الاعتقاد السائد عند معظم مرضى السكر ان الصيام والامتناع عن الاكل يساعد على تنظيم السكر لذا يعتبر البعض ان صيام رمضان مفيد لمريض السكر وبناءا على ذلك يقرر الكثيرون من المرضى صيام رمضان . الا ان هذا الاعتقاد خاطئ فقد وضحت نتائج الدراسات الطبية ان صيام مرضى السكر قد يؤدى الى الكثير من المضاعفات ومنها ماقد يكون ذا خطورة بالغة على صحة المريض لذلك فان صيام مريض السكر فى رمضان هو قراره الشخصي ويتحمل تبعاته , اما الاطباء فيعتبرون صيام مريض السكر في رمضان احد التحديات التي يواجهونها إلى أن يتم المريض صيامه بدون اى مضاعفات . من اكبر الدراسات الطبية التي ركزت على رصد تداعيات صيام مرضى السكر دراسة أجريت على 12914 مريض سكر من 13 بلد اسلامى (1 ) , أهم نتائجها :
زيادة نوبات هبوط السكر الخطيرة التي استدعت دخول المستشفى أثناء الصيام
(3 – 14 ) حالة لكل 100 مريض سكر من النوع الأول صام رمضان
(0.4 – 3 ) حالة لكل 100 مريض سكر من النوع الثاني صام رمضان
الأسباب:
الامتناع عن الأكل لساعات طويلة بوجود التأثير المستمر لأدوية السكر التي تناولها المريض .
ارتفاع حاد بنسبة السكر وفقدان تنظيم مستوى السكر
(1 – 5 ) حالة لكل 100 مريض من النوع الأول صام رمضان
(5 – 7) حالة لكل 100 مريض من النوع الثاني صام رمضان
الأسباب:
زيادة في تناول الحلويات والنشويات التي تتنوع أصنافها في رمضان
وبالمقابل يلجا المريض لتقليل جرعات أدوية السكر لتفادى نوبات الهبوط
جفاف وزيادة جلطات الدم
الامتناع عن شرب السوائل لساعات طويلة خصوصا في الجو الحار الرطب وما يصاحبه من تعرق
يفقد خلاله الجسم كميات من السوائل والتي قد تؤدى لانخفاض ضغط الدم والإعياء
كما إن قلة السوائل يقابله زيادة تركيز عناصر تخثر الدم مع قلة انسيابية الدم في الأوردة فتزداد احتمالات حدوث جلطات دموية قد تصيب أعضاء حيوية كالعين.
بعد أن أثبتت هذه الدراسة مضاعفات صيام مريض السكر كان لابد من وضع توصيات شاملة تساعد الأطباء على مواجهة تحديات صيام مرضى السكر . وسأعرض هنا أهم ما جاء في أهم الدراسات بهذا الخصوص (2 ):
الاعتبارات العامة
- يعامل المريض كحالة منفردة فلا يجوز اتباع مايقوم به الاخرون دون علم طبيبه .
- زيادة عدد مرات فحص الدم المنزلية
- الأكل المتوازن
- تأخير وجبة السحور قدر الإمكان
- المحافظة على أداء الرياضة مع الابتعاد عن الرياضة العنيفة وتجنب اى مجهود عضلي خلال الساعات القليلة قبل الإفطار .
يجب إبطال الصيام عند
مستوى السكر في بداية اليوم 3.7 ممول / مل أو 70 ملجرام / مل
مستوى السكر في اى وقت 3.3 ممول / مل أو 60 ملجرام / مل
مستوى السكر 16.7 ممول / مل أو 300 ملجرام / مل
التحضيرات اللازمة قبل صيام رمضان
يجب أن يخبر مريض السكر طبيبه بقرار صيامه قبل 1 – 2 شهر ليتمكن الطبيب من اتخاذ الإجراءات اللازمة :
- الفحص الاكلينيكى المعتاد كقياس ضغط الدم ومعرفة مستوى تنظيم السكر ونسبة الدهون
- قد يلجا الطبيب لتغير نوع الأدوية أو كمية الأنسولين لتتناسب مع الصيام
- تثقيف المريض وتعريفه بأعراض ارتفاع أو هبوط السكر وكيفية التعامل معها .
- التاكد من إلمام المحيطين بالمريض بحالته حتى يقدموا المساعدة عند حدوث نوبات الهبوط .
- لا بد من التاكيد على أهمية شرب الماء بعد الإفطار لتعويض فقدان السوائل.
السكري النوع الأول ( المعتمد على الأنسولين )
- يجب على مريض السكر من النوع الأول عدم اتخاذ قرار الصيام خصوصا إذا كان
- مستوى قياس السكر متذبذب وغير مستقر
- المريض يمتنع أو غير قادر على قياس السكر عدة مرات في المنزل
في حال أصر المريض على الصيام فسيحاول الطبيب أن يغير جرعات الأنسولين لتتناسب مع أوقات الوجبات اثناء الصيام وتقلل من احتمالات هبوط السكر.
السكري النوع الثاني (البالغين والغير معتمد على الانسولين )
مرضى يتبعون تنظيم غذائي لعلاج السكر
صيام المريض في هذه الفئة ممكن ولكن يجب إتباع الاتى :
- توزيع السعرات الحرارية على 3 وجبات خفيفة خلال فترة الإفطار لتفادى ارتفاع نسبة السكر فقد لوحظ أن المرضى في هذه الفئة يتعرضون لارتفاع كبير في السكر بعد وجبة الإفطار التي غالبا ماتكون دسمة .
- الاستمرار بأداء التمارين الرياضية ولكن بعد وجبة الإفطار بساعتين.
- كبار السن وخصوصا المصابين بارتفاع الضغط والدهون لابد من الحذر فعند الامتناع عن شرب السوائل لفترات طويلة يتعرض الجسم للجفاف فيزيد تركيز عناصر التخثر فتزداد نسبة حدوث الجلطات.
مرضى يتناولون حبوب لعلاج السكر
حبوب الجلوكوفاج :
إذا كان المريض يتناول الجلوكوفاج فقط كعلاج للسكر فيمكن أن يصوم دون الخوف من نوبات الهبوط فهذا الدواء نادرا ما يسبب نوبات هبوط السكر .
حبوب الافانديا ومثيلاتها :
إذا كان المريض يتناول دواء كالافانديا أو الغلوستن يمكنه أن يصوم فنوبات هبوط السكر نادرة الحدوث .
الادوية المحفزة لإفراز الأنسولين
إذا كان المريض يتناول هذه الفئة التي تضم حبوب : الداوانيل , الدايميكرون , منيداياب , أمريل
يجب الحذر فمع هذا النوع من الأدوية احتمالات نوبات هبوط السكر كبيرة فيجب مراجعة الطبيب لتغير الجرعة لتناسب الصيام ولتجنب المضاعفات.
حبوب النوفونورم
قد تكون الأنسب فمفعولها لزيادة إفراز الأنسولين يستمر لفترة قصيرة لذا تأخذ مع كل وجبة كما أن احتمالات الهبوط ضئيلة .
مرضى السكر من النوع الثاني يعالجون بالأنسولين
تنطبق عليهم محاذير النوع الأول فيفضل عدم الصيام ويجب مراجعة الطبيب لتغير جرعات الأنسولين لتناسب الصيام إذا أصر المريض على الصيام.
وقد حددت الدراسات العلمية تدرج خطورة الصيام للفئات المختلفة من مرضى السكر بناء على ملاحظات الاطباء ( جدول )
والان نريد ان نجيب على سؤالنا هل يستطيع مريض السكرى الصيام ؟؟ قد يكون طرحى الطبى السابق فيه قدر من الاسهاب والتفاصيل والاعتماد على الدراسات الطبية لتدعيم الحجة ولكن ديننا الاسلامى الحنيف عندما فرض علينا الصيام كركن من اركانه لم يغفل فئة المرضى ومن رحمة الله سبحانه وتعالى اجاز إفطار المريض لعلمه عز شانه بمشقة الصيام على المريض .