لا يمكن للبشر والأنبياء التنبؤ بموعد الساعة
اليوم ليس “نهاية العالم” .. والزلازل المتوقعة تنبؤات غير صحيحة.. والساعة تأتي بغتة
==================================================
سخر العلماء والمختصون من مزاعم أن نهاية العالم ستكون اليوم الاثنين
والتى بنيت على شائعات عبر شبكة الإنترنت والعديد من وسائل الإعلام حول
اقتراب نهاية العالم بحدوث أقوى زلزال في تاريخ البشرية يوم الاثنين 26
سبتمبر. ومما ساعد على زيادة تلك الشائعات، انتشار فيديو مخيف على مواقع
الإنترنت لبروفيسور أمريكي يدعى «الكسندر ريبروف» يتحدث من خلاله عن وجود
مذنب صغير يدعى «مذنب ايلين»، اكتشفه رائد فضاء روسي عام 2010، هذا المذنب
يدور حول الشمس دورة كاملة كل 10,000 سنة ليكمل دورة واحدة فقط. حيث أوضح
ريبروف أنه فى كل مرة وجد فيها هذا المذنب على استقامة واحدة مع كوكب الأرض
والشمس أو أحد الكواكب الأخرى يحدث زلزالا كبيرا وعنيفا وأن التناغم
الارتجاجي الذي يحدث عندما تصطف هذه الأجرام على خط مستقيم يسبب تضخما في
الطاقة، مدللا على ذلك بحدوث زلازل فى تشيلى واليابان ونيوزيلندا عند حدوث
ظاهرة اصطفاف مذنب ايلين مع الكواكب.
وأكد العلماء أنه لو حدث هذا فانه
لايعني قيام الساعة لان الساعة علمها عند الله لا يجلّيها لوقتها الاّ هو
وأنها تأتي بغتة دون نبوءات وان علامات الساعة لم تكتمل خاصة الكبرى منها.
ووصف الدكتور مسلم شلتوت استاذ بحوث الشمس والفضاء أن ما وصل إليه العالم
الأمريكى بالتنبؤ بحدوث زلازل مدمرة هى تنبؤات غير صحيحة ولم تبن على أى
دراسات علمية دقيقة ومحدثة فى ظل استمرار العلماء من كل أنحاء العالم فى
مراقبة الفضاء والسماء والأرض بأجهزتهم الحديثة وأن الأمر لا يعدو كونه
توقعات بنيت على دراسات تاريخية.
أوضح شلتوت أنه لو كانت تلك التوقعات
على أساس علمى دقيق، لسارعت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان حالة
الطوارئ والتنسيق مع دول العالم للتعامل مع الأمر قبل حدوثه بأسبوعين على
الأقل إلا أن هذا لم يحدث.
واكد أنه بالرغم من التقدم العلمى
والتكنولوجى ووجود أجهزة علمية حديثة، إلا أن العلماء لم يتمكنوا بعد من
التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها ولا يوجد من هو قادر على التنبؤ بحدوثها
حتى لو توفرت له كل الإمكانات العلمية المتاحة.
واتفق معه الدكتور أحمد
بدوى الأستاذ بقسم الزلازل بالمعهد ومدير المركز الوطنى للبيانات مؤكداً
أنه لا يوجد حتى الآن وسيلة علمية للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها وأن
تكهنات العالم الأمريكى عن حدوث زلازل مدمرة على الأرض ليس لها أى أساس
علمى، مدللا أنه من الناحية الإحصائية والعلمية فإنه من المستحيل أن يحدث
زلزال فى عام 2011 قوته أكثر من 9 على مقياس ريختر، لأنه من المعروف علميا
أنه يقع زلزال واحد فقط سنويا قوته تتراوح ما بين 8.5 و8 على مقياس ريختر
وهذا ما حدث بالفعل فى اليابان أوائل العام الحالى، لأن هذا النوع من
الزلازل تنتج عن وجود كمية من الطاقة يتم تجميعها فى باطن الأرض ويتم تفريغ
تلك الطاقة فى كتلة واحدة ليتم تجميعها مرة أخرى فى نفس العام.
وتساءل
بدوى إذا كان العالم الأمريكى لديه كل تلك التنبؤات لماذا لم يقم بتحذير
الدول التى قامت بها كل تلك الزلازل قبل وقوعها مثل تشيلى فى فبراير 2011
واليابان فى مارس الماضى ونيوزيلندا فى أغسطس الماضي؟، مضيفا أن علاقة
الكون والفلك والأرض معروفة ومحددة على المستوى العلمى ومذنب «إيلين» كتلته
من الصغر بحيث لايكون لها أى تأثير على الأرض.
وأكدت رئيس قسم الفلك
بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتورة نادية عبدالله أحمد
أنه لا يوجد أي أساس علمي لما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية العربية
والعالمية .
وأشارت إلى أنه لا توجد أية نظريات رياضية أو دراسات تؤيد
ذلك الشك، وإنما هي مرئيات أحد الباحثين الذي ربط من خلالها بين وقوع مذنب
«إيلين» على خط مستقيم واحد وتعامده مع كوكبي الأرض والشمس ووقوع بعض
الزلازل الأرضية نتيجة لذلك.
وأضافت أن هذا يعتبر ربطا خاطئا لأنه لا توجد أية علاقة مباشرة بين حركة المذنبات في مداراتها وحدوث الزلازل على سطح الأرض.
من جانبه أعرب الدكتور أحمد فؤاد شاكر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر عن
سخريته من الشائعات التى ترددت حول تحديد موعد محدد لنهاية العالم و قيام
الساعة بناء على ما تردد من افتراضات وتنبؤات لبعض العلماء والتى فنّدها
علماء آخرون يؤكدون عدم صحتها ومؤكدًا أن القرآن أكثر من الحديث عن يوم
القيامة وجعله الله من الأسرار التى استحوذ عليها فى علمه لا يشاركه فى
معرفة موعده أحد .
وأضاف شاكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن
مقدمات للساعة سميت علامات الساعة الصغرى والكبرى وبالنسبة للعلامات
الصغرى مثل أن تلد الأمة ربّتها وأن يتعالى الحفاة الرعاة فى البنيان وأن
ترفع الأمانة من الأرض وأن ينزع القرآن من القلوب فإن معظمها قد حدث.
أما العلامات الكبرى فهى أن تشرق الشمس من المغرب وقبلها تظهر الدابة التى
تكلم الناس وينزل المسيح الدجال الذى يفتن الناس ثم يأتى المهدى وينزل عيسي
عليه السلام ليقتل الدجال ويحكم بشرع الإسلام ثم يموت ويدفن فى الأرض وهذا
الأمر كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحدث بعد ومازال القرآن
موجودا فى صدور الناس حتى الآن.
ويؤكد العالم المصرى الدكتور زغلول
النجار أن « هذه خرافة» ودخول أمور غيبية مطلقة لا يمكن أن يرقى فيها
الانسان إذ لا يمكن للبشر والأنبياء التنبؤ بموعد الساعة.
ويدعو
الدكتور النجار الناس إلى التفكر قبل التصديق، وان يتذكروا حادثة تنبؤ
الفلكي الأمريكي (شومخر) منذ سنوات بأن هناك مذنبًا سيضرب بالأرض،حيث قام
العشرات بالانتحار الجماعي في أمريكا وأوروبا، وقد مرّ المذنب دون أن يمس
الأرض بسوء، ولم يثبت صحة كلامه.