@ ثقافة المجاملة.. هل أصبحت عرفاً؟ @

المجاملة في اللغة هي أدب الكلام والمعاشرة لكسب القلوب واستمالتها. والمجاملة شيء نحتاج إليه في حياتنا اليومية, ففي نطاق العمل الرئيس والمرؤوس كل منهما يجامل الآخر وفي نطاق الأسرة
نرى الزوج يجامل زوجته والأبوين يجاملان الأبناء وغيرهم لو أردتم القياس على سائر إطارات الحياة التي نعيشها ولكن قد تصل بنا المجاملة إلى إظهار ما هو مغاير للحقيقة كأن نظهر الإعجاب من باب التشجيع رغم أننا أبدينا إعجابنا أو نبدي الموافقة على أمور مجاملة لمن عرضها علينا في الحقيقة نحن لها معارضون وعلى وجه العموم قد تضطرنا المجاملة إلى إظهار ماهو مغاير عن حقيقة ما نشعر به فهل يعتبر هذا من باب الكذب والنفاق.‏
اختلطت المجاملة بالمحبة...‏
السيدة هدى النجار موظفة تشير الى أنه في أيامنا هذه كثرت المجاملات بين الناس حتى اختلطت المجاملة بالمحبة لدرجة كبيرة وأصبح من الصعب التفريق بينهما إلا لأناس خاصين جداً نعرفهم تمام المعرفة، فأضحى الأمر يتباين في الوضوح والصورة وأصبحت تلك الصورة المشوشة تتكرر بشكل كبير في شرائح مختلفة من الناس وتنتقل بين محيط العمل وخارج العمل حتى أنها استقرت داخل الأسرة الواحدة وأثرت على ترابط العلاقة بين أفرادها، فمنهم من يقابلك بالأحضان وتشع ابتسامته وترى أسنانه قبل أن يصلك بأمتار ليظهر لك محبته مع أن الأمر داخله لايصل على الإطلاق لهذه الدرجة بل اخف لكنه يتكيف ويستطيع تكييف ابتسامته وحديثه معك كيفما يشاء وحسب حاجته منك وحسب الوقت الذي يختار.‏
انعدام ثقافة المجاملة...‏
السيد تامر عبد الله مهندس يقول: البعض قد يُعرف أنه صاحب وجهين كما هو مشاع وآخرون يرون أن هذا الوصف لاينطبق أبداً، وغيرهم يرون أن سلوكه مبرر لأنه لايعدو كونه مجاملة اجتماعية تساهم في خلق جو من الفرح لدى الجميع، أضف الى ذلك أنه لاتوجد لدى الناس ثقافة المجاملة الحقيقية ومستواها وأبعادها حتى لاتكون مبتذلة ومزعجة للآخرين لذا أصبحت واضحة وناصعة لمن يدركها ويقدر حدود التعامل مع الغير ويقيس مستوى هذا التعامل بشكله الصحيح.‏
فن المجاملة..‏
رهف نظام الدين طالبة جامعية تقول: لاأعتبر أن المجاملة في عصرنا الحالي مشكلة لكن هذه الكلمة مطاطة جداً ولاحدود لها فبعضهم أصبح مدرساً في فنها لكنه لم يتقن مهارة التعامل ولم يجعل الأمر عبارة عن لمسة خفيفة تساعد على جذب الآخرين دون أن تكون له دوافع أخرى تعكس الصورة الجميلة التي يمكن أن تساهم بها لكنها قد تجعل الأمر ينقلب رأساً على عقب.‏
وأيضاً عندما يريد شخص ماشيئاً من أحد تجده يجامل، أو ترى صديقاً ذا منصب أو مال يجامل أو ينافق من أجل الحاجة التي يريدها ولكن ربما هذا أصبح من متطلبات أو ضروريات الحياة.‏
أن تجامل لايعني أن تكذب..‏
تيسير النابلسي مدرس يوضح بأن المجاملة ظاهرة اجتماعية منتشرة.. لكن تبقى للمجاملة حدود.. فإن تجامل شخصاً لايعني ذلك أن تكذب عليه وتبين له أخطاءه كمحاسن..وأن تكذب عليه وتنافق فقط من أجل الحصول على وده أو محبته ولكن المجاملة المطلوبة أن تجيد الحديث مع الناس بطريقة لبقة محببة إلى أنفسهم محاولاً اظهار الصفات الحسنة التي يملكونها وتخفى على الغير فتحاول التطرق إليها بشكل تجعلهم يشعرون بقيمتها أو أن تقول لابطريقة مؤدبة وأيضاً أن تنصح من لديه أخطاء بطريقة مهذبة لينة بعيداً عن اللهجة الجافة التي يمكن أن تسبب الكره لهذا فأنا أعتقد أن المجاملة لو كانت بهذه الطريقة فستكون بعيدة كل البعد عن النفاق أو الكذب طالما هي تكسب القلوب وتجعل من حولنا يرغبون بوجودنا.‏
نحتاج لبعض المجاملات..‏
أحياناً نحتاج في الحياة لبعض المجاملات المسموحة وفي حدود معينة لاأكثر وبالنسبة لي من يجاملني أشعر به دائماً وأعرف أنه يجاملني في شيء ما لذلك لااعتمد على آرائه في أشياء مهمة، وحدود المجاملة عندي تصل الى درجة التشجيع على عمل شيء مفيد ومهم في الحياة ولكن لاتصل الى درجة الكذب أو النفاق، والمجاملة في حدود ضيقة والتي تبني ولاتهدم، والتي تكون بحدود معينة أعتبرها من الأدب والذوق ولكن مازادت عن الحد فتكون كذباً ورياء.‏
يجاملون بعضهم وهم يعلمون..‏
سامية بيطار25 سنة طالبة جامعية تستغرب من أن الناس يجاملون بعضهم وينافقون على بعضهم وهم يعلمون، ومع ذلك يشعرون بالسعادة بذلك وإذا واجهتهم بالحقيقة كرهوك وأحبوا من ينافقهم. المجاملة نوع من أنواع النفاق الاجتماعي يحسن التخلص منه، فليس هناك أجمل من الطبيعة والعفوية والتعبير بكل حرية.‏
ليس كل مجامل منافقاً...‏
ثائر عيسى موظف يقول: ليس كل مجامل منافقاً، والعكس أيضاً ليس كل منافق مجاملاً. المجاملة نوع من أنواع اللباقة الكلامية. هناك إشارات واضحة يستوحي من خلالها أي منا إن كان الشخص الذي يحدثه يجامله، فالإكثار من المديح الزائد عن شيء لايستحق المديح أصلاً، اختيار كلمات منمقة جديدة غير معتاد عليها هذا الشخص.. حينما اكتشف ذلك أحاول أن أوصل له أنني كشفت أنه يجاملني، واجعله يعيد تقييم الوضع لكي يتحدث دون مجاملة.‏
أخيراً..‏
إن الحد الأدنى من المجاملة هو أمر محمود، بل ومطلوب أيضاً فنحن نحتاج من المجاملة بالقدر الذي يكفي فقط لإظهار تقديرنا واحترامنا للآخرين ولاشيء آخر، والحق أن معظم عللنا المستوطنة يعود سببها إلى النفاق، وهي التي تدفع بالشخص إلى التنازل عن مبادئه الكبيرة من أجل إرضاء طرف آخر تحت مبررات يختلقها لنفسه. المجاملة تسبب عمى للفرد، فلايعود يرى الخطوط الفاصلة بين ماهو حق للناس وماهو افتراء على الحق. الشخص المصاب بداء النفاق يفتقد للقوة التي تبقيه متمسكاً بمبادئه الشخصية ومبادىء عمله.‏

:P :P :P

انا اقول المجامله واجبه في بعض الاحيان لكن في اكتر الاوقات تلزم الشفافيه وقول الحقيقه مهما كانت صعبه

» أصبحت أعشق ساعات الإنتظار
» الأخضر out كأس العالم 2014 أصبحت أُمنية . . . وسحقاً للإعلام السعودي
» الكرة الذكية أصبحت واقعا .. وداعا للأهداف المشكوك في صحتها