بعد
بداية هادئة للموسم أعقبها بسلسلة من النتائج الجيدة رفعته إلى مراكز
القمة بترتيب مسابقة الدوري الإيطالي لكرة القدم ، أصبح نادي يوفنتوس
العملاق غارقا الآن في مشاكله التي تهدده بالتأثير على بقية مشواره
بالموسم.
ورغم أن إيه سي ميلان ، متصدر ترتيب الدوري الإيطالي ، لهذا الموسم لم يحرز
سوى نقطة واحدة من مباراتيه الأخيرتين بالمسابقة ، لم يتمكن يوفنتوس من
استغلال هذا الأمر ، بل وبالعكس تعرض لهزيمتين ثقيلتين كتبتا النهاية
لسلسلة المباريات التي لم يخسر فيها والتي امتدت إلى 13 مباراة على
التوالي.
وبهزيمته 1/4 على ملعبه أمام كييفو عقب العطلة الشتوية التي امتدت لأسبوعين
مباشرة ثم هزيمته صفر/ 3 أمام نابولي يوم الأحد الماضي ، اتسع الفارق الذي
يفصل يوفنتوس عن صدارة الدوري الإيطالي إلى 11 نقطة بعد خوض نصف مراحل
المسابقة بهذا الموسم (19 مباراة لكل فريق).
ولكي تتحول بداية عام 2011 إلى كابوس حقيقي بالنسبة لجماهير يوفنتوس ، فقد
أصيب فابيو كوالياريللا هداف الفريق برصيد تسعة أهداف بتمزق في الأربطة
خلال مباراة كييفو وسيبتعد عن الملاعب لنهاية الموسم.
بينما تلقى لاعب خط الوسط البرازيلي فيليبي ميلو عقوبة الإيقاف لمدة ثلاث مباريات بعد تعديه على أحد لاعبي كييفو.
وحاول مدير يوفنتوس جوزيبي ماروتا ، الذي تولى منصبه بالفريق في تموز/يوليو
الماضي قادما من سامبدوريا مع مدرب الفريق لويجي ديل نيري ، المزج بين
الانضباط والثقة حيث قال: "من الأفضل التزام الصمت والعمل والتطلع إلى ما
هو قادم بتفاؤل لأن أي شيء يمكن أن يحدث في المستقبل".
وتذكر ماروتا كيف كان فريق روما متخلفا بفارق 13 نقطة عن المتصدر إنتر
ميلان في مثل هذا الوقت تماما في الموسم الماضي ، قبل أن ينجح في تعويض هذا
الفارق ومنافسة إنتر على اللقب حتى المباراة الأخيرة من الموسم.
ودأب ديل نيري ، الذي لم تسمح له مشاكله في العمل بالحزن على وفاة شقيقه ، على ترديد أن فريق يوفنتوس الحالي هو عمل لم يكتمل بعد.
وقال ديل نيري: "إنه موسم عليك أن تفكر في التغيرات التي طرأت عليه ، فهناك
أعمار اللاعبين (الصغيرة) إلى جانب (المهاجم الجديد المخضرم لوكا) توني
والمشاكل المالية للنادي (مع احتمال نقص أرباح النادي هذا العام بسبب
الخروج المبكر من الدوري الأوروبي)".
وأضاف: "إننا نتقدم من أسبوع آخر. نمر الآن بلحظة عصيبة حيث خسرنا جهود
عدد من اللاعبين المهمين ولكننا نتطلع لعودة (المهاجم فينتشينزو) ياكوينتا
الأسبوع المقبل".
وأوضح ديل نيري أن يوفنتوس يحاول تشكيل "مجموعة من اللاعبين تكون قادرة على
التطور مع مضي الوقت. وأعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح".
ولكن بالنسبة لجماهير يوفنتوس المعتادة على النجاح المستمر ، حيث يتصدر
النادي قائمة أكثر الفرق تتويجا بلقب الدوري الإيطالي برصيد 27 لقبا ، فإن
تقبل مثل هذه الأوقات الصعبة ليس سهلا على الإطلاق.
وبدأت جماهير يوفنتوس تمل انتظار عودة ناديهم العملاق إلى القمة منذ إنزاله
دوري الدرجة الثانية الإيطالي وتجريده من لقبيه الأخيرين بالدوري في عام
2006 لتورطه في فضيحة فساد كبيرة.
ولم تكن بعض جماهير يوفنتوس راضية عن طريقة تعامل النادي مع أزمته الحالية
حيث ينظرون بغيرة إلى نادي نابولي ، الذي تأهل مع يوفنتوس لدوري الدرجة
الأولى عام 2007 ولكنه الآن يحتل المركز الثاني بترتيب الدوري الإيطالي
بفارق أربع نقاط فقط خلف ميلان.
وأبدى المدافع الدولي جورجيو كييليني ثقته عقب تعثر الفريق في نابولي حيث
قال إنه "متأكد من أن يوفنتوس لن ينهي هذا الموسم مثل الموسم الماضي. لا
يوجد أوجه تشابه".
ومع معاناته من تعدد حالات الإصابة بين صفوفه ومن هبوط مستوى الفريق ، عين
يوفنتوس في كانون ثان/يناير 2010 ألبرتو زاكيروني (مدرب اليابان حاليا)
كمدرب جديد له خلفا لتشيرو فيرارا في واحد من أسوأ مواسم يوفنتوس طوال
تاريخه.
وربما يكون كييليني محقا في أن موسم يوفنتوس الحالي لن يكون مثل الموسم
الماضي الذي تعرض خلاله ل15 هزيمة ليحتل المركز السابع بترتيب الدوري
الإيطالي ، ولكن يظل إحراز اللقب حلما يبدو بعيد المنال بالنسبة لجماهير
النادي.