الاثنين : 1-11-2010
- خلال الأيام الماضية نشرنا ملفاً واسعاً عن واقع العملية التعليمية في مدارس المحافظة، عرضنا في حلقاته لواقع الأبنية المدرسية والنقص الحاصل في بعض المستلزمات التي أثرت سلبياً على أداء المعلم ونفسية الطالب، وكانت ولما تزل من المنغصات والمشكلات التي تعوق سير العملية التربوية... جولات ميدانية كشفت واقعاً متبايناً عن الصورة التي رسمتها لنا المديرية مع بداية العام الدراسي، وثمة فجوة واسعة بين الواقع والطموح... ولكن حرصاً على إيصال الصورة الحقيقية لواقع العملية التربوية،
ولكون الجريدة ليست طرفاً في أي موضوع يُثار على صفحاتها، ولأن هدفها الأول والأخير الصالح العام والكشف عن النقاط المظلمة والإضاءة عليها وتعزيز النقاط المضيئة وإبرازها للمواطن.
مع مدير التربية
ولتحقيق هذه الغاية التقينا المهندس فيصل جميل محرز مدير التربية، لوضع النقاط على الحروف، وتحديد الإطار الحقيقي للوحة العملية التربوية في العام الدراسي الحالي... لقاء أردناه في ختام ملفنا للوصول إلى الحقيقة التي نسعى إليها دائماً في عملنا، وفيما يلي نص الأسئلة والأجوبة.
مستجدات لم تكن بالحسبان
- في تصريح لكم بداية العام الدراسي قلتم إن الاستعدادات أُنجزت بشكل كامل، وأنه لاوجود لأية مشكلات في مدارس المحافظة، والواقع يظهر عكس ذلك... ماردكم؟!
25٪ زيادة في الصف الأول
- في حقيقة الأمر إن الاستعدادات كانت تامة لبداية عام دراسي جديد، إلا أنه ظهرت بعض الأمور التي أثرت بشكل بسيط جداً على ما كنا أنجزنها منها:
1- زيادة عدد الطلاب المسجلين في الصف الأول الأساسي بعد افتتاح العام الدراسي، وقد وصلت نسبة الزيادة في مركز المحافظة ما يقارب 25٪ عن العدد المسجل، وهذا أدى إلى إضافة تشكيلات جديدة وشعب جديدة وتعيين معلمين.
عدم الالتزام بكامل الساعات
2- عدم التزام مدرسي اللغة الفرنسية الذين تقدموا بطلبات تدريس من خارج الملاك بالساعات التي أعطيت لهم، بل التزموا بجزء منها فقط، وانصرفوا لتدريس الساعات الخصوصية وما حصل في مدرسة إبراهيم حنيش المذكورة في أحد التحقيقات، أن المكلفة اكتفت بـ 12 ساعة في إحدى المدارس ولم تكمل في البقية.
3- زيادة ملحوظة في عدد طلاب الصف الأول المهني، ما تطلب شعباً إضافية ومدرسين زيادة عن العدد المقرر وخاصة في مواد اللغات، والزيادة ناتجة عن إغلاق المعاهد الخاصة التي كانت تساهم في تسرب طلاب التعليم المهني، مع ذلك تمّ تلافي جميع هذا النقص في فترة وجيزة جداً، باستثناء اللغة الفرنسية لنقص الكادر أصلاً، وحالياً لا توجد أية ساعة شاغرة على الإطلاق.
إشكال في كتب اللغة الانكليزية
أما موضوع الكتب المدرسية فهي متوافرة منذ بداية العام وكان هناك إشكال في كتب اللغة الانكليزية من الصف الخامس حتى الثامن، لعدم استردادها من الطلاب العام الماضي، ومع ذلك عولج الأمر بقرار وزاري وصل بتاريخ 8/10 وتمّ توزيعه على المجمعات الإدارية التربوية لإبلاغ كل مديري المدارس بضرورة استلام النواقص.
220 مدرساً مختصاً خرج من الخدمة
كما أن قرار التعيين في المسابقة لـ /118/ مدرس رياضيات ،صدر في أول يوم من العام الدراسي و /20/ مدرس فيزياء و/20/ مدرس علوم، عيّنوا في المناطق الشرقية، إضافة إلى اختصاصات أخرى،بما مجموعه /220/ مدرساً خرجوا من الخدمة والجميع مؤهل، وهذه خسارة، وتأمين البديل أمر ليس سهلاً.
200 استقالة حتى 2/10
إضافة لذلك قرارات الاستقالة التي استمرت حتى 2/10 والتي تجاوزت الـ /200/ استقالة من كل الاختصاصات، أيضاً أثّرت بدورها على الاستقرار،ونؤكد أن التشكيلات نظامية، وكنا مصرّين على أن تكون مستقرة وفاعلة مع أول يوم من العام الدراسي.. ولكن الأسباب السابقة بحقائقها أثرت وحالت دون ذلك، ولاشيء غير ذلك.
لا مدارس خارج اهتمام التربية
- صحيح أن هناك بعض المدارس النموذجية في المحافظة، ولكن بالمقابل هناك عشرات المدارس مهملة وبعيدة عن الاهتمام، ماذا عن ذلك؟!
- أي مدرسة أينما وجدت ليست بعيدة عن اهتمام التربية وحاضرة في برنامجها ومتابعاتها، ولكن هناك عوامل تتحكم ببعض المدارس منها، وجود العدد الكبير من خارج الملاك /وكالات/ وهذه الحالة موجودة في ريف الحمراء وسلمية وعقيربات وريف الغاب الشرقي.
إضافة إلى وجود فوارق بين مدير متابع وآخر مهمل، كعامل ذاتي من حيث الاهتمام والمتابعة والمطالبة، ونؤكد أن كل ما يطلب من المديرية «أثاث- صيانة- وسائل....» ولجميع المدارس، يدرس بدقة ولا يهمل أي طلب.
الإشراف على المتعهدين ضعيف
- من تراكمات الفترة الماضية موافقات كثيرة لصيانة بعض المدارس وإعادة تأهيل بعضها الآخر، فلماذا لم تدرج في خطة المديرية لهذا العام، وما مصيرها؟!
- قبل سنوات لم يكن هناك أموال مخصصة كافية لأعمال الصيانة، وإن وجدت فالإشراف على المتعهدين كان ضعيفاً، وبالنسبة لإعادة التأهيل والبناء المدرسي فهو مسؤولية مديرية الخدمات الفنية بالكامل لجهة الدراسة والإعلان وإبرام العقد وتصديقه والمهندس المشرف، ويقتصر دور مديرية التربية على رفع الطلب إلى الخدمات الفنية بعد الكشف فقط.
80 مليون ليرة للصيانة 2010
ويقتصر دور الأبنية المدرسية على الصيانة، والمبلغ المخصص لعام 2010 هو /80/ مليون ليرة سورية لجميع المدارس على مستوى المحافظة، تمّ صيانة /94/ مدرسة بشكل كامل هذا العام بكلفة /60/ مليون ليرة سورية و/584/ مدرسة صيانة خفيفة بكلفة /20/ مليون ليرة سورية، ويوجد بعض المدارس كلفتها كبيرة، وسيتم وضعها في خطة الصيانة لعام 2011 لأن المبلغ المخصص لعام 2011 هو /100/ مليون ليرة سورية.
260 مليون أجور ساعات ووكالة
-خصصت وزارة التربية مبالغ كبيرة لصرف أجور ساعات الوكلاء والمكلفين... لماذا لم تصرف جميع الساعات حتى الآن؟!
- تم تخصيص مبلغ /200/ مليون ليرة سورية العام الماضي لصرف أجور ساعات خارج الملاك ووكالة، وتمّ إضافة مبلغ /60/ مليون ليرة أخرى، أي بلغت قيمة الصرفيات /260/ مليون ليرة صرفت جميعها، وبقي مبلغ /45/ مليون ليرة زيادة، وتمّ الطلب لتخصيص اعتماد لصرف المبلغ المذكور ولكل المناطق ووعدنا خلال فترة قريبة بصرف جميع المبالغ المستحقة ولكل الاختصاصات.
جميع القضايا تمت متابعتها وحلها
- التحقيقات التي نشرت قبل أيام، تناولت بعض القضايا التربوية والمشكلات والثغرات التي تعوق سير العملية التربوية ونجاحها...ماذا فعلتم لمعالجة ذلك؟!
- تم متابعة جميع القضايا التربوية التي من اختصاص المديرية وآلية عملها، وحلت مباشرة، ففي مدرسة بكر الشواف في حماة، تمّ نقل جميع الطلاب إلى مدرسة جديدة، وتحول دوامها النصفي إلى كامل، وموضوع الباب المستخدم كسبورة في مدرسة «جمال أبو خصرين» فهذا اجتهاد من المديرة وتمت معالجة الموضوع، أما ما يتعلق بنقص الأدلة فقد تمت مخاطبة فرع المطبوعات، والبناء المدرسي هو من اختصاص الخدمات الفنية وأحيل الموضوع إلى الأبنية للمتابعة، والمشكلات والثغرات ليست وليدة الساعة وإنما تراكمات لسنوات سابقة.
صيانة المقاعد مستمرة وكذلك الإنتاج
ماذا عن المقاعد الدراسية وصيانتها وكيف يسد النقص؟!
ـ بالنسبة لصيانة المقاعد فقد تمّ صيانة /1400/ مقعد حتى تاريخ 17/10 والوثائق موجودة وتؤكد ذلك, ومنذ ذلك التاريخ والصيانة مستمرة, أي وصلنا إلى /2500/ مقعد حتى تاريخه.
كما تمّ توزيع ما يقارب /1500/ مقعد جديد, والإنتاج مستمر يومياً بمعدل /140/ مقعداً ولا نقص يذكر في جميع مدارسنا.
الدوام النصفي
الدوام النصفي من المشكلات المؤرقة للجميع ماذا عنه, وهل بناء الغرف الصفية اللازمة يتناسب والزيادة السكانية ؟!
ـ خلال ثلاث سنوات سيتم الانتهاء من الدوام النصفي, وذلك بتأمين الغرف الصفية اللازمة لذلك مع حساب نسبة النمو المتزايدة باستمرار والبالغة /2,7%/ سنوياً.
وهناك عدم تقيد بالفترة الزمنية المحددة للانتهاء من الأعمال الإنشائية, كما هي الحال في المجمع الثانوي في دوار عين اللوزة والمكون من /72/ شعبة صفية, حيث عدم تسليمه بالوقت المناسب شكل أيضاً عبئاً إضافياً على انطلاق العملية التربوية, والمفروض تسليمه منذ بداية العام الماضي.
كما أن تأخر تسليم بناء التربية الجديد شكل عبئاً آخر, وفيما لو تمّ التسليم لحل مشكلة كبيرة أيضاً.
لا تعميم ولا عقوبة
هل أصدرتم تعميماً للمجمعات التربوية ومديري المدارس بعدم إعطاء أية معلومة للصحافة, وهل عاقبتم بعض المديرين الذين قدموا لنا معلومات ؟!
ـ لم نصدر أي تعميم للمجمعات التربوية أو المدارس بمنع أي صحفي للدخول أو أخذ معلومات, فقط طلبنا التأكد من شخصية الصحفي ولأي جهة يعمل, ولم نعاقب أحداً ولن يحصل ذلك.
نعمل بشكل مؤسساتي
هناك لغط في الوسط التربوي أن هناك مجموعة صغيرة مقربة من شخصكم تصول وتجول وكل اقتراحاتها موافق عليها من قبلكم.. ما مدى صحة هذا الكلام ؟!
ـ أنا أعمل بشكل مؤسساتي, وأعطيت الصلاحية للمجمعات الإدارية لتقوم بدورها بشكل كامل, وكل مشرف مجمع يمثل مدير التربية في مجال عمله, وأكدت ذلك خلال الاجتماع مع إدارات المدارس وبحضور الرفاق (رئيس مكتب التربية الفرعي ونقيب المعلمين وعضو المكتب التنفيذي لقطاع التربية ومدير فرع المطبوعات ) وقد جرت هذه الاجتماعات على مستوى كل مناطق المحافظة, للوقوف ميدانياً على واقع كل منطقة ومتطلباتها, وكان يتم الطلب من إدارات المدارس أن تعرض كل ما لديها بشفافية مطلقة, بما فيها وضع المدرسين المكلفين من خارج الملاك وإمكاناتهم العلمية, وهل هناك بديل أفضل, وقد عممت رقم هاتفي على جميع مديري المدارس للإبلاغ عن أي خلل أو شكوى لمتابعتها أصولاً.
لا قراراً بل زيارات تبادلية
هناك قرار من وزارة التربية بتغيير مناطق الموجهين الاختصاصيين, لماذا لم ينفذ هذا القرار؟!
ـ لا قرار وزاري في تغيير مكان عمل الموجه التربوي أو الاختصاصي, ولكن قد ترى مديرية التربية بالتبديل لضرورات العمل, وقد قمنا العام الماضي خلال الفصل الثاني بإجراء زيارات تبادلية لكل المناطق في المحافظة للوقوف على الواقع الحقيقي وسير العملية التربوية في المدارس.
الجديد في نشاط المديرية
ما الجديد في آليات عمل المديرية, وماذا تحقق في مرحلة إدارتكم الجديدة ؟!
ـ تمَّ توفير أكثر من /100/ مليون ليرة سورية لصالح المديرية, خلال فترة استلامي, كما تم التخلص من الأثاث المستهلك, والذي كان يؤرق جميع مدارسنا بإشغاله قاعات صفية تضمه وهو عديم الفائدة وبيعه أصولاً ما وفرّ غرف صفية لكل المدارس, وهذه الخطوة تعدّ الأولى من نوعها لمديرية التربية في المحافظة ولم يتخذ قرار سابقاً بهذا الشأن.
ـ كما تمّ تجميع كل المواد والتجهيزات القديمة والتي تحتوي محركات تعود لستينات القرن الماضي على مستوى التعليم المهني وترحيلها لاحقاً إلى معمل حديد حماة بعد موافقة الوزارة , الأمر الذي خلّص المدارس من عبء ثقيل, ووفر عشرات الغرف الصفية, وأيضاً لأول مرة هذه الخطوة في مديرية تربية حماة.
ـ ومن جديد نشاطات المديرية اعتماد محافظة حماة لإقامة دورات مركزية على مستوى القطر فيما يخص التعليم المهني للاختصاصات الكهربائية, وهي لأول مرة في حماة أيضاً.
ـ كما أن المديرية سعت لأتمتة الديوان والانتهاء من تجهيز النافذة الواحدة, وهذا يُسهل عمل المراجعين ويخفف الضغط والازدحام عن المديرية.
أخيراً
قطاع التربية , قطاع واسع, ومتعدد الجوانب والأطراف, ويتطلب خطوات عمل جادة وجهود حثيثة لمجاراته والوقوف عليه..ولا ننكر في هذا الجانب المساعي والجهود التي تمّ بذلها من القائمين على العملية التربوية ومنذ بدء العام الدراسي لتذليل جميع المعوقات والثغرات التي تقف حجر عثرة في وجه تطوير العملية التربوية ونجاحها.
ولكن, لكون العملية التربوية تكاملية ويدخل في مكوناتها العديد من المسائل فإن أي نقص أو غياب لأي مكون لها, بالتأكيد لن تكون في أحسن حالاتها, ولا يمكن استمرارها ونجاحها مع وجود أي خلل, سواء أكان في مقعد مكسر أو نافذة أو باب مخرب أو نقص مدرس أو وسائل تعليمية وغيرها.
ونؤكد أن كثيراً من المشكلات والنواقص الحالية ليست وليدة الساعة, وإنما هي ناتجة عن تراكمات سابقة , خلّفت واقعاً مظلماً وبائساً, تمّ إهماله والتستر عليه لعدة سنوات خلت..وإصلاحها يتطلب مدة زمنية ليست بالقصيرة, وربما تحتاج إلى عصا سحرية لفك لغزها, والوصول إلى الغاية المنشودة والمستوى المطلوب ..آملين من القائمين على العملية التربوية متابعتها وتذليلها..
ونعتقد بأنها قضايا أساسية وجوهرية وتصب في خدمة العملية التربوية وتطويرها, وتحقيقها ليس مستحيلاً