S.M.F عضو متميز
عدد المساهمات : 210 حزين دائما
| موضوع: الكرة في زمن الكوليرا الأحد أكتوبر 24, 2010 5:59 pm | |
| منذ بدء تدوين التاريخ الانساني و الهوية الانسانية تشهد مدا و جزرا تشهد انقلابات تختلف عن الانقلابات في دول العالم الثالث انها تحدث ببطء اكثر و لا تخلف ورائها بقع دماء . الانتقال الاكبر كان من مبداء الجماعة في خدمة الجماعة الى الجماعة في خدمة الفرد , فبعد ان كانت مصلحة الكل هي المعيار الاهم اصبحت مصلحة فرد ما تم تمييزه لسبب ما ليكون قائد لمجموعة , فاصبح هناك التفاوت بين الجميع بدلا من الوحدة بين الجميع , الشخصية الانسانية اصبحت اقرب الى المادية الحالمة التي تظن ان المال وحده تستطيع تجاوز العقبات و مواجهة مصاعب الحياة , الحلم اصبح اداة تنفيذ الواقع الجميل الوحيدة في زمن الكوليرا .
رواية الحب في زمن الكوليرا للروائي الكولومبي جابرييل ماركيز غارسيا رواية تتحدث عن المواجهة بين الرومانسية الحالمة و الواقعية في ملعب الواقعية السحرية و كيف ان الواقعية انتصرت في البداية و لكنها لم تنتصر للنهاية للمال سطوته لكنه دوما سيبقى قزما اما الحب خاصة بمرور الوقت فالحب اقوى من الملل و الاعتياد اما المال فنقطة ضعفه هي الملل الفرق بين المال و الحب يتجلى في منحوته خشبية يصنعها نحات او حاسوب الي حتما ستبدو منحوتة الحاسوب اكثر كمالا ودقة لكنها تفتقد الحب وقود الابداع حتى عندما يخطء العاشق حتما ستجد لمحة سحر فهل تعلم ان ابتسامة الموناليزا كانت خطء دافينشي و السبب يدور حتما حول اللاتوقع اللامنطق حول لحظة جنون يظنها الجميع سقطة و لكنها هي قمة الابداع لانها تمرد على منطق يظنه البعض هو الاصلح .
ان ابرز معالم الكرة كان الحب انها كانت عابرة للمال و الجسد فلا تلتفت الى شكل او لون او فئة فماسح الاحذية اصبح ملكا في حناياها , كان الحب بالكرة يتجاوز عن خطايا البعض ايديهم مخدارتهم نطحاتهم سهراتهم , استطاع هتللر اكتساح العالم لكنه فشل في جعل المانيا قوة في الكرة الصين تحتل العالم اقتصاديا لكنهم كرويا ينهزمون و يتقزمون امام قيرزغستان و السبب ان الكرة حب و بالحب تحيا حتى الكراهية عندما تطل من راسها تحت مسمى الكرة فان ساحتها ليست الملعب بل عقول و صفحات من تجاوزهم زمن الحب بالكرة .
عندما قرر هافيلانج ان يؤسس شركة الفيفا المساهمة العامة التي تهدف الى الربح كان في باله ان النجاح المالي سيحافظ على ما صنعته ثورة الكرة حيث اصبحت الكرة وقود الشعوب المستعمرة بفتح الميم في مواجهة جلاديهم و مغتصبي حقوقهم الكرة كانت في افريقيا مظهر من مظاهر رفض الاستعمار لانها كانت تلعب بالحب بالشغف بالقلب حولها المال الى لعبة تلعب بالقدم حقا , فهل بقيت الكرة الانثى التي يعشقها الرجال في زمن الكوليرا ؟ الاجابة جائت من محمد النخالة هي اصبحت عاهرة في زمن المال زمن اصبح فيه انصاف الرجال و اشباههم سادة زمن الكوليرا .
الكرة كانت اكبر من النصر او الهزيمة الكرة كانت اثبات وجود وهوية و ثقافة , قد علم التاريخ من يكتبه ان الحروف تكتب بدم الرجال و عرقهم و دموعهم و قد علمنا التاريخ نحن من نقراءه ان لاهناك نصر دائم او هزيمة ابدية فتلك الايام ندوالها بين الناس حتى تجربة خير البشر شهدت احد و حنين لانها تجربة منهج حياة للبشر لا لملائكة , ادخلنا هافيلانج زمن الكوليرا بارادته او دونها بجعل المال هدفا ان يكن الهدف الكرة كانت شركة مساهمة عامة اممتلك من عشقها اسهما فيها الان اصبحت من يدفع لها امتلكها و اخذها معه الى غرفة نومه , الكرة اليوم اصبحت نتائجها تكتب في غرف النوم و الملاهي الليلية و حانات القمار ليس فقط بارض الملعب .
قريبا سنشهد مواجهة بين رومانسية غوارديولا وواقعية مورينيو سيخرج انصار الفريق المهزوم و على شفاههم مرسي الزناتي اتهزم يارجالة و كان الهزيمة شيء من عالم اخر و كاننا قريبا لن نشنق غوارديولا و لن نلعن ميسي و لن نحرق رونالدو و سنتهم مورينيو بالجنون لاننا في زمن اصبح الحب به مرهونا بالفوز و اصبح البطل يمتطي صورة الاسطورة لا الانسان زمن ترى اللاعبين مرتدين ملابس داخلية ماركة دولتشي غابانا او ارماني حين يلعبون الكرة و يمتطون الاودي حين خروجهم من الملعب زمن اصبح من يلعب للحب مهرجا لان الفوز هو الاهم . | |
|