مدينة
حماة ، مدينة أبي الفداء ، مدينة النواعير : أسماء متعددة لمدينة واحدة ،
جميلة ، هادئة و وادعة ، شريان قلبها هو نهر العاصي و رئتاها هما شطاه و
بساتينهما اللذان يكسبانها خضرة و جمالاً .
يعود تاريخ محافظة حماة
إلى عصور موغلة في القدم، وتؤكد البعثات الأثرية أن حوض العاصي كان مرتعا
للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم بدليل العثور على أدوات وآثار تعود
إلى عصر ما قبل التاريخ في أرجاء المحافظة.
وتمثل النواعير علامة
مميزة لمدينة حماة التي اشتهرت بها ولعل الجانب المهم الذي تكشف عنه هذه
النـــــواعير لا يتحدد في تميز هذه المدينة بنواعيرها بل بما يدل عليه
وجودها اذ كشفت الحفريات التي اجريت في القلعة القديمة عن ان حمـــــاة
عرفت اساليب الري القديمة منذ سنة 2500 ق. م .وهذا يسمح بالتخمين بأنه كانت
هناك وسيلة للري ربما كانت على شكل النـــاعورة او على شكل مختلف الا ان
شكلها هو شكل النــــــاعورة الحالي كما عثر في منطقة افاميـــا الاثرية
على لوحـــة فسيفساء رسم عليها شكل الناعورة الحالي ويعود تاريخ هذه اللوحة
كما هو مؤرخ عليها الى 500 م.
وظيفة
الناعورة هي حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوى النهر لتيسير الاستفادة
منه نظراً لانخفاض مجرى نهر العاصي في أراضي حماة عن مستوى الحوض الذي
ينساب فيه انخفاضاً كبيراً قد يصل إلى سبعين متراً في بعض الأماكن فقد أصبح
من المتعذر الاستفادة من مياهه إلا باستخدام وسائل الري التي تلائم هذا
الانخفاض الكبير فكانت الناعورة خير وسيلة توصل إليها الإنسان وتدور
الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء .
وفي
مدينة حماه نوعان من هذه الآلات: الناعورة و الغّراف ، فالناعورة هي التي
تدار بقوة التيار المائي أما الغّراف فيدار بواسطة الحيوانات.
والناعورة
اسم آلة مشتقة من فعل نعر بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير والنعير صوت يصدر من
أقصى الأنف وقيل لمثل هذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها وتجمع على نواعير
وناعورات .
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.