@@ أب أعمى وابن معوق في ادلب يعيشان حياة القرن الحجري @@

يتناقل أهالي بلدة قورقانيا30 كم عن إدلب المدينة الحياة المأساوية التي يعيشها أحمد ظاظا 83 عاماً بعدما فقد بصره والى جانبه ابنه المعوق .. محمد ظاظا 50 عاماً منذ عشرات السنين حياة البؤس والشقاء والمعاناة في سكن أشبه ما يكون بالمغارات والكهوف في حي وسط قورقانيا يعد الأيام البطيئة للرحيل واللحاق بزوجته وقد نسيهم المعنيون والمعارف والأقارب .



إلى أن ورد إلى إدلب أكثر من اتصال يطالب بضرورة نقل واقعهم المرير وحال بيتهم الذي يشبه حاوية القمامة ...دخلت عالم ظاظا، ووقفت على جانب من تفاصيله المأساوية, توجهنا وبرفقتنا السيد أحمد سكر رئيس مجلس بلدة قورقانيا إلى حيث تقطن عائلة ظاظا... ها هو الرجل الضرير الذي لا يقوى على الحركة وابنه وجههما مسودان من آثار الأوساخ وملابسهما رثة ووسخة من آثار الزيوت والأوساخ وأيديهما متسخة وأظافرهما طويلة وتحت طياتها كم من الجراثيم وهناك روائح كريهة تنبعث منها أنواع الغازات والسموم من آثار التفسخ والتعفن لبعض ما تقوم بنقله القطط هناك من القمامة, فالمنزل إذا صحت تسميته بذلك و إذا دخلت إليه سوف تفر منه ولن تجلس فيه دقيقة واحدة. ‏



من الداخل لا يوحي إطلاقاً بوجود أشخاص يعيشون فيه إذ أنه يعود إلى أكثر من مئة عام .. فالمدخل مملوء بالقمامة والمياه الآسنة والروائح الكريهة ولن تجد أيضاً ما يدل على وجود أحياء بالداخل، سقوف تكونت من صفائح الحديد و الأبواب كذلك، وهذه (الخرابة) التي تبدو هكذا لا يكسوها شيء، حيث تتناثر على الأرض ملابس قديمة, المكان مظلم تماماً ولا يستخدمون في الداخل أي مصدر للإضاءة حتى إننا فتشنا بحثاً عن ضوء فلم نجد، وكأن ظاظا وابنه اعتادا على التأقلم مع هذه الظروف البيئية الملوثة من كثرة الأوساخ والغازات والسموم. ‏ ‏



احمد سكر رئيس البلدية قال: أن هذا الرجل وابنه لا يوجد من يهتم بهم وخاصة بعد وفاة زوجته، ويضيف: إن أحمد ظاظا أو (رجب) كما يعرفه أهل البلدة ومعه ابنه يعانيان أمراضاً نفسية صعبة، فنحن نشاهد الأب لا يستطيع قضاء حاجته الخاصة الأمر الذي حول سكنهم إلى بؤرة لا يمكن البقاء فيها لدقائق بالإضافة إلى الابن الذي يناهز عمره 50 عاماً معتوه لا يتكلم يبول في ثيابه وغير ذلك فالواقع الذي يعيشه ظاظا وابنه لا يمكن إخفاء عوزهما وقلة حيلتهما خصوصاً الابن الذي لديه مشكلات صحية ونفسية، فهما يعتمدان في شكل مطلق على بعض الصدقات المتقطعة. ويستطرد رئيس البلدية: قمنا بمساعدتهما بتقديم مواد عينية أكثر من مرة وهناك محاولات بالتنسيق مع لجنة أوقاف البلدة من أجل إيجاد حل يرفع المعاناة عنهما، مؤكداً أنهما لا يريدان سوى تأمين حياة كريمة تغنيهما عن الناس وتسد جوعهما وتكسوهما. ‏