بعثرة افكار ؟؟؟

من خلف المغيب أراقب القضبان التي تحتجزني . . هي في حقيقتها نافذة لا تكاد تلتقطها أطراف قدمي فبصيص الأمل من فوق أهدابي يكفي لإستنشاق الحياة عبرها . . وكم من نهار ٍ حضر ثم غادر وكم من ليل ٍ زمجر ونفر . . والأيام تتابع تتهادى قليلا ً ثم تتسارع . . وأوراق العمر تتدلى مكبلة ً في إستسلام و راعيها يفترسها بالنظرات . . يحوم حول الذكريات فينتزعها بنقمة وغل يثير حولها الأقاويل . . ويلقي بأحلامها إلى الأرض الخاوية الخالية من الأحاسيس . . فتتكتّل الأطلال مستغيثة ً بالحياة . . التي تعلقت في وهم الخيال . . ، التففت حولي انخفضت و وقفت من جديد لأندفع إلى أقاسي البعيد في الكون فما وجدت غير أنني أدور دون أن ألتقي بذاتي . . فقد تناثرت في ذرات الكون الذي ازداد مداه . . ولم أجد حلما ً كان قد طرأ على بالي . . فارتسم وميضا ً في ذهني وانطوى مع الذكريات التي سلّمت عهدتها و لم يعد لها نفعا ً مع البقايا المخلخلة . . ، وَدِتُ في لحظات أن أطوف بالكون خلال طرفة نظر . . لكن عقلي مجرد وعاء لحفظ بعض التواقيت ومسح ما تعاقبت عليه الأيام . . فهو توقيت محدد بالقضاء والقدر . . ، بحثت عن الأحلام في حبيبات الرمل و هبوب الرياح التي أثارت شهيتي لأن أفترس وأعب النسائم عبّا ً وأقذفها من أعماق أنفاسي و أخرجها قذيفة نفاثة . . ، لكنني مع ذلك جالستها لأتمتع بريقها العذب المختار . . فضمتني إلى جبهتها . . واحتجزت بصدري حلما ً منها . . أكتبه ظلا ً لقلبي في مذكرات حياتي . . ، عدت أقف على أطراف قدمي . . فقد التقطت أهدابي وردة ً ندية كانت ترتدي ثوبها الأحمر . . وبخيلاء السلام تلقي . . فزادني هذا التواضع شرفا ً لأعزز بثقتي الإقدام . . ، ها أنا أنتشل روحي من الغدير الذي قرر حجبي عني فأمهلته من اللحظات لحظات حتى استشفته أنفاسي باردا ً أثلج خلجاتي . . ثم عدت أغمض عيني وأتراجع إلى الخلف خطوات حتى ابتعدت عن القضبان فتعثرت وهويت إلى أحلامي التي انتشلتني و ألقتني على شفاه الصباح الذي تمطّى بذبول على قطرات الندى الوضاءة وبعثرت كياني وطرحتني بظلالها غائبة الوعي . . ملتهبة ً بشوقها . . و ناشدت عموم الكون من حولي على إيقاظها فلم تستطع أن تنافس قواها . . فغابت في رحابتها . . تحت رحمة رب يرعاها .

» افكار الاطفال
» افكار تغير العالم
» افكار تغير العالم
» افكار ومهارات لن تتعلموها بالمدارس
» افكار اسيوية ( نسور سوريا ضحية خطأ فادح من الحكم )