سفيرالمشاعر المراقب العام
الدولة : عدد المساهمات : 2345 @ مكتبة الآمال @ تعاليق : مهما طال غيابك سأصبر وسأبقى بأنتظارك
وستبقين حيه فى ذاكرتي ولن أنساكِ
فأنا أحبكِ أنتِ وحدك ولا أرى فى الكون سواكِ
لقد رضيت بها تلك الظروف اللتى تبعدكِ عني وصبرت
فقد احببتك واِنتهى الأمر وسأحبك أكثر وأكثر
| موضوع: @@ الملل و الحياة @@ الثلاثاء يناير 04, 2011 1:43 pm | |
| يعتبر الكثيرون ان الموت هو اكثر شيء مخيف للانسان و لكن اريد ان اطرح امرا اخر يزيد الانسان خوفا لدرجة انه امر يحول الموت الى راحة و مطلب و يجعل البعض مقدمين عليه بالانتحار كطريق للخلاص,انه الملل,فقد يموت الانسان من الملل و لكن لا يمل عندما يموت. اذا قارنا الكوارث و المصاعب التي تحدث للانسان فان اكثرها يمضي و يزول و له حل معقول,الفقر مثلا داء دواءه المال,المرض دواءه الصحة و الشفاء,الفشل يزول بالتدريج مع المحاولة و تحقيق النجاح,كل طريق له نهاية و لكن الملل هو بداية طريق لا نهاية له و لا مخرج,و قليل ما تنجح محاولات تحدي الملل.عندما تخبر صديق لك او شخص يهمه امرك ان لديك ضائقة او مشكلة ما فانه سوف يعصف فكره و ينهال عليك بالحلول و النصائح و لكن عندما تخبر احدا انك تشعر بالملل الشديد فانه يحتار في امرك و يقف امام هذا الداء صامتا عاجزا.
- ما هو شعور الملل: عندما افكر في الملل هذا الشعور الغريب فانه بمضمونه هو عدم قدرة شؤون الحياة و مكتسباتها على تحقيق المطلوب و في الواقع لا يوجد امر مطلوب عند الشخص المصاب بالملل فيجد نفسه امام مسارين الاول ان لا يفعل شيئا و في هذه الحالة مفعول الوقت مجردا في الملل هو الزيادة و لكن بشكل بطيء و لو كان سريعا لقتل الناس انفسهم و نسمي هذه الحالة اذا كان الانسان ايجابيا الصبر و اذا كان سلبيا فهي حالة من الاعتراض و النكران و التذمر, أما المسار الثاني هو ان يفعل الانسان شيئا و هنا تكمن الحلول في مسارين معا الاول محاربة الاشياء المسببة للملل و الثاني فعل الاشياء المثيرة للتسلية.
أسباب الملل: هناك اسباب عديدة للملل من اهمها الروتين و التكرار فهو ان يالف الانسان ما يراه و يسمعه و يعيشه لدرجة ان لا يطيقه,التكرار يعلم الحمار و لكن حتى الحمار سوف ينتحر اذا زاد التكرار عن حده,ان الانسان بطبعه يكره التكرار و يتوق الى التجديد في كل امر,لذلك يجب تفادي التكرار و البحث عن التجديد الدائم في جميع مضامير الحياة من اكل و مسكن و ملبس و اماكن التنزه و كل الفعاليات اليومية.ففي مجال الطعام يجب ان لا ياكل الانسان نفس الاطباق بشكل يومي او اسبوعي و يجب ابتكار ماهو جديد في عالم الطبخ و هذا فن بحد ذاته و في مجال السكن يجب ان امكن طبعا ان يغير الانسان مسكنه كل سبع سنوات فمن الملاحظ في مجتعنا تمسك العائلة بالمنزل لاكثر من ثلاثين عاما و هذا بسبب اعتيادهم على الشارع و المنطقة التي يعيشون فيها و التي ايضا لم يتغير فيها شيئا طوال السنين و هذا سبب ازدحام المدن العربية لان لا احد يريد التغيير.
من الاسباب الاخرى للملل هو الانتظار,ان مفعول الوقت على الانسان مجردا هو عذاب كبير,لا يجب ان يقع الانسان في فخ الانتظار و لذلك يجب تحديد مدة معينة حسب قدرة كل انسان على الصبر فاذا تجاوزت المدة يجب الاستغناء عن الامر المنتظر و استبداله لان اي دقيقة زائدة في الانتظار سوف تنال من روح الانسان و حيويته,مثلا يجب تحديد فترة لا تزيد عن ربع ساعة في انتظار انسان على موعد في مكان ما,و تحديد مدة لا تزيد عن يومين للحصول على امر موعود من قبل انسان اخر,الانتظار الزائد يسبب الملل و الاحباط و يذهب بهجة الامر المنتظر و هذا ما يحدث ايضا عند الشباب الذين انتظروا الظروف المناسبة في مجال العمل او الزواج مثلا حتى مضت بهم السنين و خسروا احلامهم و اصيبوا بالاحباط و الملل. فالوقت في هذه الحالة هو اشارة للانسان بأن الامر الذي يريده غير مجدي و لن يرى النور,مثلا اذا كان الأمر طلب زواج فليتزوج الشاب اول فتاة يعرفها و ان لم يكن فليطلب من اهله ان يخطبوا له تقليديا و يعطيهم فترة لا تزيد عن شهرين فان لم يفعلوا فاليسافر الى بلد اخر امور الزواج فيه ايسر.
ليس كل الناس لديهم نفس القدرة على التجديد و اكثرهم قدرة هم المبدعون في كل المجالات و لهذا تجد هؤلاء لا ينتظرون و لهذا لا يملون فهم في هجرة مستمرة سواء هجرة مكان او عادة او عمل او زوجة,يهجرون امرا لامر افضل منه او اسوء لا يهم المهم التغيير,طبعا قد يتصفون بالانانية و لكن هذا كان ايضا خيار للتغيير فاختاروا الانانية عن الملل.
من اخر اسباب الملل التي ساذكرها هنا هي الناس المسببة للملل,انهم هولاء الذين يتصفون بالاسباب السابقة فهم يصبحون مصدر للعدوى و يجب تفادي قضاء اوقات معهم لان طاقة الملل لديهم سوف تنتقل اليك,هم من لا يملكون فكر التجديد و الحياة عندهم هي مجموعة من المعتقدات و العادات و الاحكام و الثوابت الموروثة و لهذا تصبح ارائهم و افعالهم نسخ مستنسخة و نستطيع بوقت قصير جدا ان نتوقع ماذا سيقولون او يفعلون كردة فعل في امر ما حتى لو كانت معطيات الامر جديدة فالرد سيكون بالقديم,و هذا مرده للكسل فلماذا بذل مجهود في الجديد المتغير عندما نستطيع ان نفرض القديم الثابت.
حلول الملل:
من احد حلول الملل هو الضحك و التسلية و اكتساب روح المرح,عندما لا يستطيع الانسان الضحك فقد قضت ظروف الحياة عنده روح المرح و اكتسب كما من التشائم و الجدية و اعطى الدنيا و مشاكلها اكثر مما ينبغي,حتى يخرج من هذا الشعور عليه بالبحث عن ما يثير عنده الضحك في انشطته الاجتماعية كأن يحاول ان يكون مع اصدقائه الذين يملكون هذه الروح من المرح مهما كانت ظروفهم,و ان ينتقي من ما يسمع من الموسيقى و افلام ما هو مضحك و مثير للتفائل و البهجة حيث نجد اكثر الناس غالبا يركنون في حالات الملل الى مشاهدة و سماع ما يعبر عن حالتهم بينما من المفروض ان يفعلوا العكس.
ايضا يجب اعادة النظر الى الحياة بمنظار جديد فليس كل خسارة او هزيمة على الصعيد العملي او الحياتي هي مدعاة للتاثير على الحالة النفسية للانسان,من احد الحلول الاخرى للملل هي الانغماس في لعبة,اللعبة بمفهومها الاوسع و هي اعتبار ان كل شيء يقوم به الانسان هو لعبة,على نطاق ضيق ان من له عادة لعب الورق هو من الناس الذين لا يعرفون الملل,مثلهم من يحب متابعة الالعاب الرياضية و كثير من الهوايات المرتبطة بمبدأ اللعبة.
اللعبة تحتوي على جميع عناصر مداواة الملل فهي اولا لها هدف و هذه من احد متطلبات الانسان ان يسعى لهدف ما بحياته,الانسان ايضا بحاجة الى امر ما يقضي به وقت فراغه فحتى الاهداف سريعة التحقيق تجلب الملل و تجعل الانسان يبحث بشكل مستمر على هدف جديد يملأ به اوقات فراغه و حاجته لتحقيق امرا ما بالحياة و الشعور بالانجاز,اللعبة ايضا فيها عنصر المنافس او العدو فالانسان بحاجة ايضا ان يشعر بالانتصار على انسان اخر او مجموعة من الناس و يصبح هو المنتصر الاول.
وبناءا على هذه التعريف للعبة يمكننا اسقاطها على جميع جوانب الحياة,على الصعيد المهني مثلا نجد التاجر لعبته التجارة و هدفها تحقيق الربح و اعداءه هم المنافسون و الخداع و المراوغة الشريفة هي مهارته باللعب في هزيمة اعداءه و كسب الحصة الاكبر من السوق الذي هو ارضية اللعبة,يخطأ خبراء علوم السوق و الدراسات التسويقية و الاكاديمية في مجالات العمل بان هناك قواعد علمية في دراسات الجدوى الاقتصادية و غيرها,ولكن في الواقع نجد ان كل من نجح في صنع ثروة لم يلجأ الى اي من قواعد التسويق الاكاديمية و بالمقابل لا يستطيع علماء التسويق ان يعدوك بنجاح مشروع و يبقى النجاح مرتبط بشكل اساسي و مباشر بشخص واحد هو صاحب راس المال و الفكرة و القائم على تنفيذها و كثيرا لا يكون هذا من اصحاب الشهادات الاكاديمية و لا يستعين الا بحدثه و رؤيته للواقع و فهمه و قدرته على مواجهة قواعد اللعبة
و اما اذا اسقطنا مبدأ اللعبة على الحياة فنجد ان الحياة هي اكبر لعبة و اكثرها تعقيدا بكل مراحلها ففي المجال الاجتماعي هناك لعبة العائلة و فيها يجب على اللاعب ان يقوم بارضاء كل الاطراف من اب و ام و زوجة و اولاد و ابقاء التوازن حتى يتمكن من الهروب من الهزائم النفسية عندما يقوم بالضغط على احد الاطراف على حساب الاخر,و في المجال الاخلاقي و الديني عليه ان يقوم بالتوازن بين ممارساته الحياتية و بنفس الوقت ابقاء مجموعة مبادئه الاخلاقية و الدينية على حاله من الثبات مع بعض المرونة المسموح بها و المقبولة في مواجهة مصاعب الحياة.
من احد عناصر اللعبة ايضا هي القصة,فلكل لعبة لا بد من قصة او حبكة تسير على ارضيتها الاحداث و تتفاعل و كلما ازدادت حبكة القصة تعقيدا و صعوبة كانت اللعبة مثيرة اكثر و خصوصا عندما يستطيع اللاعب ان يسيطر على مجرى القصة و يكتبها بنفسه مقارنة بالاخرين الذين يسيرون مع ما كتبت لهم الحياة,الشعوب العربية بطبيعتها تميل الى الدراما في كل جوانب الحياة و نستطيع ان نلتمس هذا الامر في من حولنا فاذا طلبت من احدهم ان يكتب قصة حياته فتكاد تكون خالية الى من الدراما و الملل.
| |
|
أبو غازي المراقب العام
الدولة : عدد المساهمات : 3966 ليرة - رياضة رايق
| موضوع: رد: @@ الملل و الحياة @@ الثلاثاء يناير 04, 2011 6:24 pm | |
| مبدع أبو عدي
مو بايدك
شو الشغلي باليد
:ئئ:
| |
|