تجربة هي الأولى من نوعها.. مشروع لزراعة 47 ألف غرسة غضا في بادية حماة حماة-سانا
ينفذ فرع تنمية البادية في حماة حاليا تجربة هي الأولى من نوعها تتمثل بزراعة نحو 47 ألف غرسة من أشجار الغضا بهدف إعادة إحياء هذه الشجرة في البادية وتحسين الغطاء النباتي واستمرار التنوع الحيوي وتثبيت التربة والحفاظ على رطوبتها وتلطيف المناخ والبيئة وإنعاش الحياة البرية.
وعن هذا المشروع قال المهندس هارون أحمد الخطاب مدير فرع حماة للهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية ان شجرة الغضا تعد واحدة من أهم مكونات البيئة الطبيعية في البادية السورية وهي شجرة صحراوية يتراوح ارتفاعها بين متر و ثلاثة أمتار ولها قاعدة خشبية سميكة وجذور عميقة وساق قائمة وأفرع نحيفة صغيرة الحجم والفروع الطرفية تتدلى أحيانا وأوراق شجرة الغضا غالبا غير موجودة وتظهر الساق عارية اسطوانية والأزهار عديمة الرائحة تظهر في آخر الصيف وشجرتها تشبه في شكلها الخارجي نبات الرمث إلى حد كبير0
وأضاف أن أشجار الغضا تنتشر بشكل واسع في مناطق الكثبان الرملية إلا أن نمو الشجرة بطيء وهي تتطلب فترة طويلة لكي تصبح قوية وصالحة للاستخدام مشيرا إلى أن فرع تنمية البادية يحرص من خلال هذا المشروع على إعادة إحياء هذا النبات الهام والمفيد من كل النواحي البيئية والاقتصادية في عدد من مناطق بادية حماة0
وبين المهندس خطاب أن المشروع يأتي استكمالا لعدة مشاريع تم تنفيذها سابقا في البادية بما يسهم في تنميتها وإعادة إحيائها أبرزها مشروع إقامة واحات النخيل وزراعة الصبار والنباتات الطبية والعطرية حيث تم إنشاء واحة للنخيل في موقع وادي الغذيب ببادية المحافظة بمساحة 100 دونم لما تؤديه أشجار النخيل من دور رئيسي في تثبيت التربة والحفاظ على رطوبتها وتثبيت الكثبان الرملية وتأمين نوع من الثمار ذات قيمة غذائية عالية إلى جانب مشروع زراعة نحو 10 دونمات بالنباتات الطبية والعطرية لأهميتها في عملية الإنتاج الزراعي والصناعي وكونها المصدر الوحيد الذي ينتج المواد الفعالة التي تدخل في تحضير الأدوية والعقاقير المختلفة لمعالجة شتى الأمراض .
وأشار إلى أنه من المقرر زراعة غراس أشجار الغضا على شكل سياج لواحة النخيل والنباتات الطبية والعطرية في موقع محاذ لطريق عام الرقة سلمية والرقة حمص بما يجعله مكان استراحة حيويا للمسافرين يوفر الظل والمناخ اللطيف والمناظر الطبيعية الخلابة والمساحات الخضراء وسط البادية0
ولفت مدير فرع الهيئة إلى أنه سيتم البدء بهذا المشروع عبر جمع بذار الشجرة من مختلف المواقع التي تنتشر فيها في البادية وغربلتها واستنباتها عن طريق مهندسين زراعيين وفنيين لدى فرع الهيئة وذلك في مشتلي وادي العذيب وابو النيتل حيث من المتوقع زراعة مساحة تزيد على 147 هكتارا في بادية حماة بهذه الغراس مبينا أن عدد أشجار الغضا في بادية حماة حاليا لا يتجاوز العشرات وبالتالي فإن المشروع يكتسب أهمية خاصة ويمثل حاجة ملحة لاعادة هذه الشجرة وجعلها حاضرة في قلب البادية إلى جانب باقي النباتات الأخرى.
من جهته أكد صبحي الشحرة من سكان بادية حماة أن حطب الغضا من أجود أنواع الحطب نظرا لما يتمتع به من ديمومة اشتعاله وقوة حرارته لفترات طويلة وبقاء جمره لساعات عدة الأمر الذي دفع سكان البادية لاستخدامه في أعمال التدفئة والطهي على نطاق واسع فضلا عن تغنيهم به حيث يمثل رمزا ممتعا يحلو لهم السهر حوله وقضاء أجمل الأوقات0
يشار إلى أن الهيئة العامة لتنمية وتطوير البادية أحدثت في العام 2006 بهدف تطوير البادية السورية وتنمية مجتمعها المحلي ومواردها الطبيعية والبشرية والبنى التحتية وإدارة وتنشيط الفعاليات المختلفة فيها بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.