. الذي ينصرف للذهن عند الكلام عن الأسد... هو الشجاعة... غضنفر... قسورة ... أسامة ... ليث ...
كلها .. ألفاظ محشوّة فخامة ، وأبهة..
سيتبادر للذهن مَن هم على الثغور ... أو من يقول كلمة الحق ...
(العصافير )
الرقة والعذوبة.. والهروب من الصوت ، ولو كان قليلا..
أنت ...لاتحب المشاكل ... اذن فيك طبع عصفوري...
أتكره الصوت المرتفع... أنت كذلك متعصفر...
ومثله في نظري.. الكناري.. والبلبل ...
(الحمار )
مسكين هذا الحيوان... له اقبح صوت وأنكره.... فهو مركوب مذموم... خادم مضروب...
أخي/ اختي
احذر أن يستغلك شخص لأداء مآرب خبيثة له ... وأنت له مركب فقط ، يوصله الى مبتغاه... فهذا طبع .. سيء... يجعل من صاحبه شبيه بهذا المخلوق أعلاه..
اخدم الناس.. واسعى بحاجاتهم... لكن ترفع عن الدنايا..
ولعل الصبر.. من مخلوق كالحمار... يجعلنا نفكر في ذواتنا الرفيعة ... لم لانصبر ونتحمل ؟؟
( الخنزير )
الخبث.. وانعدام الغيرة.. والدياثة..
فحافظ على نسائك.. وصن محارمك... والغيرة.. محمودة... ( بحدود).. فلا يغرك من يقول : متشدد... أو متحجر...
( الجراد )
ذلك الذي لايدع أخضرا ، إلا أكله.. ولا مزروعا ، إلا أتلفه...
وفيه قيل (أحطم من الجراد... ) و (أفسد من الجراد ) و ( غوغاء الجراد )...
فأياك أن تأخذ من الجراد صفة الفساد... فهناك من لايدخل مكانا .. إلا ويعم فيه الفوضى... ويهلك الألفة... وينشر الضغينة.
وقد يُشَبَه بالجراد ، الشخص النحيف الذي يأكل كثيرًا ، لكن لايظهر على محياه ألبته...
...فالجرادة.. تأكل ولا تسمن...
(الضب )
إذا شبهك أحد بالضب... فانظر ، هل يفهم سواليف العرب.. وأيامهم... إن لم يكن كذلك... فربما قصد خشونتك...وجلافتك..
لكن العربي... يقصد.. أنك شخص محيّر... تدخله من جهة وتخرجه من أخرى )...
(الحمام) ..
يُرمز بها الآن... للسلام...
ولأننا مسلمون.. فالأمن عندنا لحمام مكة... فيقال : آمن من حمام مكة.. وهذا من شرف المكان..
لكن الحمامة .., ضربوا المثل بأنها خرقاء.. ولا تحسن الصنيع... فيقال : أخرق من حمامة..
والسبب : أنها لاتتقن بناء عشها..
( عن نفسي : أرى أن عشها إتقان.. وروعة في التصميم )..
( الحصان )
المركوب المهاب... فهو رمز للفخر والمجد عند العرب.... والقوة.. والسرعة.. والدخول في السباق..
فأي مضمار يجعلك تضاهي الحصان سرعة.. وسبقا..
وأي مجال تكون للعروبة والإسلام فخرا..
أليس مجال المسارعة في الخيرات... وابتغاء ماعند الله...
كن كالخيل... معقود في نواصيها الخير...
(البغاث )...
هو طير صغير... ليس حقير...لكنه لايؤبه ، به...فليس كالنسر والعقاب .....وما شابهه
فإذا كنت صغيرا... سنا او قدرا.. فلاتنازل الكبار .. وتضاهيهم.. فأياك .. أياك.. فقد يقال عنك : إن البغاث بأرضنا يستنسر ..
(الغراب )
...قد تستغرب إذا قلت لك... أن الغراب... بعد أن سبرته العرب... عرفتْ أنه يقوم من نومه مبكرا ، فكيف بنا ، اذا طاب النوم بعد الفجر .. وامتدت الى آذان الظهر...
أيكون الغراب... أفضل منا.. كما كان أفضل من قابيل حين دفن أخاه الغراب....
الغراب كذلك... ينتقي أطايب التمر وأجوده... فيقال : وجد تمرة الغراب ...
الستُ أنا وأنت.. أولى بأن ننتقي أطايب الكلام.. .. وتكون الكلمة في فمنا كالتمرة في فم الغراب!!!
(الذباب )
حقارة ... وقذارة
لاأحد يستلطف الذباب... ولا من أحد لايهشه عن أنفه...
لكن من الناس... من يأخذ أشد صفاته قذارة... وهي الوقوع على النجاسة... فينتظر الهفوة والخطأ... وينشرها... يحب الشماته... ويعشق أن تشيع الفاحشة...
نعوذ بالله
ومن صفاته .. الجرأة... والجرأة ليست هنا الشجاعة... بل الوقاحة فيقولون : أجرأ من ذباب ...
كما انبعث أشقى القوم... ووضع سلا الجزور فوق ظهر النبي صلى الله عليه وسلم.. وانبعث أشقى قوم صالح.... وقتل الناقة...
وللذباب صفة الطيش... والتهور .... فياأخي الحلم الحلم...
كما أن التفاهة... رمزه ... فاسمو بنفسك...
( فراشة )
حركة ونشاط... وتنقل .. وإتقان,,,
فهل أخذت منها خفة الحركة... وروعة المحيّا
يقول العرب : أخف من فراشة .
فكونوا فراشات للمنتدى ...
( النحلة )
روح الجماعة.. وحب العمل...
خلايا منظمة... وإدارة ثابتة.... تصميم جيد للخلية.. مذاق رائع للشهد...
شفاء ... وعلاج...
تلك النحلة.. فهل نأخذ صفاتها ..
أخي / أختي
كن شفاء لمن حولك.. امسح دمعة الحزين.. ورأس اليتيم... وانهض بالمحطم... وانتشل الغريق...
كن مع الجماعة كعضو فاعل مؤثر... حتى لو جعلوك في نهاية الصف.. مادام العمل مما يرضي رب العباد.. ( فإن كان في الساقة كان في الساقة )...
قد تنتقم النحلة.. .. وتلسع... لكن اذا اقترب منها أحد.. وآذاها...
أليست هذه صفة رائعة أيضا ..
( الذئب )
دهاء.. وذكاء.. تحايل
فإذا ناقشك .. من يريد الذلة لك أو الدنية لدينك... فكن ذئبا... وأحرجه.. و لا تجعله يمسك عليك خطأ...
ولا تستخدم دهاءك إلا في مرضاة خالقك...
والذئب رمز للعقوق.. فإذا جُرح ذئب، التهمته الذئاب ( خونة )
( الثعلب )
رمز المكر... والخديعة.. والالتفات للطعن من الخلف...والمراوغة
أياك من صفة الغدر...
حين يتفرق الناس وقد كانوا جماعة... من شخص همه نقل الكلام.. أو بث الفرقة ، لحسد في نفسه... فيقال : بالت بينهم الثعالب... ويضرب لغيره...
( الكلب )
هو وفيّ بلا شك... ويحب صاحبه... ويألف العشرة.. ولا ينساها...
أليس أفضل من صحبة بعض الناس... !!!
لكن... أياك بصداقتك ومعاملاتك مع الناس.. أن تدخل أنفك في أمور لاتعنيك... فالكلب .. يلغ في الاناء الذي عنده... ويقولون لمن ديدنه ذلك : أولغ من كلب,,,
فكن متزنا..
والله أعلم