الكمأة»أكلة العقارب.. أنواعها وزراعتها

في هذا العام، استبشر أبناء محافظة الحسكة خيراً بموسم
جيد وغني، خاصة بعد غياب «الكمأة» عن الظهور، لمدة تتراوح بين أربع

وخمس سنوات. والسبب في ذلك يعود إلى الانحباس المطري الذي
حصل في المنطقة، إضافة إلى الجفاف الذي مرَّ على المحافظة.

فمن شروط نموها، حصول الرعد الذي يرافقه مطر خفيف يرطّب
وجه الأرض، ما يساعد الكمأة على النمو بين الصخور.
«الوسم» مؤشر رئيس على وجود الكمأة
حتى تكثر الكمأة، يجب أن تهطل الأمطار في فترات معينة من العام في تشرين
الثاني، مع أمطار متفرقة من كانون الأول والثاني. وإذا

هطلت الأمطار في شهر شباط، يعدّ موسم الكمأة غنياً في ذلك
العام، حيث إنَّ هذه الأمطار تعطي مؤشرات بظهورها على وجه الأرض،

كما أنَّ وجود نبات الوسم في الأرض يعتبر من المؤشرات
الرئيسة على وجودها. ونبات الوسم نبات صغير يشبه البصل البري،

خروجه مرتبط بالرعد. ويتفاءل أهل الريف خيراً بموسم وفير
عند وجوده.
الفطنة والحذر من مقومات استخراج الكمأة
يقول محمد المنديل (من أهالي الريف): «الكمأة تستخرج في الحسكة من منطقتين،
هما جبل عبد العزيز والمنطقة الشرقية من

المحافظة بالقرب من الحدود السورية العراقية، وكذلك من
بعض مناطق البادية، إن هطلت عليها الأمطار». ويشير المنديل إلى أنَّ «

استخراج الكمأة يحتاج الى تركيز كبير، إضافة الى الفطنة
والحذر في استخراجها، ناهيك عن البصر الحاد في البحث عنها. فوجودها

تحت وجه الأرض يحتاج إلى الخبرة في الاكتشاف والاستخراج،
حيث تكون مندفعة إلى سطح الأرض، مع وجود نبات الوسم بجانبها.

وتستطيع كماية صغيرة أن ترفع صخرة كبيرة تجثم فوقها.
وتعدّ هذه الميزة من المعجزات التي خصّت بهذه هذه الفطور. وهي لا

تزرع، وليس لها أوراق ولا ساق، وجوهرها أرضي».
أنواع الكمأة
ولأنَّ كل نبات له العديد من الأنواع، فإنَّ الكمأة أيضاً تتنوع أصنافها؛
يقول المنديل: «يوجد العديد من الأنواع للكمأة، منها الحدج الأسود،

حيث يعدّ هذا النوع من الأنواع المرغوبة والمطلوبة في
القطر، حيث يتميَّز بعدم هدر أيّ شيء منه عند التنظيف، لأنه مصقول ولا تعلق
به

الأتربة؛ ما يجعل سعره كبيراً، مقارنة بالأنواع الأخرى.
أما النوع الثاني فهو الحرقة، وهو نفس النوع السابق، إلا أنَّ الفرق بينه
وبين

النوع السابق يكمن في اللون. فالحرقة يميل إلى اللون
البني الفاتح، وهو أقل سعراً من الأنواع الأخرى. أما النوع الأخير فهو

الهبري، وهو غير مرغوب فيه في المنطقة؛ إذ تشبه رائحته
رائحة الغاز الطبيعي».
العقارب تحبّ الكمأة
عند إلقاء المياه والفضلات الناتجة عن الكمأة على الأرض، فإنها تجلب
العقارب من مسافات بعيدة، إن وجدت في المنطقة؛ فالعقرب يحبّ

الكمأة كثيراً.
«أكمت»
تقول إحدى الروايات القديمة، التي يتناقلها أهالي المنطقة عن مصدر اسم ثمرة
الكمأة: إنَّ امرأة فقيرة كان لها أولاد جياع، ولم تكن تملك

لهم طعاماً، فوضعت الماء في القدر، ووضعت فيه حجارة،
وكلما كان أولادها يبكون من شدة الجوع، كانت تقول لهم «أكمت»؛ أي

نضجت. ومن هنا جاءت التسمية الكمأة.
قال أحد السكان، الذين يعتمدون على الكمأة مصدراً للرزق: «في هذا الوقت من
السنة، نعتمد على جني هذه الثمرة وبيعها لأهالي

المدن، أو نقوم بجلبها إلى أسواق الحسكة أو القامشلي
لبيعها إلى التجار، وهم بدورهم يقومون ببيعها إلى أهالي المدينة أو إلى
التجار

القادمين من المحافظات الأخرى.
أما في السنوات العجاف، فالكمية لا تتجاوز الكيلوات، ونقوم ببيعها إلى تجار
قادمين من دمشق وحلب ومحافظات أخرى، ليبيعوها بدورهم

بأسعار أغلى مما نبيعه، حيث تستخدم الكمأة في معالجة
أمراض العين والرمد الربيعي».
وعن أسعار الكمأة، يقول التاجر تيسير الأحمد: «أسعارها تتراوح بين 400 و800
ليرة سورية. وفي بعض المواسم، يرتفع

سعرها بحسب الكمية في الأسواق والنوعية الموجودة، وذلك
بحسب الكميات التي تُجنى أو بحسب نوع الحبة وكبرها ونوعها.
فالكمأة تقسم إلى أربعة أنواع، منها الزبيدي، ويسمى شيخ الكمأة.
ويظهر هذا النوع قبل الأنواع الأخرى، وهو أخف الأنواع على المعدة، ويرغب
في هذا النوع أهل الخليج، إلا أنَّ ما يعاب عليه أنه سريع

العطب، ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 400 و800 ليرة
سورية.

» أكلة سمك مصرية
» الكوارث البيئية:تعريفها و أنواعها