دراما المونديال الآسيوي تصاعدت ، ووصلت ذروتها في
المجموعة الثانية ، حينما فرط منتخب نسور سوريا ومدربهم تيتا فاليريو في
نقطة التعادل التي كانت بين أياديهم سواء مع بداية المباراة وحتي دخول
الهدف الياباني الاول في الدقيقة ال35 من المباراة ، وكذلك حينما خطفوا هدف
التعادل كهدية من حارس ومدافعي اليابان في الدقيقة ال76 من الشوط الثاني
بعد خطأ مشترك انتهي بركلة جزاء صحيحة وان كانت مثيرة للجدل ، وبعدها تم
طرد حارس المرمي الياباني وسجل فراس الخطيب هدف التعادل لبلاده واسترد
النقطة ، غير أن تيتا طمع في النقاط الثلاث وغامر باشراك مهاجم ثالث ،
مستهينا بالروح الانتحارية لليابانيين التي جعلتهم يستردون خطورتهم
ويهاجمون بشراسة رغم النقص العددي ليحصلوا علي ركلة جزاء خاطئة تماما من
الحكم الايراني محسن تركي سجلوا من خلالها هدف الفوانا قليل ادب وما تربيت المباراة .
وقد خيمت أجواء الاثارة والاخطاء التحكيمية علي البطولة من جديد خلال هذه
المباراة ، التي قادها الحكم الدولي الايراني محسن تركي الذي ظل متوازنا
وعادلا معظم وقت المباراة ، وفجأة أصابه ارتباك وتوتر حاد عقب احتسابه ركلة
جزاء صحيحة للمنتخب السوري في الدقيقة 75 ، تحدي خلالها راية مرفوعة من
مساعده وأشار له بخفض رايته لتأكده من اللعبة التي كانت عبارة عن كرة
أعادها مدافع ياباني إلي حارس مرماه كاواشيما وكان المهاجم السوري سنحاريب
ملكي في موقف تسلل ، ولكن لان الكرة جاءت من الخصم ، فلم يحتسبها الحكم
تسللا وأصر علي احتسابها ركلة جزاء وطرد الحارس الياباني ، وللاسف فقد ظهر
علي الحكم بعد ذلك أعراض التوتر، والشعور بالذنب وتأنيب الضمير تجاه
المنتخب الياباني ، ولما كانت اول لحظة مناسبة ، تسرع بإحتساب ركلة جزاء
وهمية ضد المدافع السوري علي دياب، ليسجل منها الياباني كيسوكي هوندا هدف
التقدم وفي لعبة أخري تافهة طرد المدافع السوري نديم صباغ .. وكأنه بهذا
أراح ضميره ليثير حنق الجماهير ولاعبي ومدرب المنتخب السوري الذين كادوا
يعتدون عليه في الملعب لانه تسبب في تحويل دفة المباراة ، وبالمناسبة فهذا
الحكم الذي أظهر تهوره وإسرافه في البطاقات ، يستحق لقب جزار البطولة ،
لانه أخرج تسعة بطاقات في المباراة منها سبعة صفراء واثنتين حمراء ، واربع
من هذه البطاقات بعد واقعة طرد الحارس الياباني في الدقيقة 75..ونتصور أن
دورهذا الحكم انتهي في البطولة بعد هذه المجزرة والتهور الذي سلط الضوء من
جديد علي البقع السوداء المتناثرة علي الثياب شبه البيضاء للتحكيم
الآسيوي !
ويبقي أن المنتخب السوري غاب عن المباراة تقريبا في الشوط الاول لان مدربه
الروماني تيتا فاليريو أخطأ حينما تخلي عن تحفظاته واستراتيجيته الدفاعية
التي ينطلق منها في هجمات منظمة أو مرتدة ، يشكل من خلالها خطورة علي
منافسيه مثلما تغلب بهذه الاستراتيجية علي المنتخب السعودي .. وقد حاول
فاليريو ان يلعب مباراة مفتوحة امام الساموراي الازرق الياباني، وكان هذا
نوعا من الافراط في الثقة او السذاجة ، لان الفريق الياباني أكثر سرعة
ولياقة ولاعبوه أمهر في فنون الكرة وأكثر إجادة في الاداء الجماعي، ولهذا
سجل اليابانيون هدفا وضاع منهم أكثر من هدف ، وفي الشوط الثاني لجأ فاليريو
إلي مزيد من المغامرة بإخراج لاعب وسط والدفع برأس الحربة الثاني فراس
الخطيب ، ولكن براعة الخطيب أعطت الهجوم السوري قوة وفعالية ، خاصة مع دخول
سنحاريب ملكي كمهاجم ثاني بدلا من محمد زينو وضاعف فاليريو من المخاطرة
بإدخال عبد الفتاح الأغا كمهاجم ثالث ،بعد طرد الحارس الياباني وأصبحت
المباراة مفتوحة واحتمالاتها في يد القدر ورغم دراما ضربة الجزاء الاولي
وتحقيق التعادل ، فلم يحافظ علي النقطة وفرط فيها ليصبح مضطرا إلي خوض
مباراة كؤوس حاسمة امام شقيقه الاردني في الجولة الثالثة نتمني أن تخرج بلا
حساسيات ومعبرة عن الاخلاق والروح العربية وان يفوز فيها الفريق المستحق ،
وان كان كلا الفريقين السوري والاردني معا يستحقان التأهل ، وبحسبة رياضية
بسيطة نكتشف ان الحل الوحيد الممكن لتأهل الفريقين العربيين معا إلي دور
الثمانية يكون بفوز سوريا علي الاردن 1/ صفر بشرط فوز السعودية علي
اليابان بفارق هدفين علي الاقل ، فهل يضرب الاخضر السعودي عصفورين بحجر
فيهزم الساموراي بفارق الهدفين ويحفظ ماء الوجه وبعض كبرياءه الكروي ،
ويقدم هدية التأهل المشترك لنسور سوريا ونشامي الاردن؟
عزالدين الكلاوي