مسعود المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 14130 مدرس ممتاز
| موضوع: يوهموا الناس بالعلاج ويقتلوهم بمستحضراتهم الدوائية الأربعاء مارس 02, 2011 12:33 pm | |
|
بالأمس القريب كان الناس يلجؤون إلى العطار للتداوي, ولحلاق الحي أو القرية لخلع الضرس المنخور.. ثم ومع التقدم العلمي والصحي والاجتماعي انتشر الأطباء والصيادلة, في كل مكان, فحل الصيدلاني في كثير من الأحيان محلَّ الطبيب, عبر تحضيره بعض الخلطات الدوائية.. وكان يُنظر للصيدلاني على أنه ( القاموس الدوائي) إذ يكفي المريض أن يقول له مثلاً علبة زرقاء عليها صورة حبوب..
الآن ومع كثرة المستحضرات الدوائية صار لزاماً على الطبيب الكتابة بخط مقروء.. فمجرد تبديل حرف يعني تغيير الدواء والاستطباب .. إلا أن اللافت أن صيدلياتنا تعرّضت لغزو غريب من نوعه نستحق , أو يستحقون عليه براءة اختراع بامتياز.. فكيف يمكن أن يحل شبه الأمي مكان الصيدلاني ؟!
زادت عن حدها !!
تؤكد الصيدلانية الكيميائية حياة كركوش أن المسألة زادت عن حدها, فالمخالفون يزيدون عن النصف.. وأن حياة الناس ليست لعبة, فحتى عندما يمرض الحيوان يستدعون له الطبيب البيطري (!!) فكيف يكون من حصل على الصف التاسع أو مجرد الخبرة عن طريق الجلوس بالصيدلية لشهرين أو ثلاثة وتعلم الاسم التجاري للدواء.. كيف له أن يصف الدواء أو حتى يصرفه؟ فالاسم التجاري قد لايدل على تركيبة الدواء بشكل دقيق, فهذا لايفهمه ولايعرفه إلا الصيدلاني الملم بالاستطبابات والآثار الجانبية.
وتعد كركوش نفسها والصيادلة أطباء, فهم يعالجون الكثير من الحالات وربما لاتأتيهم وصفة طبية طيلة اليوم , بينما المتصيدل ليس أكثر من تاجر!!.
يالطيـ ـيـ ـيـ ـف !!
وتستشهد كركوش بعدد من الأمثلة عن الأخطاء القاتلة للمتصيدلين , حيث صَرَف أحدهم حقنة ميوديكات وهي توصف للأمراض الذهنية لدى الكبار, وتؤخذ كل 3 أشهر, لطفل عمره سنة بدلاً من إبرة ميتوكال للإقياء !!.
كما صرف أحدهم كلوفين وهو دواء هرموني نسائي , لرجل كبير بالسن مصاب بتحسس بدلاً من كلورافين .
أما الدكتور أنس العاصي رئيس المنطقة الصحية الأولى بحماة فيؤكد أن أحد المتصيدلين , وصف لإحدى المريضات دواء لتنشيط الإباضة بدلاً من محلول معقم, وآخر صرف دواء التهابياً ومسكّناً بدل وصفة الطبيب الذي وصف مضاداً غير استروئيدي, وعندما سأل الطبيب المتصيدل عن تركيبة الدواء الموصوف من قبل الطبيب أجاب بدهشة ( ماذا يعني غير استروئيدي) ؟!!, فهو يظنه مسكّناً فقط ولايفهم معنى مضاد التهابي!!.
وتساءل العاصي بحرقة, هل يمكن لمن لايفهم هذه العبارة أن يصف الأدوية ؟
أما الصيدلاني محمود المشعان فيقول : إن أحد المتصيدلين وصف دواء التهاب قصبات لمريض ضغط, رغم أن الدواء يرفع الضغط بشكل كبير, دون أن يسأل المريض عن حالته, فهذا المتصيدل يحفظ الوصفات غيباً, ويطبّق على منوالها (!!) بينما يكون دور الصيدلاني الحقيقي مكملاً لدور الطبيب الذي قد ينسى سؤال المريض عن شيء ما, فيما الصيدلاني وبسبب التماس الأكبر مع المريض يستشير الطبيب بتعديل الدواء.
ابكوا معنا !!
ورأى العاصي أن هذه الظاهرة تساهم كثيراً في ( تعنيد) الجراثيم ضد الأدوية, فقد بدؤوا بصرف الأدوية لحالات الرشح والكريب والأنفلونزا , ومنذ 6 أو 7 سنوات صاروا يعمدون لإعطاء المريض حقنة ثنائية, مكونة من مضاد بكتيري مع مضاد غير استروئيدي , وبعد 3 سنوات أصبحت الحقنة ثلاثية بإضافة الكورتيزون , وحالياً صارت رباعية بإضافة الفيتامينات.
وتساءل هل يُمكن أن تُصرف الأدوية عشوائياً ؟علماً أنه يوجد بعض الأشخاص الذين يتحسسون تجاه بعض المركبات كما أنه توجد في بعض الأحيان جوائح انفلونزا غير عادية.. وقد أصيبت مريضة العام الماضي بأنفلونزا الخنازير ولكن المتصيدل أعطاها دواء للكريب العادي, ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية ومن ثم وفاتها!!
وقال: إن بعض الصيدليات تركّب الأدوية والأعشاب للبشرة مع أن تركيب الدواء لايجوز إلا بوصفة طبية, فأين هي الرقابة على ذلك؟
أعطوه للخباز!!
وبخلاف كركوش فإن العاصي يؤكد أنه لايمكن للصيدلاني تشخيص الأمراض, فهذا اختصاص الطبيب, إذ تقتصر مهمة الأول على الحالات الإسعافية والبسيطة, ولحين وصول المريض إلى الطبيب, بل إنه من المحظور على الأول زرق الحقن في الصيدلية فهذا اختصاص الأطباء والممرضين,.. فكيف يفعلها الدخيل على المهنة؟!
أما مشعان فإنه يعتقد أن بإمكان الصيدلاني الحقيقي صرف الدواء بدون وصفة طبية, إذ أن لديه علماً نظرياً بهذا الاختصاص عمره ست سنوات, أما المتصيدل فهو لايعرف أي تركيب دوائي.
وأجمعت الآراء على أن السبب في هذه الظاهرة هو انصراف الإناث عن مهنتهن ( الصيدلانيات) وخاصة لدى الخدمة في الريف وانصراف بعض الصيادلة للعمل كمندوبي أدوية.. وأن ضعف الرقابة وعدم تطبيق القانون على المخالفين هو السبب في استفحال المرض, فأحد المتصيدلين ـ حسب أحد الآراءـ والمذكور خطؤه في وصف الدواء في سياق هذه المادة, وهو زوج الصيدلانية, مازال يزاول المهنة منذ 3 سنوات ولم يقل له أحد ما أحلى الكحل بعينك!!
ماهو الحل؟
كما أجمعت الآراء على أن هذه الظاهرة, تكاد تكون فريدة من نوعها على مستوى العالم, أما الحل فهو أن يعمد الطبيب مثلاً لكتابة الاسم العلمي فقط, أو أن يحل صاحب الخبرة والمران باختصاص معهد صحي قسم صيدلة بديلاً عن الصيدلاني في وقت الضرورة.
ورأى مشعان, أن المناوبات النهارية والليلية حل عملي وفعال, كيلا نحتاج لمعاون صيدلاني.. وطالب بتفعيل تفويض وزير الصحة للمحافظين بإغلاق الصيدليات المخالفة.
ورأى العاصي أن مراقبة المراكز الصحية, والمراقب الصحي فيها للصيدليات من شأنه الحد من هذه الظاهرة.
هل ستضحكون؟
ولدى لقائنا الدكتور بشار حلواني نقيب الصيادلة بحماة علَّق على إمكانية قبولنا من لديه اختصاص قريب بالصيدلية قائلاً:
(ما رأيك بمن لايحمل شهادة السادس ويعمل نفسه طبيباً؟ فقد دخلت البارحة إلى صيدلية غير مرخصة نهائياً, ولدى المتصيدل منفسة وهو " يناقر" الصيادلة الموجودين بالمنطقة).
وقال: إن النقابة تستدعي كل اثنين حوالى 12صيدلانياً لم يكونوا موجودين بصيدلياتهم وتنبههم, فالقانون يلزمنا بالتنبيه لمرة واثنتين, وبعد ذلك نوجه الإنذار ثم الغرامة المالية لحد ثلاثة آلاف ل.س, ثم مجلس تأديب يلتزم الصيدلاني بتسديد /15/ ألف ل.س لمجرد المثول أمامه, ثم يحق للمحافظ من خلال تقرير لجنة مشتركة إغلاق الصيدلية المخالفة لمدة تحددها اللجنة وأكد أنه منذ تولي المجلس الجديد مهامه منذ ثلاثة أشهر, تم فرض غرامة مالية مقدارها /500/ ل.س ـ 7 آلاف ل.س لحوالى 7 صيدليات بسبب هذه المخالفة, كما تم تخفيض حصة كل معتمد يمثل النقابة للإشراف على الصيدليات من 30 صيدلية إلى 10 صيدليات.
وأكد أن النقابة تعدّ إزالة هذه المخالفات, هي رقم واحد ضمن سلّم الأولويات, ولكن الموضوع يحتاج للوقت والمتابعة.
مشاهد ولقطات.. وأسئلة
ـ أحد الإداريين في منطقة صحية تصيدل, ثم حمل حقيبة طبية وصار يصف الأدوية ويجري المعاينات.
ـ تساءل حلواني: هل من المعقول أنَّ من لايحمل بكالوريا أو تاسع سيفتش على الصيادلة حسب مطالبة العاصي..؟ والسؤال هل من المعقول أن يصبح الأمي صيدلانياً؟.
ـ أحد الآراء رأى أن هذه الظاهرة أفقدت المهنة احترامها.
- رجح حلواني أن تكون نسبة المخالفات النصف.. ومع أنها أكثر, فالسؤال أين كانت النقابات قبل ذلك؟ وهل القوانين المذكورة كافية؟.. أم أن الموضوع يحتاج لإعادة نظر؟
ـ بعض الأطباء المتخصصين, خصص ضمن الوصفة الطبية عبارة ( يُرجى عدم تبديل الدواء) .. نرجو إضافة ( أو الصيدلي)
ـ إذا عدنا /5/ سنوات أو حتى عشر إلى الوراء فكم صيدلانياً خضع لمجلس تأديب... وكم صيدلية أُغلقت؟
ـ وجود هذه المخالفة ألا يشجع على مخالفات أكبر؟.. | |
|