دمشق-سانا شغل
الذهب على مدار الأسبوع الفائت المهتمين بحركة الأسواق العالمية وقسماً
كبيراً من المتابعين للمحلية إثر سلسلة ارتفاعات قياسية بعد تحسس
المستثمرين وأصحاب الأموال لبوادر أزمة مالية أميركية قد تتحول بسرعة إلى
عالمية بعد أقل من عامين على اندلاع واحدة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ
الكساد العظيم عام 1929م و توجههم للتخلص من الأسهم والعملات واللجوء إلى
الأدوات الاستثمارية الآمنة والتي يأتي الذهب على رأسها.
وسجل
المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الخميس عند 79ر1813 دولاراً
للأونصة ليكسب بذلك خلال أربعة أيام 135 دولاراً حيث ارتفع من مستوى 1678
السبت الفائت محققاً بذلك 5ر6 بالمئة فقد منها 5ر1 بالمئة بعد عودته أمس
السبت إلى ما دون 1746 دولارا وهي أكبر زيادة أسبوعية له منذ أوائل تشرين
الثاني الفائت وبذلك يكون ارتفع بنسبة 22 بالمئة عن مستواه بداية العام
نتيجة المخاوف بشأن النمو ومستويات الدين في الولايات المتحدة ومنطقة
اليورو وبيع الغرام بسعر تاريخي حيث بلغ من عيار 21 -2570 ليرة ومن عيار 18
-2200 ليرة ووصل سعر الليرة الذهبية عيار 22 إلى 22000 ليرة وتراجع الغرام
قليلا أمس السبت وبيع عيار 21 ب2540 ليرة و18 ب2177 ليرة.
وبدأ
الذهب يسجل مستويات قياسية بالدولار والجنيه الإسترليني واليورو والين منذ
عصر الاثنين الفائت الذي اتجه العالم لتسميته بالاثنين الاسود إيذانا
بانطلاق أزمة مالية عالمية وسط مخاوف من تأثر الاقتصاد العالمي بأزمة
الديون الأوروبية والاضطراب في أسواق الولايات المتحدة بعد خفض تصنيف
السندات السيادية الأميركية.
وترافق
ذلك مع الذعر العالمي من بوادر أزمة والصعود التاريخي للذهب وانخفاض شديد
في أسواق المال العالمية حيث افتتح عصر يوم الاثنين وول ستريت على انخفاض
قدره 2 بالمئة ثم هبطت السوق الأميركية بشكل حاد بمعدل 5 بالمئة وكانت
سبقتها الأسواق الأوروبية بهبوطات قاربت 4 بالمئة.
[size=16]وتأتي
هذه الزيادة في أسبوع في سعر المعدن الأصفر بعد شهر من ارتفاعات مماثلة
كسب خلالها الغرام 21 نحو 100 ليرة وسط توقعات بأن يتجاوز سعر الغرام حاجز
3000 ليرة قبل نهاية العام الجاري وذلك رغم الركود الذي يعاني منه هذا
القطاع نتيجة ضعف حركة شراء الذهب المشغول مع بعض التراجع في حركة السياحة
غير أن الذهب يبقى الحضن الآمن في مثل هذه الظروف والتي تتزامن مع تراجع
الكميات المستخرجة في مناجم الذهب على مستوى العالم مع طلب كبير من الصين
والهند أدت لارتفاع الأسعار.
كما
تتزايد التوقعات حول مواصلة ارتفاع الأسعار بعد تضامن العوامل التي تعزز
الطلب والتي استندت إليها بعض البنوك والمؤسسات المالية العالمية في
تقاريرها التي تتنبأ باستمرار الصعود لأرقام أعلى رغم الارتفاعات السابقة.
ومع
هذا الارتفاع تكون أونصة الذهب كسبت خلال الاشهر الثمانية الفائتة من
العام الحالي نحو 450 دولارا أي أكثر من 33 بالمئةمن قيمة الأوقية 1340
دولارا منتصف كانون الثاني الفائت وبذلك يكون المعدن (العملة) ارتفع في 7
أشهر أكثر من ارتفاعه خلال العام 2010 كاملا والذي كسبت فيه الاونصة 30
بالمئة مضيفة مكاسب بلغت 321 بالمئة بين العامين 2000 و2009.
وتصاغ
أوقية الذهب(الأونصة) من عيار 24 قيراطاً حصراً ويبلغ وزنها 103ر31 غراماً
وهما الوزن والعيار المعياريان العالميان اللذان تصاغ منهما ويتم التداول
بهما في أسواق المال العالمية. ويتم
تشكيل المصوغات الذهبية التي يتم التعامل بها في سورية من العيارين 21
قيراطا للأساور والمباريم و18 لصياغة الخواتم والسلاسل كون الخليط الذي
يدخل فيه الذهب من هذا العيار أقل قساوة ويساعد أصحاب المهنة على صياغة
المجسمات المعقدة والتي لا يمكن صياغتها من خلائط بعيارات أعلى ويستخدم
عيار 14 لحلق الأطفال. ويسعر
الذهب في سورية يومياً محسوباً بالليرة بالنظر إلى سعر الأونصة في
البورصات العالمية بالدولار وبالذات بورصة لندن كونها تفتتح تداولها في وقت
أقرب إلى التوقيت المحلي لدمشق ليصار إلى تعميم السعر على جميع الصياغ. ولحساب
سعر الغرام من أحد العيارين استنادا إلى سعر الأونصة عالميا والتي تسعر
بالدولار الأميركي يتم ضرب سعر الأونصة بسعر الدولار محليا ثم يقسم الناتج
على وزن الأونصة 103ر31 ثم نضرب الناتج ب 21 ويقسم على 24 وبذلك يتم الحصول
على سعرالغرام عيار 21 بالليرة أو يضرب ب 18 ويقسم على 24 للحصول على سعر
الغرام عيار 18 قيراطا يضيف البائع على السعر هامش ربح يقدر بنحو 10 بالمئة
من سعر القطعة حسب تعقيد تشكيلها.