يا راهبَ الحزن
رد على قصيدة ( دع عنك لومي ) للأخ الشاعر عبدالكريم عزو الحسن
و هذا رابط قصيدة ( دع عنك لومي ) لمن أراد الرجوع إليها
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=4616 مـــــــاضٍ بــغــيِّـــكَ لا جـــــــدٌّ و لا هــــــــزَلُ
أجـدى ، وهاأنـتَ فـي بـحـرِ الأســى تـغِـلُ
أقـــولُ تــيــسٌ : تــقــولُ احـلـبــهُ واعـجـبــاً
مَـــنْ يـحـلـب الـتـيـس فـــي تفـكـيـرهِ خـلــلُ
مـــاءٌ و طــيــنٌ أبــونــا و اســتــوى بــشــراً
و مــا سـمـعـتُ بـقــومٍ مـــن أســـىً جُـبِـلـوا
أمْ قـــدْ جُـبـلـتَ عـلــى حـــبِّ الـعـنـادِ فـمــا
شـــــيءٌ يـــروقـــكَ إلا الــعُــنْــدُ و الـــجـــدلُ
مـــن لـيـلـةِ الـعـيـدِ مـــا إنْ لاحَ لـــي أمـــلٌ
إلا تـــلاشـــى عـــلــــى أعـــــــذاركَ الأمـــــــلُ
ظـــــامٍ و تـقــعــدُ لا تـســعــى إلـــــى بـــلـــلٍ
تسـتـنـظـرُ الــمــاءَ جــهـــلاً عــلَّـــهُ يــصـــلُ
قد قالَ ربـكَ : ( و امشـوا فـي مناكبهـا )
يـا راهـبَ الـحـزن أيــن الـجـدُّ و العـمـلُ ؟
للحـزن يـا صاحبـي فــي النـفـس فلسـفـة
إذا تـبـنــيــتــهــا أزرى بـــــــــــكَ الـــكــــســــلُ
تـــخـــالُ حـــزنــــكَ مــفــروضـــاً لـتـسـعــدنــا
وهــمــاً و أنــــكَ أنــــتَ الــفـــارس الـبــطــلُ
نــعـــمْ تــحـــنُّ إلــــــى أنـــثـــى إذا غـــربـــتْ
شــمــس الـنـهــار و راح الـلــيــلُ يـنــســدلُ
و صرتَ وحـدكَ و القلـبُ الرهيـف مضـى
بـــــــــلا قــــيـــــودٍ يــنــاديـــهـــا و يــبــتـــهـــلُ
تُـحــرّرُ الـقـلـبَ فـــي جـنــح الـظــلام فـــإنْ
تـنـفــس الـصـبــحُ عــــادَ الـقــلــبُ يُـعـتـقــلُ
نــعـــمْ تــحـــنُّ و لـــــولا ذاكَ مـــــا عــذبـــتْ
مـنـكَ القـوافـي و رقَّ الـوصـفُ و الـغــزلُ
أجــــلْ تــحــنُّ و تـخـشــى أن تــبــوح لــهــا
فــــلا تـجــيــبُ و يــدمـــي قـلــبــكَ الـفــشــلُ
تــرنـــو بـعـيـنـيـكَ عــــــن بـــعـــدٍ وتـرقـبــهــا
فـــــــإن أردتَ دنـــــــوَّاً صــــــــدَّكَ الــخـــجـــلُ
فلـتـنـتـظـر يــــــا أخــــــي مــنــهــا مـــبـــادرةً
إن صـــار بـعــدَ سـنـيـنٍ يُـخـطــبُ الــرَّجــلُ
و صـــارت الـبـنـتُ تـأتــي الـــدُّورَ طـالـبـةً
يــدَ العـريـسِ الــذي فـــي الـبـيـتِ يـعـتـزلُ
بـلـغـتُ عـــذريَ فـافـعـلْ مــــا تــشــاء فــقــد
نـوَّعـتُ فــي النُّـصـح حـتـى قـلَّــتِ الـحـيـلُ
و كــدتَ بالـحـزنِ تعديـنـي و كــم دمـعـتْ
عــيـــنٌ رأتْ دمــعـــةَ الـمــحــزونِ تـنـهـمــلُ
غــــدتْ لــوافـــحُ مـــــن حـــــزنٍ تـعــاودنــي
و الـحــزنُ كـالــداءِ بـيــن الـنــاس ينـتـقـلُ
فــــــــلا تــــلــــمْ أحــــــــداً إلاكَ إن رحــــلــــتْ
عنكَ الظعونُ ( و سارتْ بالدُّجى الإبلُ )
و إن أُجــبـــتَ إذا مـــــا رحـــــتَ تـطـلـبـهــا
( بالأمس كانوا هنا و اليـومَ قـدْ رحلـوا )
20/10/2008م
محمد ابراهيم الخطيب
سوريا – حماه – مورك