يقول الدكتور مصطفى مغمومة في سرده لقصة قناة العاشق: كانت سلمية جنة الله في أرضه فيها من الينابيع والبساتين
ما يأخذ الألباب وكانت أفامية على طريق يصل بلاد الشام وروما ما أدى إلى ازدهارها وازدياد سكانها لكنها كانت تعاني من شح المياه الأمر الذي أوصل ملكها الى اصدار أمر بقطع المياه عن الأشجار غير المثمرة كي تكفي حاجة الناس.
لكن هذا الحل لم يكن كافيا وستبقى هذه المدينة تشح مياهها الى أن يهاجر سكانها, وبعد تفكير طويل- كما تقول المصادر- توصل الملك الى إعلان عممه في كل الممالك مفاده: أنه سيزوج ابنته الأميره لمن يؤمن المياه العذبة لأفاميا كمصدر دائم, وبما أن الأميرة كما في كل القصص هي آية في الحسن والجمال وصغيرة السن فقد تقدم لها الأمراء ومنهم أمير سلمية الذي نشأت بينه وبين أمير مملكة جالميدون منافسة حامية على استحواذ قلب أميرة أفاميا فبدأ العمل كل من موقعه وكان قلب الأميرة مع أمير جالميدون وكان منافسه يعلم بالأمر مما زاد في تصميمه على العمل فحسب أمير سلميه المسافة ودرجة الميول لتجري المياه دون جهد عضلي بعد أن علم أن سلميه ترتفع عن سطح البحر 485 مترا وحماه 440 مترا وأفاميا 380متراً فسخر الجنود لحفر القناة التي امتدت 152 كم تحت سطح الأرض وكان عمل كل واحد هو حفر حفرة طولها وعمقها متران وعرضها ثلاثة أمتار وتبدأ القناة من عين الزرقاء وطاحونة المعبد وتسير غربا وبعد 5 كم تمر عبر طاحون مائية وتتابع سيرها حتى تعبر سفوح جبل علي كاسون. أم طويقيه, حول جبل زين العابدين الخط الحديدي- صوران - اللطامنة-حتى أفامية.
ووصلت المياه العذبة من سلمية إلى أفاميا قبل أن يوصلها أمير جالميدون إلا أن الأمير عاد إلى مملكته دون أن يطلب أميرة أفاميا للزواج وهو العارف بحبها لأميرجالميدون وعرفت كافة الممالك مدى نبل هذا الأمير وأصروا على تسمية هذه القناة- بقناة العاشق - والقناة باكملها تحت الأرض وبني جانباها ومدت على ظهرها الأحجار المستطيله بشكل مرصوف مساوياً لسطح الأرض مما يسهل مرور السيل فوقها بسهولة دون أن يختلط بمياهها العذبه أما مجراها الداخلي فمطلي بالكلس الا أن القناة خربت بفعل زلزال 1157م فحولت مياهها لسقاية المناطق الشماليه من حماة.