تا ريخ مدينة حــــــمـــــــــا ه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:28:

حبيت اليوم أعرض عليكم موضوع تاريخي وهو عن مدينتي (مدينة حماه) الواقعة في سوريا


الموضوع طويل بس فيه من المعلومات يلي أنا نفسي ما كنت أعرفها عن مدينتي

:58: :1:




تقع مدينة حماة في سوريا المجوفة وهي على ارتفاع 308 م فوق سطح البحر في وهدة عميقة في مجرى العاصي وهي قريبة إلى حمص غير بعيدة عن دمشق وعن حلب أيضاً وعند حماة مركز بداية المنخفض الشامي الافريقي مما كان له تأثير فعال على حماة منذ مطلع العصور التاريخية ثم إن حماة واقعة على الشريط الذي يفصل البادية الشامية عن المناطق الزراعية المتجهة غرباً فيها فيها تلاقت دوماً البداوة مع الحياة المستقرة وتتصل من الجانب الغربي بسلسلة جبال بهراء التي تفصلها عن سواحل البحر المتوسط .وقيل عن اصل التسمية لهذا المدينة عدة أقوال منها ما ارتبط بالوهدة والسخونة وهذا مستبعد لأنه لايوجد في المدينة نبع حار وارتبطت حياتها بمرور نهر العاصي بها والارجح أن التسمية تعني القلعة أو الحصن فحياة حماة تعلقت دوماً بتلة قلعتها .وتعد حماة ومنطقتها من أقدم مواقع سكن الانسان في بلاد الشام وقد عثر فيها وفي اللطامنة والعشارنة على ما يبرهن ذلك من آثار ولحماة دورها المزدهر في التاريخ القديم لاسيما في عصر الدولة الآرامية وأثناء الصراعات ما بين هذه الدول والحثيين والأشوريين والمصريين كما كان لها دورها في عصر السيطرة والاخمينية الفارسية التي انتهت بدخول الاسكندر المقدوني إلى بلاد الشام وقيام العصور الكلاسكية التي امتدت على ثلاث مراحل هي الاغريقية التي مثلتها انطاكيا والرومانية وأخيراً البيزنطية وفي العصر البيزنطي المتأخر مر بحماة الشاعر امرؤ القيس وذكرها بقوله :

تقطع أسباب اللبانة والهوى عشية جاوزنا حماة وشيزرا

وفتحت حماة بعد فتح حمص على أيدي أبي عبيدة عامر بن الجراح يعاونه خالد بن الوليد ويرجح أن ذلك كان عام 15 ه / 636 م ثم انسحب العرب منها لخوض معركة اليرموك وإثر معركة اليرموك استعيد تحرير أرض الشام كلها .وتأثرت حماة بوقائع التاريخ الاسلامي في العصر الراشدي ولاسيما بما نجم عن معركة صفين التي أحدثت خللاً عظيماً في التوازن القبلي في بلاد الشام حيث جلبت إلى الشام الشمالي وريف الجزيرة قبائل كلاب العدنانية وتصادمت هذه القبائل مع قبائل كلب اليمانية في أكثر من معركة خلال العصر الأموي وكانت معركة مرج راهط سنة 64 ه/ 673 م حيث قسمت الشام بشكل اعتباري إلى دارين : شمالية لكلاب وجنوبية لكلب وفصل وادي الرستن بين هاتين الدارين وصارت قبائل كلاب سيدة الشام الشمالي وانشغلت طويلاً بالجهاد ضد الامبرطورية البيزنطية وقاومت هذه القبائل السيطرة الخراسانية على أرض الشام بعد زوال الدولة الأموية وظلت قوية خلال القرون الأولى للحكم العباسي وما ان ضعفت السيطرة المركزية حيث ظهرت النزعات الاستقلالية عند الكلابيين فتعاونو في الحكم الطولوني وكان لهم دورهم في حركات القرامطة ثم في قيام الدولة الحمدانية وزوالها بعد ذلك حيث ورثتها الدولة المرداسية الكلابية .وهكذا نلاحظ أن حماة ارتبطت في العصور الاسلامية بمدينة حلب كما ويلاحظ أن تاريخ الشام الشمالي دار على محورين متنافسين هما محور حلب في الشمال ومحور دمشق في الجنوب ومنذ القرن الرابع هجري العاشر ميلادي احتدم الصراع بين هذين المحورين وتعرضت حمص للإهمال ثم للدمار على أيدي قوات الامبراطورية البيزنطية وظهرت على مسرح الأحداث في الشام في أواخر القرن الحادي عشر ميلادي قوى جديدة كان من أهمها اجتياح القبائل الغزية لأرض الشام وقيام حكم الدويلات السلجوقية ثم قدوم الحملة الصليبية الأولى وتأسيس الدول الصليبية وتمركز أفراد الدعوة الاسماعيلية الجديدة في عدة من القلاع في جبل بهراء وارتفاع مكانة كفر طاب وشيزر وكل هذا دفع بحماة لأن تكون واجهة الأحداث الشامية ولتصبح مقر دولة فاصلة واصلة بين دمشق وحلب ومسهمة بأدوار هامة في أحوال البادية والمنطقة الغربية والساحلية .وتبلور هذا الوضع مع الأيام وظهر في مطلع العصر الأيوبي بتأسيس دولة أيوبية فيها استفادت كثيراً من نظام الاقطاع العسكري لتلك الأونة وكان أول من ولي حماة لصلاح الدين الايوبي خاله شهاب الدين الحارمي , محمود بن تكش وفي أيام صلاح الدين كان تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب والد صلاح الدين أبرز شخصيات البيت الأيوبي وأكثرهم طموحاً ولمكانته ولاه صلاح الدين على مصر فظهرت لديه النزعة الاستقلالية والتوسعية حيث استولت قواته على طرابلس الغرب وزحفت باتجاه تونس ولخشية صلاح الدين من ابن أخيه وللإفادة من امكاناته سحبه إلى الشام حيث شارك صلاح الدين في معارك السيطرة على مناطق الشام كلها وعلى بعض الجزيرة وبفضل نجاحاته تأسس الجكم الأيوبي في أرض الشام وهكذا اقطعه صلاح الدين مدينة حماة ومنحه لقب المظفر وكان ذلك سنة 582 هـ / 1186 موبذلك غدت حماة مملكة لها أملاكها الواسعة وامكاناتها وأعاد تقي الدين عمر تنظيم مملكته ادارياً وسياسياً واستعد للمشاركة في معركة حطين الفاصلة ففي هذه المعركة قاد تقي الدين عمر قوات ميمنة جيش صلاح الدين واسهم بالدور الفيصل في كسب هذه المعركة فهو الذي مكن مكن ريموند الثالث صاحب طرابلس وأكبر قادة الفرنجة من الفرار وبذلك اطبقت الميمنة الاسلامية على المتبقي من فرسان الفرنجة مع الملك غي ملك القدس فما كان من غي الا الاستسلام وبذلك حسمت مسألة الوجود الفرنجي في أرض الشام وقد أسهم تقي الدين عمر في معارك التحرير بعد حطين كما صمد مع صلاح الدين في وجه الحملة الصليبية الثالثة ويبدو أن علاقاته لم تكن جيدة مع عمه الطموح الملك العادل الذي أقام علاقات وشيجة مع الملك الانكليزي رتشارد قلب الأسد وترشح للزواج من جوانا أخت هذا الملك ولهذا ولأسباب أخرى كثيرة ادر تقي الدين عمر معسكر صلاح الدين إلى الجزيرة الفراتية بحجة حشد بعض القوات لصالح صلاح الدين غير أنه اهتم بمصالحه ودخل في حروب ضد القوى المحلية في الجزيرة وفي اثناء ذلك توفي بشكل مفاجئ وحين علم صلاح الدين بوفاة تقي الدين عمر بكاه بحرقة ومالبث ان استكان للضغوط عليه من قبل أخيه العادل فكان أن وقع صلح الرملة مع ريتشارد قلب الأسد وهو الصلح الذي امد عمر الوجود الفرنجي في الشام مائة سنة وبعد هذا الصلح بأمد وجيز توفي صلاح الدين وبذلك طويت صفحة الجهاد المشرفة في تاريخ الايوبين لتبدأ بعدها صفحة سوداء من الصراعات الايوبية الأيوبية . وعندما مات تقي الدين عمر في أعالي الجزيرة كان معه ابنه محمد وقد اخفى هذا الأمير خبر وفاة أبيه وأظهر حزماً وعزماً وثباتاً وجلداً وعاد مسرعاً إلى حماة حيث دفن والده وتسلم السلطة في حماة دون استئذان صلاح الدين بل فرض نفسه واقعياً بلقب الملك المنصور .وغضب صلاح الدين لهذا المسلك ولكنه مالبث ان تراجع واستقبل الملك الجديد ومنحه الشرعية وقد اسهم الملك المنصور محمد في معارك صلاح الدين الاخيرة وقاد جيوش الميمنة حيث بات من المقرر ان يقود ملك حماة قوات ميمنة الجيوش الشامية في معارك الجهاد ضد الفرنجة ثم ضد المغول بعد ذلك . وعاشت مملكة حماة أزمة الصراعات بعد وفاة صلاح الدين بين أولاد صلاح الدين ثم بينهم وبين عمهم الملك العادل ثم بين أبناء الملك العادل وكان على رأس ما شغل ملوك حماة ماتعلق بالحكم الأيوبي في حلب والحكم الأسدي في حمص ونجح ملوك حماة بشكل نسبي في المحافظة على استقرار مملكتهم وازدهارها وصارت حماة واجهة النشاط الثقافي وقدم اليها العلماء من جميع الديار خاصة من بغداد والعراق والجزيرة ومن مصر والأندلس ومازال ميدان النهضة الثقافية في حماة في العصر الأيوبي مما يستحق الدراسة المعمقة .وحكم الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر من سنة 588 إلى سنة 617 هـ ( 1191-1220 م) وكان عالي الثقافة صنف في التاريخ كتاباً عملاقاً جاء في عشرين مجلدة اسمه / مضمار الحقائق وسر الخلائق / وقد وصلتنا قطعة صغيرة منه نشرت في القاهرة وكتاب آخر في عشر مجلدات عنوانه / طبقات الشعراء / وقبل وفاته استحلف أهل حماة على أن يخلفه ابنه المظفر الثاني محمود الذي كان عند وفاته غائباً في مصر لذلك اغتصب ابنه الثاني قلج ارسلان الملك وظل في السلطة تسع سنوات الا شهرين حيث تخلى مرغماً إلى الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي فسلمها الكامل إلى الملك المظفر الثاني تقي الدين محمود فحكمه من سنة 627-642 هـ (1229-1244 م) وكان عهد هذا الملك عاصفاً على أرض الشام شهد أحداث الحملتين الصليبيتين الخامسة والسادسة وكان الصراع مع حمص مريراً وكذلك مع حلب في بعض الاحيان وفي هذا العهد أخذت تظهر على مسرح الاحداث قوى جديدة أبرزها المغول والخوارزمية كما أن سلاجقة الروم كانت لهم سياسات توسعية اتجاه الجزيرة وحلب . وأصيب الملك المظفر الثاني بالفالج وشارف على الموت وقام أثناء مرضه مملوكه واستاذ داره سيف الدين طغريل بإدارة الأمور وتحسنت أحوال هذا الملك قليلاً إلى ان توفي عام 1244م عن عمر ناهز الثلاث وسبعين سنة . وكان هذا الملك مثل سلفه محباً للعلم راعياً للعلماء وقد أهتم كثيراً