وداعا..شمس المغيب

خلت أن شمس المغيب
ذابت في حمرة الخجل
أحنت رأسها لتقبل
رأس عجوز هرم
تمنت أن يصفح عنها
لأنها يوما
أذاقته كأس الألم
لم ترحم شيبته و لا ضعفه
لم تشفع له عندها
عصاه
لم ترق يوما
لدموع ذرفتها عيناه
كانت تهتز طربا عندما
يتوهج الجمر
تحت قدماه
لم تكن تدري في غفلتها
أنها ستغيب
و أن أجلها قريب
فأدركت الآن فقط
أنه لها حبيب
رأيته قد أفصح عنها وابتسم
قال رفقا حبيبتاه
أي ألم ؟!
لقد ارتشفت منك نور الحياة
فأينا قد ظلم ؟
لقد كنت ونيستي
على الدرب الطويل
أنتظرك بشوق
بعد ليل ثقيل
فأي هموم حملتنيها
و أي غم ؟
كيف أمقتك و أنت
تسبحين الرحمن ؟
أما علمت بأني
حبيب الجمال
رفيق الزمان ؟
فلا تفارقيني و أنت حزينة
فأقسى الفراق
فراق الدموع
رأيتها تبكي من عذوبة كلماته
وتسيل عبراتها
كدموع الشموع
فاحتضنتها عيناه و آهاته
و سالت على خديه عبراته
وفاضت في قلبها روح الحبيب
خلته يتمتم
وداعا..وداعا
شمس المغيب