بالصف الأول الابتدائي طلبت منا المعلمة نجيب (محسب) وهوي عبارة عن مجموعة خرزات بصفوف لتعليم الحساب ، وصارت تلح كل يوم انه اللي ما جابوا المحسب لازم يجيبوه ، وأنا كل يوم ارجع عالبيت وانقل هالكلام لأمي ، اللي حق المحسب بالنسبة ألها بيعني رغيفين خبز زيادة أو حق نص علبة سردين أو أي شي غذائي مضاف على المائدة ، وازداد حرجي لما كل الطلاب بالصف جابوا المحسب ...صرت اخجل روح عالمدرسة وأمي ما كانت تفهم أنه لازم يكون معي محسب ، كانت تقلي : أنت شاطر ، ومو لازمك محسب ...بتعرف تحسب
يا اللهههههههه ...لك كيف بدي فهمهما أنه الشغلة مالها علاقة بالشطارة؟ كيف بدي أقدر اشرحلا اني عم أخجل قدام رفقاتي وقدام الانسة ؟ ما كان يطلع معي غير اني أصرخ : كل الطلاب معن محابسب . هاد اللي قدرت اشرحه وقتها
بيوم من الايام ، ...وكانت الحصة التالتة وقتها ، حصة حساب ، وكان دوامنا صباحي ، صرخت الانسة (رسمية) هيك كان اسمها ، بوجهي مؤنبة أنه ليش ما جبت االمحسب لهلق ؟ شو بدي قلها؟ صرت أبكي ..ضليت أبكي من الحصة التالتة لحتى انصرفنا ، رجعت عالبيت وانا عم ابكي وأصريت أني مارس الضغط على امي بالبكاء والصراخ والالحاح ، بس على مين؟؟ ما فيه فايدة ...لك كيف بدك تفهمي يا امي أني عم أخجل ، أني عم موت باليوم ألف موتة لإحساسي بأني أقل من رفقاتي ....ضليت أبكي من الحصة التالتة صباحا لحتى غفيت بالليل
بالمنام ...والله وبكل صدق ...شفت بالحلم محسب إلهي ، خرزاته بألوان بتجنن ، نور بنور ، كبير ومريح ، وكان فرحي غريب ...مزيج من الدهشة والاحساس بالروعة والجمال ...تاني يوم الصبح فقت مرتااااح ...ورحت عالمدرسة كأنه المحسب بشنتايتي .
مبارح بالليل فتت على غوغل وطالعت كل صور دمشق ...وراجعت على لابتوبي كل صوري الشخصية المخزنة عالهارد ، بكيت ...تذكرت المحسب ....تذكرت خجلي وقتها ، أنه ما عندي محسب ...ومبارح نفس الشي ، بكيت من حرجي مو بس من الشوق ...لا ، من الخجل أنه ما عندي وطن ...الكل ألن وطن إلا أنا ...الكل عندن شام إلا أنا ....ونمت ...شفت الشااااام ....متل المحسب العتيق اللي حكيتلكن عنه ...قطعة سماوية ...فقت مرتاح ...بس ضليت عم أبكي