بهدف الحفاظ على البيئة وتحسين المردود الاقتصادي للسكان.. مشروعان لدعم تربية المواشي وزراعة النباتات الطبية في محمية أبو قبيس

بهدف الحفاظ على البيئة وتحسين المردود الاقتصادي للسكان.. مشروعان لدعم تربية المواشي وزراعة النباتات الطبية في محمية أبو قبيس

حماة-سانا
عبد الله الشيخ

بهدف الحفاظ على البيئة وتحسين المردود الاقتصادي للسكان.. مشروعان لدعم تربية المواشي وزراعة النباتات الطبية في محمية أبو قبيس 20101213101557h323600

تهدف الاتفاقيتان اللتان تم توقيعهما بين وزارة الدولة لشؤون البيئة وممثلي المجتمعات المحلية في محمية أبو قبيس في محافظة حماة لتأمين مشروعات دخل مستدامة للسكان المحليين واستكمال النشاطات الهادفة إلى تمكين المجتمعات المحلية في المحمية وإيجاد فرص عمل لأفرادها تسهم في تحسين دخلهم المادي ورفع مستواهم المعاشي والاجتماعي وخلق بيئة ملائمة تنعكس إيجاباً على الحفاظ على التنوع الحيوي في المحمية وتطويره واستدامته.

وتتمثل الاتفاقية الأولى في إقامة مشروع لتحسين المردود الاقتصادي لتربية المواشي في قرية مشتى البيرة يقلل الاعتماد على المراعي وتعزيز دور الجوبات الزراعية في حين أن الاتفاقية الثانية هي عبارة عن مشروع لتطبيق الطرق التقليدية في زراعة النباتات الطبية المحلية في جوبات التمازة.

ولفت المهندس أكرم درويش المنسق الوطني لمشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات إلى أن المشروع يركز على بناء القدرات البشرية والكادر العامل وإرساء برنامج تشريعي ومؤسساتي يعنى بحماية التنوع الحيوي في المحميات وصولاً إلى بناء سياسة وطنية شاملة لإدارتها وتطويرها وفق طريقة النهج التشاركي مع المجتمع المحلي وضمان مصالحه وتطلعاته مع العمل على إيجاد مصادر دخل بديلة للسكان عوضاً عن النشاطات والأعمال السلبية التي اعتاد البعض منهم على ممارستها والمتمثلة بالرعي الجائر وقطع الأشجار.

وتسعى الاتفاقيتان إلى إرساء نهج تشاركي في إدارة المحميات بين جهات الدولة والسكان المحليين وتحسين العلاقة بين الإنسان والطبيعة وتبديد حالة القلق التي تعتري أفراد المجتمع المحلي والاعتقاد السائد بأن المحميات تشكل تهديدا لمصالحهم وتقف حائلاً أمام مصادر رزقهم.

وأوضح المهندس فادي المحمود مدير موقع محمية ابو قبيس أن المفهوم الحديث للمحمية يتركز حول دعم النشاطات الزراعية التي يمارسها السكان بشقيها النباتي والحيواني ونشر الوعي تجاه الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض منهم وتأثيراتها السلبية على الغابات والعمل على توجيه بعض النشاطات التي تعود بالمنفعة على التنوع الحيوي والسكان.

وبين المحمود أن اتفاقية تحسين المردود الاقتصادي لتربية المواشي في قرية مشتى البيرة التي لا يزيد عدد سكانها على 150 نسمه تندرج في إطار دعم السكان مادياً بمبلغ 2 مليون ليرة سورية لتمكينهم من تأسيس مزارع لتربية الأبقار والماعز لافتاً إلى أهمية تربية الماعز في المنطقة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية حيث أن رؤوس الماعز إلى جانب مردودها الاقتصادي تفيد في تشذيب الغابات وتخفيف كثافتها وتقليمها طبيعياً وخاصة لدى أشجار السنديان وشق طرق فيها تسمى طرق الماعز تساعد في التقليل من انتشار النيران في حال حصولها وتساعد فرق الإطفاء بالوصول إليها.

أما الاتفاقية الثانية فتتضمن مساعدة الأهالي مادياً بمبلغ 2 مليون ليرة سورية ايضاً على تنفيذ مشروع استخدام الطرق التقليدية في زراعة النباتات الطبية المحلية في جوبات التمازة الزراعية البالغ عدد سكانها نحو 400 نسمة عبر استغلالها بالشكل الأمثل من ناحية زراعتها بنباتات طبية وعطرية ذات جدوى اقتصادية كبيرة نظراً لاستخدامها الواسع في تصنيع العطور ودخولها في تركيب وصناعة الكثير من الأدوية.

وأشار مدير موقع محمية أبو قبيس إلى أن هذا المشروع يسهم في تخفيف الضغط على الطبيعة التي ليس بمقدورها تلبية الطلب المتنامي لهذه المنتجات وبالتالي زراعة هذه النباتات ورعايتها تقليدياً وزيادة إنتاجها إلى جانب استخدام تقنية حصاد المياه في المنطقة التي تتوفر فيها كميات جيدة منها وبشكل خاص في الجوبات المنخفضة التي يمكن تجهيزها بوسائل إضافية تجعل منها سداً صغيراً يحتجز مخزوناً وافراً من المياه المطلوبة لنجاح هذه المزروعات.

ولفت أحمد علي فاضل ممثل المجتمعات المحلية في محمية أبو قبيس إلى أن هاتين الاتفاقيتين من شأنهما دعم النشاطات الاقتصادية والبيئية في المنطقة وتوليد فرص عمل لسكانها والحفاظ على استقرار المحيط الحيوي فيها وإعادة إحياء الأصول الوراثية الزراعية القديمة التي تنمو فيها وخصوصاً أصناف القمح والشعير البلدي والتي باتت شبه نادرة ومهددة بالانقراض وهي ذات نوعية ومردود اقتصادي مجز.

وأكد فاضل أنه من حق سكان المنطقة الاستفادة من مواردها الطبيعية كونها تشكل مصدر رزق أساسياً ليس هناك بديل عنه كما أنهم الأكثر قدرة وكفاءة وخبرة ودراية على حمايتها وصونها كونهم يستثمرونها منذ مئات السنين وهم يمثلون شريكاً أساسياً وفاعلاً في استدامتها. ‏

يذكر أن محمية أبو قبيس التي تفوق مساحتها 4500 هكتار تعد ثروة اقتصادية وبيئية وطنية هامة في سورية تزخر بالغابات والأشجار الحراجية علاوة على أنها تشكل موطناً للحياة البرية حيث تعيش فيها الكثير من أنواع الحيوانات والطيور.

» موسوعة النباتات الطبية والعطرية
» الوضع الاقتصادي في صوران
» عملية استئصال المياه البيضاء وزراعة عدسة
» برنامج تسريع المعالج وتحسين اداء الكمبيوتر
» معاً لدعم سفرائنا الآسيويين