حديث عن إصابات بالحمى القرمزية والصحة تطمئن

كشف بعض أطباء الأطفال في ريف دمشق عن تسجيل العديد من الإصابات بالحمى
القرمزية بين الأطفال منذ بداية شباط الجاري معربين عن اعتقادهم أن
ارتفاعاً طرأ على عدد الإصابات مقارنة بأعدادها خلال السنوات السابقة.
وبين أحد أطباء الأطفال أن العديد من الأطفال المصابين بالحمى القرمزية
تتراوح أعمارهم بين 5 و 8 سنوات زاروا عيادته في جرمانا مؤخراً.
ونبه إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر منعاً للعدوى بهذه الحمى التي وصفها
بالمزعجة نظراً للأعراض التي ترافقها، إذ تتم العدوى عن طريق الرذاذ
المتطاير من أنف وفم الشخص الحامل للبكتريا سواء كان ذلك الشخص مريضاً أو
مجرد ناقل للمرض، أي حامل للبكتريا ولكن لا تظهر عليه أعراض المرض، كذلك
تتم العدوى عن طريق استعمال الأدوات الشخصية للمريض مثل المناشف أو
المناديل أو الأكواب.
ولكنه بين في الوقت عينه أن الحمى القرمزية مرض جرثومي غير مخيف ولا يشكل
خطورة على حياة المصاب، بل يستجيب للعلاج بسرعة كبيرة إذ تستخدم لعلاجها
المضادات الحيوية المناسبة والمسكنات و مخفضات الحرارة وهي متوفرة في جميع
الصيدليات.
من جهتها قللت الدكتورة هالة الخاير مديرة الأمراض السارية في وزارة الصحة
من شأن هذه الإصابات التي وصفتها بالعادية والتي لا يمكن أن نقول معها إن
المرض منتشر، ولكنها كشفت في الوقت نفسه أن لا إحصاءات متوفرة حول أعداد
الإصابات إذ يراجع معظم المصابين عيادات خاصة ولا يوجد أي نوع من التبليغ
عن هذه الحالات.
وتحدثت الخاير عن الحمى القرمزية مبينة أنها من الأمراض المعدية التي تصيب
الأطفال والكبار وهي تصيب الأطفال بين الثالثة والثامنة من العمر بشكل
أكبر، وعادة ما تظهر أعراضها بشكل مفاجئ وحاد، يبدأ بارتفاع حاد في درجة
الحرارة يزداد تدريجيا ليصل إلى 39.5 – 40 درجة مثوية في اليوم الثاني ، ثم
تقل الحرارة تدريجيا لتعود إلى المعدل الطبيعي خلال 3 – 5 أيام، و مع
استخدام المضاد الحيوي ، تعود الحرارة إلى معدلها الطبيعي خلال 24 ساعة من
بداية استخدامه.
كما يظهر طفح جلدي و يكون الطفح وردى اللون ( قرمزي )، ويبدأ في الرقبة
والصدر والبطن ثم ينتشر ليشمل الجسم كله خلال 24 ساعة، و ينتشر الطفح في
ثنيات الجسم مثل تحت الإبط و بين الفخذين و بين الأصابع، و يكون الوجه
مميزاً باحمرار شديد مع وجود هالة بيضاء حول الفم، و أحيانا يكون الطفح
مصحوبا بحكة بسيطة بالجلد، و يستمر الطفح الجلدي لمدة ثلاثة أيام ثم يختفي
تاركا ورائه تقشيراً خفيفاً جداً.
وذكرت الخاير كذلك أعراضاً مميزة مثل وجود التهاب شديد بالحلق و اللوز،
وتضخم في الغدد الليمفاوية بالرقبة وفي الأيام الأولى يكون اللسان مغطى
بغشاء أبيض مع وجود نتوءات بارزة.
وحول تشخيص الحمى القرمزية قالت الخاير إن هناك تشخيص يتم إجراؤه لتفريقها
عن أمراض قد يختلط تشخيصها بها مثل الحصبة الألمانية والحساسية ضد الأدوية
وجدري الماء.
و لفتت الخاير إلى ضرورة العناية الخاصة بالمريض عن طريق عزله عن باقي
أفراد الأسرة خاصة الأطفال وكذلك يجب استخدام أدوات شخصية خاصة بالمريض مثل
المناشف والأكواب وغسل أدواته الشخصية بالماء الساخن ومراعاة أن يكون طعام
الطفل سهل البلع و إذا كان الطفل المصاب يعانى من حكة بالجلد فيجب قص
أظافره.