اعتذار

رويدكِ . سيف الشعر يا هند ما نبــــــا
ولا الحبّ رغم البعد يوما تغيّبـــــــــــا

بجنبيّ مهما أمْعَنَتْ ثــــــــــورة النّـوى
لعينيك مهدٌ ما يزال مخضبــــــــــــا

وأغنى الهوى بالوجد لهفة شاعــــــرٍ
رأى الحب دينا في الحياة ومذهبـــــــــــا

أقلّي عليّ اللوْم شقـــراء واعـــــــذري
محبا لغير الحسن في الكون ما صبـــــا

ولو خيّروه ما يحـــب مــن الدُّنــَـــــــى
سوى الشعر والأقداح والحسن ما اجتبى

غريبا على أرضٍ تحمّل دونهــــــــــــــا
شقاء ، وأعباء ، وجورا ، وغيهبـــــــــــا

توخّى إباء النفس في زحمة المــــــــــلا
ولولا إباء النفس ما عاش مُتْعَبــــــــــا

وربّ مقيمٍ في الديــّــار جفونـــــــــــه
أحقّ بسفك الدمع ممن تغرّبــــــــــــــا

*****
رويدكِ ، لا مهر البيـــــــــــان تعثّــــرت
خطاه ، ولا القلب الوفيّ تقلّبـــــــــــــا

ولكنها الدنيا – وأنت عليمـــــــــــــــة
بها – صيّرت مزهوهر اللبّ مجدبـــــــــا

تعملقت الأقزام واحلولك الحمـــــــــى
وروّى دماء الإخوة السهل والربــــــــــى

سليني عن الأرض التي تاه أهلهــــــــا
بأرجاء دنيا الله زغبا ، وشيّبـــــــــــــــا

سليني عن الأرض التي كان ظلهـــــــا
ظليلا ، وفيها العيش كان محبّبـــــــــا

سليني عن (البغداد) مهد ممجـّـــــــــدٌ
به اختالت الآفاق ، والكون رحّبــــــــــــا

ديارٌ غدت للطامعين مسارحــــــــــــــا
وصارت لأنذال البريّة ملعبــــــــــــــــا

وما زالت الأمواج تقذف أمتــــــــــــــي
ضياعا وتبديدا وشرقا ومغربــــــــــــــا

فيا أمة لم يعرف الأمس مثلهـــــــــــــا
سناء ، فما أمضى ، وأنقى ، وأنجبــــــــــا

إذا ما الشتات المرّ داهم أمّـــــــــــــــــة
فذلك شعبٌ لن يفوز ويغلبــــــــــــــــا

يقولون أين الحق؟ والحق كامـــــــــــــــنٌ
إذا خيّم الطغيان في ألسن الظبــــــــــى

إذا الحق لم يحصن بهمّة ساهــــــــــــــرٍ
فليس عجيبا أن يزول ويذهبـــــــــــــــــا
******
وعينيك يا شقراء ما صوّح الهـــــــــــوى
لديّ ، ووهج الحب في النفس ما خبــــــــــا

ذريني أصب الشعر من مهجتي دمــــــــا
فقد آن أن يعطى التراب ليشربـــــــــــــا

توانت سيوف العرب عن صون حقهــــــــا
وخلّته للأوغاد . يا خجلة الإبـــــــــــــــــا

إذا لم يكن شعري من القلب شعلـــــــــةً
فلا كان إنشادا ولا كنت مطربــــــــــــــا

فعذرا إذا جفّ المداد ولم أعـــــــــــــــــد
إذا قلت شعرا أذكر الكأس والصبــــــــــا

فما ذاك ترحال الشباب وإنّمـــــــــــــــــا
أخو المجد يأبى أن يُهان ويُسلبـــــــــــا

رائع ما خطه لنا قلمك الذهبي