فعلناها أخيراً" تلك الجملة التي هنأ بها لاعبو الاحتياط في فريق الجيش زملاءهم الأساسيين لدى خروجهم فائزين من لقاء الجزيرة في الأسبوع العاشر بهدف وحيد.هذه الجملة كانت تعبيراً عن حالة الضغط التي عاشها لاعبو الجيش بعد سلسلة من العثرات، فأظهروا عنفواناً خاصاً للفوز، ولم يفرحوا به طويلاً بل بادلوا جمهورهم التحية ودخلواغرف الملابس، وبقي المدرب الجديد أيمن الحكيم يشكر الله ويجهش في البكاء بعد تحقيقه الفوز في أول مباراة يقود بها فريقه الجديد – القديم .
المباراة ستبقى طويلاً في ذاكرة الحارس الاحتياطي طه موسى فبعد دخوله بديلاً لكاوا حسو (إثر طرد الأخير) وجد أمامه تركة ثقيلة عندما وضِع تحت اختبار أول كرة (من علامة الجزاء) وعادة عندما يدخل الحارس البديل يمرر له زملاءه الكرة لمنحه الثقة، فتخيلوا الموقف، دياب حَمَلَ الصخرة الكبيرة بتصديه لكرة يونس سليمان وتحمل الهجمات على فريق منقوص الصفوف، طه وفي تصريح لموقع الكرة السورية رد هذا التألق إلى المحبة بين اللاعبين ولا شيء سواها، أما مدربه فارس سطلجي فكان يضمه ويقول له من دون تحمية كنت بطلاً فكيف لو أنك سخنت
في الجهة المقابلة كان الحزن والفخر عنوانان عريضان للاعبي الجزيرة وجمهوره الذي لم يتوان عن السفر لساعات طويلة.
الحزن لأن أسود الشرقية ابتعد عنهم الحظ ابتعاد دمشق عن الحسكة، والفخر كان لأنهم وقفوا نداً قويا أمام حامل اللقب، بل وتفوقوا عليه في بعض مراحل المباراة كما يشير كابتن الفريق جومرد موسى: "الجيش فريق كبير ويلعب كرة جميلة لكن فريقنا لم يكن أبدا صيدا سهلا على العكس جاريناهم في كثير من أوقات المباراة وخصوصا في الشوط الثاني، مبروك للجيش ونحن يجب أن ننسى هذه النتيجة ونعمل للمباراة القادمة".
صحيح أن يونس سليمان بكى طويلاً بعد اللقاء لإضاعته الجزاء وكان يمني النفس بإهدائه لأبنه لكن جمهوره حمله على الأكتاف وطيب خاطره بعبارات رائعة أوحت بالفعل أن هذا الفريق قوي بجماهيره قبل أي شيء آخر، لكن جمهور أسود الشرقية خرج حزينا لأنه كان يعتقد بأغلبيته أن هدف الجزاء لو دخل كان سيلحق به هدف آخر بعد النقص العددي للخصم.
لقطات
- تأخرت سيارة الإسعاف لنصف ساعة من بداية اللقاء ولدى السؤال عن السبب أجابنا المسؤولون عنها "معقول ينصاب لاعب أول المباراة".
- حضر جمهور الجزيرة بكثافة من الحسكة ومن جماهير الفريق المقيمة في العاصمة فوجدت متابعة المباراة فرصة للقاء مع الأقرباء القادمين من الحسكة حتى غير المتابعين لكرة القدم شعروا أن من واجبهم تشجيع الفريق.
- رفع جمهور الجزيرة لافتة كتبه عليها "الجزيرة بطل الدوري ليش لأ".
- جمهور الجيش لم يبخل عن الوقوف إلى جانب فريقه حتى بعد النتائج السلبية ولدى نهاية المباراة رد اللاعبون التحية لجمهورهم.
- عندما طرد حارس الجيش كاوا حسو بالدقيقة 73 بعد عرقلته لجومرد موسى خرج من الملعب مقتنعاً تماماً ودون أي اعتراض حتى أنه صافح الحكم وخرج مسرعاً خارج أسوار الملعب وعند صافرة النهاية كان أول المهنئين لزميله طه موسى.
- خرج لاعب الجزيرة الياس مرقص بعد منتصف الشوط الأول بقليل نتيجة لإصابته أثناء تسديد إحدى الكرات أمام المرمى الجيشاوي وسلامات للمرقص.
- الحظ تخلى عن الجيش أيضاً فمن تابع فرص حامل اللقب المحققة أدرك أن الفريق يعاني من شح بالتهديف.
- اختراقات ماهر السيد سببت صداعاً دائماً لدفاعات الجزيرة في الجهة التي كان يلعب بها.
- لأكثر من ربع ساعة بعد اللقاء لم يحضر أحد من المدربين المؤتمر الصحفي ولم يطالب مراقب المباراة بذلك.